|
رأي.. النخب ومشاريع الوهم.. لمـاذا نجحـت نخـب القـرن الماضـي واخفـقت نخب اليوم ثقافة
النخب الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية، وغير ذلك، نقول: لكل مهنة من المهن وكل قطاع من قطاعات الحياة نخبه، ولكن هل هي حقيقة نخب، أم ان المصطلح مضلل ومحير كما هو مصطلح المثقف وبالتالي: هل كل مثقف نخبة، وكل نخبة مثقف؟ اسئلة لسنا بصدد البحث عن إجابات قاطعة لها وليس بمقدور أحد ان يفعل ذلك ولكن باختصار: ثمة نخب فكرية وثقافية وسياسية واجتماعية ورياضية ودينية، لكل مهنة أو طبقة من المجتمع نخبها، في المال والاقتصاد، في التجارة، وهل كان شهبندر التجار كلقب إلا دليلاً على أن مفهوم النخب موجود منذ القديم، بغض النظر عن البحث في آليات أداء الدور، هل دور فكري أم لا. وماذا يقدم ويفعل، أهو دور تنويري أم دور يعود القهقرى بنا؟
السؤال الملح اليوم، وقياسا على نخب القرن الماضي بكامله، وربما حتى منتصف تسعيناته: لماذا نحن الآن أمام نخب كرتونية خلبية، ضجيجها أكبر من فعلها بمرات ومرات، طبعا التعميم غير صحيح لكن في الأعم الأغلب هي ظاهرة تدعونا لأن نطرح اسئلة من الضرورة أن تطرح وأن نعرف لماذا تحولت النخب إلى مجرد أبواق تبحث عن مشاريع خاصة وذاتية، وصارت أصواتا تباع وتشرى، لماذا نذكر الفعل قبل القول عند نخب القرن الماضي، بدءا من رواد اليقظة العربية إلى شهداء من النخب دفعت حياتها ثمنا لحراك فكري وتنويري ونضالي؟ لا ندعو لأن تضحي النخب الحالية بأرواحها وهي لن تفعل لو كان في ذلك خلاص الوطن، فمعظمها غارق في ملذاته، وأوهامه، انه محور الكون، ولولاه لكانت الطامة الكبرى، لا نريد ذلك منهم فنخب المال والتجارة والاقتصاد والصناعة,, إلا قلة قليلة وهذه النخب مشغولة الآن بالمزيد من تكديس الارباح والتغول، والقضاء على ما تبقى من قدرة لدى المواطن على المقاومة وفعل الحياة. أما بعض نخب الفكر والسياسة والثقافة والإعلام، فهم في واد غير ذي زرع, لم ولن تنبت فيه أفكار معقمة وليست من الحياة، ولا هي للحياة أبدا، ربما سيقول أحد ما: أنت تبالغ فيما تقوله، ربما يكون ذلك ولكن هل لأحد ما أن يجيبني على بضع اسئلة موجهة لكل النخب ومن مختلف الالوان والطبقات التي تفرز نخبها. وأعني الآن بالنخب: من له قدرة على التأثير على المجتمع وتحولاته، له كلمته وفعله، وهؤلاء كثيرون، موجودون في كل القطاعات ولكن كيف يتحركون،وبأي اتجاه، هل مارسوا دورهم الحقيقي؟ في النخب الفكرية العاقر: هل حقا كان لها دورها، ولو كان لها هذا الدور، رأينا هذا العمه والردة الجاهلية في انحاء الوطن العربي، والنكوص إلى العشيرة والقبيلة......بل أبعد من ذلك: كيف أصدق أن لفلان دورا تنويريا وهو من كان يحرض طائفيا ومناطقيا، كيف سأقرأ له، وكيف أصدق أنه عندما يقف على منبر ما ويرغي ويزبد مديحا بالعروبة والنصر، كيف أصدقه، والدم الذي سفك بسبب ما كان يفعله مازال نديا؟ كيف أصدق نخبا تعترف أنها الآن معنية بأمر طائفي، كيف أصدق نخبا تجارية لم تشبع من دم الناس، كان الوطن لها مغنما والآن هو منجم من استغلال، الغريب في الأمر أن الإحساس الحقيقي الذي كنت تسمع به، أو تقرؤه عن نخب المال والاقتصاد والتجارة، ليس منه ذرة على أرض الواقع..... نتحدث عن توحش العولمة، وعن قهرها للشعوب، وقد كان القهر والظلم والفحش عند البعض مما لايمكن لأي أحد أن يصدق أنه يصدر عن سوري.. نخب اليوم غارقة في ملذات ما تحصده والمواقف للبيع، لاشيء يشدها إلى الحياة التي يجب أن تعمل على الارتقاء بها وتنويرها، الشهادات العلمية تشترى وتباع، والإطلالات الإعلامية لذوي المال في معظم القنوات الفضائية العربية، أما صناعة الكتب وإصدار الصحف والمجلات وغير ذلك فحدث ولاحرج. أوطاننا مأزومة بالحروب العدوانية عليها، عدونا الخارجي نعرفه، ولكن عدو الفكر والهوية والانتماء هو الأكثر قدرة على التخريب، لأنه يغتال اليوم والغد. نخبنا بكل شيء إلا قلة قليلة ليست من النخب إلا بالاسم وعلى مبدأ من ليس لديه كبير في بيته فليشتر(قرمة ويضعها) نحتاج في كل الوطن العربي إلى السؤال المر: ماذا تفعلون ولماذا ضجيجكم أكبر من فعلكم، من المسؤول عن الإخفاقات الكبرى في الفكر والهوية والانتماء.. باختصار: مطالبون بالفعل قبل القول، والمرحلة لا تحتمل التنظير،هل تقتدون ببعض ما قامت به نخب d.hasan09@gmail.com ">الماضي..؟ d.hasan09@gmail.com
|