لكل فنان رؤيته وهواجسه الخاصة يعبر عنها بعدسته اللاقطة عبر مشاهد متنوعة ومختلفة محملة بالمشاعر والأحاسيس ويوثقها بذائقته الجمالية. في المركز الثقافي الروسي بدمشق قدم الفنان عبد الحميد هلال معرضاً فردياً ضم مجموعة كبيرة من اللوحات الفوتوغرافية المنفذة بحرفية عالية وبصيرة نافذة وثراء في الإحساس تمحورت حول الطبيعة .
استطاع الفنان أن يخضع الصورة الفوتوغرافية للقواعد الجمالية ذاتها في اللوحة التشكيلية من حيث التكوين والخطوط واللون، ففي كل مقطع تتحرك الخطوط لتشي بإحساس بصري بجذب المتلقي ويشعره بالغنى اللوني الذي يتدرج عبر تناغم الألوان على المساحة الكلية للوحة، بالتالي التذوق الجمالي يعكس في النفس إشعاعات الأحلام لزيارة تلك المشاهد الحية في الطبيعة الخلابة، إضافة إلى تحريك لواعج النفس الكامنة ومشاعرها المتنوعة والمتعددة .
يركز الفنان في أغلب أعماله على التفاصيل ويجعل من التفصيل محوراً هاماً فمشهد الصخور يشي بالألم تارة وتارة أخرى بالخوف، فكأن المتلقي أمام صخور تصرخ، إضافة إلى مشهد لوحة الأشجار المتأججة بعاطفة الأمومة والولادة حيث تفتح القلب لأحضان الأمان وأنامل القلب الدافئة وتنسينا صرخة الألم من مشهد الصخور التي تشبه الإنسان الذي يئن من أعباء الحياة اليومية .
يشعر المشاهد وهو يتنقل بين تلك المشاهد في المعرض بانسجام متكامل ، حيث تنقله الأعمال إلى الماضي البعيد والقريب، وتدفعه بالعودة بشريط الذاكرة إلى ذكريات الطفولة وتنقله بين التلال والوديان حيث التعمشق على أشجار السنديان الشامخات وأيام الحصاد، كل هذا يجعل المتلقي ينتعم بتدرجات مشاعره اللانهائية.
للفنان مشاركات جماعية عديدة شملت معظم محافظات القطر وأيضاً له مشاركات خارجية في ألمانيا والأردن .