وما عمليات الإخلاء لمتزعمي داعش التي قامت بها المروحيات الأميركية العاملة ضمن تحالف واشنطن المزعوم، قبل عدة شهور في ريف دير الزور الشمالي الغربي وقبله في مناطق بمحافظة الرقة، وبالأمس القريب في مدينة الميادين، إلا تأكيد جديد على تمسك الأميركيين بهذا التنظيم وعدم تفريطهم به، حتى ولو أنهم ادعوا على المنابر الإعلامية محاربتهم للإرهاب.
داعمو الإرهاب لم يقفوا عند حد إجلاء متزعمي الإرهابيين من ساحات المعارك إلى جهات مجهولة لتأمين حياتهم في هذه المرحلة، كي يتسنى لهم بطبيعة الحال الزج بهم مرة أخرى في أماكن جديدة، بل إن هناك ضباط نخبة من دول العدوان على سورية أميركيون وأوروبيون وإقليميون، قادوا إرهابيي داعش بشكل مباشر في العديد من المناطق السورية، وهذا ما تم توثيقه وإعلانه بالوقت نفسه من قبل هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، هذا على الصعيد الميداني.
أما على الصعيد السياسي، فبينما تحث موسكو الخطى للوصول إلى حل سياسي للأزمة في سورية بالتنسيق والتشاور مع دمشق، على ضوء الانجازات والانتصارات التي تحققت في المعركة ضد الإرهاب في العديد من المدن والمحافظات السورية، نجد أن واشنطن تسبح عكس التيار الذي يتبنى الحل السياسي، في محاولة منها لتعطيل أي تقدم نحو هذا الحل، وذلك تحقيقاً لأهداف غير خافية على أحد، وأبرزها المد بعمر الأزمة قدر الاستطاعة الأميركية.
وطبول الحرب التي يقرعها بين الحين والآخر رئيس الإدارة الأميركية دونالد ترامب، مرة ضد كوريا الديمقراطية ومرة ضد فنزويلا وأخرى ضد إيران، تدخل في إطار التشويش المتعمد على التقدم المستمر في المعركة ضد داعش في الجبهتين السورية والعراقية، وفي الوقت نفسه وضع المزيد من العراقيل في طريق الجهود الدبلوماسية لحل الأزمات العالقة على الساحة الدولية.