أما صحيفة «وول ستريت جورنال» فكشفت عن خطط للسلطات السعودية تهدف إلى مصادرة أرصدة وأموال تابعة للمحتجزين بتهم الفساد تبلغ قيمتها ما يقارب 800 مليار دولار.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر وصفته بالمقرب من الحكومة إن السلطات السعودية تعتزم مصادرة مبالغ تتراوح بين 2 و3 تريليون ريال «ما يعادل نحو 800 مليار دولار»، مشيرا إلى أن كل الأرصدة المصادرة من المعتقلين ستصبح ملكاً للسعودية.
وحسب المعلومات المتوفرة لدى «وول ستريت جورنال»، فإن جزءا كبيرا من تلك الأرصدة يُحتفظ بها في الخارج، الأمر الذي سيعقّد محاولات إعادة الأموال إلى السعودية، لافتة إلى أن المملكة سيكون بمقدورها تجاوز صعوبات مالية تواجهها، حتى لو استطاعت الحصول فقط على جزء يسير من هذه الأموال.
وختمت الصحيفة مقالها قائلة: إن الفترة الطويلة من أسعار النفط المتدنية أجبرت الحكومة السعودية على الاقتراض من السوق الدولية والتوجه للسحب من احتياطياتها الدولية، التي راكمتها خلال فترات ازدهار أسعار النفط.
من جانبها اعتبرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن ابن سلمان، ما كان ليجرؤ على القيام بما قام به، سواء داخل السعودية أو خارجها، لولا الدعم الذي وجده من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره غاريد كوشنر، رغم معارضة مؤسستي الخارجية والدفاع الأمريكيتَين لسياسات ترامب تجاه السعودية ودعمه «اللامحدود» لما يقوم به ابن سلمان.
وقالت الصحيفة: إن هذا الدعم من طرف الرئيس الأمريكي لمحمد بن سلمان، «ليس بلا ثمن، فهو يريد شركة أرامكو، درة التاج السعودي، التي يعتزم ابن سلمان طرحها للاكتتاب العام، وعرض ترامب أن يتم ذلك في بورصة نيويورك».
الصحيفة البريطانية رأت أن ولي العهد السعودي يسعى لمد نفوذه، ليس داخل السعودية فحسب، وإنما خارجها أيضاً، «وهذه استراتيجية كبيرة المخاطر بشكل غير عادي، وخاصة أنه وجد داعماً كبيراً مثل الرئيس ترامب وصهره غاريد كوشنر.
وترى أنه في حال نجح ترامب في إقناع ابن سلمان بطرح أسهم أرامكو في نيويورك، فإن بريطانيا ستكون الخاسرة وهي التي كانت تعتقد أنها المكان المناسب لهذا الاكتتاب، وهي المحتاجة له، وخاصة عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وتتابع: لقد تعمد ابن سلمان وضع يده على ركائز النظام السعودي الأربع؛ وهي: الأسرة الحاكمة، رجال الأعمال، الأجهزة الأمنية، المؤسسة الدينية، ويبدو أنه في طريقه ليكون السلطة العليا.
وتعتقد أن ابن سلمان فشل في الملفات الخارجية التي قادها منذ ظهوره على الساحة السياسية عقب تولي والده العرش قبل أكثر من عامين، فالحرب على اليمن وبعد نحو عامين لم تؤدِّ إلى ما كانت تطمح إليه السعودية ، كما فرض ابن سلمان وحلفاؤه في الإمارات حصاراً على قطر بدعوى علاقتها مع إيران وغيرها من المطالب.
وتتطرق الصحيفة في مقالها إلى الدور الذي لعبه ترامب «بدعم حصار قطر وخاصة مع بدايات الأزمة، ومعه أيضاً صهره غاريد كوشنر، ما أغضب المؤسسة الأمريكية، وخاصة وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، وهما اللذان يعتبران قطر حليفاً استراتيجياً في المنطقة».
ولكن ماذا لو غاب الدعم الذي يحصل عليه ابن سلمان من ترامب وصهره؟ في هذه الحالة، تقول الصحيفة: إن سياسات ابن سلمان ستنقلب عليه، تماماً كما حصل في أحداث عام 1979 عندما وقعت حادثة الحرم المكي، بعدها سلمت العائلة الحاكمة مقاليد البلاد إلى السلطة الدينية، التي أسهمت في انتشار الفكر الوهابي المتشدد وتصديره حتى إلى خارج المملكة السعودية».