واليوم كلما لاحت بارقة أمل لعقد جولة جديدة من الحوار السوري السوري في جنيف أو آستنة فإننا لا نسمع من إدارتها الحالية إلا العبارات الطنانة والرنانة برغبتها المزعومة بنبذ الحل العسكري ودعم الحل السياسي والحوار، فيما خطواتها على الأرض تنضح بدعم الإرهاب تحت مسميات الاعتدال كما تفعل مع داعش وقسد وغيرهما من أدواتها.
بالأمس وقف وزير الدفاع الأميركي ليدعي زوراً وكذباً أن بلاده تواصل مسيرتها في مكافحة الإرهاب ومحاربة داعش وأن إدارته تدعم الحل السياسي، ولا يدري أحد إن كان دعم داعش والتستر على جرائمه وإرهابه يمثل هذا الحل المزعوم أو أن دعم قسد وأخواتها هو وجهه الآخر.
المفارقة الصارخة أن مخططاتهم في سورية والمنطقة باتت مكشوفة للقاصي والداني ومع ذلك يكذبون ويتحدثون عن انتصارات أميركا المزعومة على الإرهاب ومحاصرة تنظيماته المتطرفة، فيما تنضح سياساتهم على أرض الواقع بكل انتهاكات حقوق الإنسان وتقوم طائراتهم بقتل المدنيين الأبرياء في الرقة ودير الزور وتشردهم وتدمر مؤسساتهم وبناهم التحتية.
وفوق هذا وذاك فإن مسؤولي إدارة ترامب والقائمين على تحالفهم الدولي المزعوم لمحاربة الإرهاب وهو التحالف غير الشرعي يستمرون في تضليل المجتمع الدولي حول نياتهم الحقيقية تجاه سورية مدعين أنهم جاؤوا لمحاربة الإرهاب وتحرير المدن من داعش المتطرف لتثبت الحقائق على الأرض أنها مجرد أكاذيب هدفها حرف انتباه الرأي العام الدولي عن الجرائم التي ترتكبها أميركا وتحالفها بحق السوريين الأبرياء.
وها هي الوقائع تدحض تصريحاتهم التي تدعي حرصهم على حياة الأبرياء وحقوق الإنسان، فما يزيد على تسعين بالمئة من مدينة الرقة قد سوي تماماً بالأرض، ودمرت كل أنواع الخدمات والبنى التحتية فيها بفعل قصفهم الهمجي للمدينة، ثم زعموا أنهم يريدون إعادة إعمارها بعد أن شردوا عشرات الآلاف من سكانها وأصبحوا لاجئين في وطنهم!.