الموقف الإيراني تجلى بوضوح على لسان الساسة الإيرانيين وفي مقدمتهم الرئيس الايراني حسن روحاني الذي أكد أن توجه بعض دول المنطقة لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني بدلاً من تعزيزها مع ايران يمثل خطأ استراتيجياً.
وأشار روحاني خلال اجتماع الحكومة الايرانية أمس الى ان النظام السعودي يخطىء في حساباته إذا ظن أن اميركا والكيان الصهيوني هم أصدقاؤه مشدداً على أنه ليست لدى ايران إلا النيات الخيرة تجاه شعوب المنطقة.
وبيّن روحاني ان النظام السعودي لن يجني اي مكاسب من العدوان الذي بدأه ضد شعوب المنطقة مطالباً حكام هذا النظام بكشف سر عدائهم للشعبين السوري والعراقي ودعمهم لتنظيم «داعش» الارهابي والتدخل في شؤون لبنان واستمرار العدوان على الشعب اليمني وحرمانه من الغذاء والدواء.
وأكد روحاني ان محور المقاومة تمكن من احباط مخططات اميركا التي اعتمدت على ايجاد التنظيمات الارهابية مثل تنظيم «داعش» في المنطقة محذراً في الوقت نفسه من استمرار هذه المخططات القائمة على سلب الثروات واشعال الفتن والحروب.
ودعا روحاني النظام السعودي الى ضرورة التنبه الشديد من سياساته المعادية لإيران مؤكداً ان اميركا وحلفاءها عجزوا عن مواجهة الشعب الايراني بكل ما لديهم من قدرات.
بالتوازي اكد مندوب الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم في منظمة الامم المتحدة غلام علي خوشرو ان مزاعم النظام السعودي ضد ايران لا اساس لها وهدفها حرف الرأي العام عن عدوانه الاجرامي على اليمن.
وأدان خوشرو في رسالة وجهها الى كل من الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن بشدة المزاعم والاتهامات التي وجهها المسؤولون السعوديون ضد ايران واصفاً اياها بأنها تخريبية واستفزازية ومناقضة صراحة للبند 4 من المادة 2 من ميثاق الامم الامم المتحدة في منع التهديد باستخدام القوة.
وقال خوشرو: إن هذه التصريحات الاستفزازية من قبل المسؤولين السعوديين لا هدف لها سوى التملص من المسؤولية واتهام الاخرين بها وحرف الرأي العام عن العدوان الاجرامي السعودي ضد اليمن وهذا الاجراء لن يزيل ابداً المسؤولية الدولية لهذه الدولة في ارتكاب جرائم الحرب ونقض حقوق الانسان الدولية.
واضاف خوشرو انه في ضوء الاجراء الاخير للتحالف الذي تقوده السعودية المتمثل بغلق جميع الاجواء الجوية والبرية والبحرية امام اليمن فإن الاوضاع الانسانية الكارثية فيه خاصة مع انتشار الكوليرا والمجاعة ستتفاقم لذا ينبغي على المجتمع الدولي ان يحمل السعودية مسؤولية جميع هذه الجرائم.
واعتبر خوشرو انه بعد اكثر من عامين من الهجمات العشوائية وارتكاب المجازر ضد الشعب اليمني البريء والاعزل فإنه ينبغي الان على السعودية وحلفائها ان يكونوا قد ادركوا جيداً بأن لا حل عسكرياً في اليمن مشيراً الى ان ايران اعلنت دوماً أن حل ازمة اليمن ممكن فقط عبر العملية السياسية بمشاركة جميع اطراف الحوار اليمنية.