فرغم مظاهر العنجهية والقوة التي تظهرها الإدارة الأميركية أمام حلفائها في المنطقة الذين يتساقطون في وحل فضائحهم ودعمهم للجماعات الارهابية في سورية والعراق,إلا أن هذا الإحساس بالعنجهية والقوة يشبه الى حد بعيد إحساس اليأس والإحباط الذي تشعر به الإدارة الأميركية,وهي تواجه الغبطة التي تعيشها روسيا بقيادة بوتين.
ثمة رسائل روسية وصلت في الآونة الأخيرة,الى أكثر من دولة في المنطقة:لن نغادر سورية أياً كان الثمن,ثم أين مصلحتكم في أن نغادر لتبقوا في قعر السلة؟
بطبيعة الحال,لا تفتقد الدبلوماسية الروسية الظرف حين تقول:ان الأميركيين لاينظرون اليكم أكثر من كونكم زجاجات كوكاكولا أو علب لفائف تبغ,ماان تستعمل حتى يلقى بها جانباً,وإذا لم تكن هذه هي حالكم الآن,فستكون هذه حالكم غداً لامحالة.
سياسة واشنطن بعمومها في العالم,هي هكذا..لكن الراية الأولى في العالم لم تعد أميركية خالصة كما كانت دائماً..تلك حقيقة ماعادت خافية حتى على الأمركيين أنفسهم,لاسيما على المستوى «الشرق أوسطي».
لنتذكر أنه لم يبق في فلكها العربي حلفاء حقيقيون بما كانت تحمله هذه الكلمة من معان قبل عقود قليلة من الزمن..لم تعد أميركا تلك المهابة التي كانت موضع ثقة دول عربية كثيرة كانت تدور آلياً مع الفلك الأميركي كيفما دار..فوظيفة الشرطي الذي كان يرعب بها العالم بأسره فقدها تماماً,ولم تعد له بعدها هيبة تذكر.
بعد سقوط جدار برلين عام 1989,انهار الاتحاد السوفييتي وتقلصت رقعته الى روسيا الاتحادية,مع مارافق ذلك من انهيار اقتصادي وضعف سياسي وفوضى كبيرة ..اليوم روسيا بقيادة بوتين أشبه بطائر الفينيق الذي ينفض عن جناحيه الغبار ليحلق عالياً فوق سماء المنطقة.