تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محمـــــد قــــــدور.. عضـــــــــو جديــــــــــد فـــي مجمــــــع اللغـــة العربيـــة

ثقافة
الأربعاء 30-6-2010م
هناء الدويري

استقبل مجمع اللغة العربية الدكتور أحمد محمد قدور الباحث والمؤلف في علم اللغة العربية عضواً جديداً في المجمع، وبهذه المناسبة

عقد المجمّع أمسية أدبية قدم فيها الدكتور مروان المحاسني بضع أوراق عمل وضّح من خلالها أهمية اللغة العربية وعالميتها وما حظيت به من العلماء والدارسين تدقيقاً وتمحيصاً،‏

إضافة لما تحمله من إرث عميق الجذور من الحضارات واللغات العروبية، لغات آكاد وآشور وكنعان وآرام، كما أنها لغة استوعبت نتاج حواضر عريقة في شرقنا، كحّران على مقربة من الفرات وجند يسابور في خوزستان على الخليج والإسكندرية في بلاد النيل، وقد جذبت العربية إليها كل من دخل المجال الإيماني الذي حمله القرآن الكريم فانطلق العرب وعشاق العربية يستقصون عناصر سحرها ويحللون مكونات مفرداتها ويدرسون اتساق ألفاظها في تراكيب تعطي لكل لفظة معنى يرتبط بما هو فيه من سياق فكري .‏‏

وأشار الدكتور المحاسني إلى أن اللغة كائن حي قابل للتطور لارتباطه بمتطلبات المجتمع وهو أداة التواصل المثلى بين الأفراد ، يرتقي مع ما يطرأ على المجتمع من تغيرات وقال: « إن مجمعنا منفتح على الإفادة من كل منطلق لغوي حديث، إذ إننا نرفض الانضواء تحت رايات الماضويين، الذين يريدون إلباس ثقافتنا قوالب حديدية خانقة، تنكر الحاضر لتحاول الارتداد إلى الماضي والانصياع لنظراته والالتزام بمّحدداته،‏

فلقد أصبح الحاضر زمناً مستقلاً بذاته له ظروفه ومتطلباته، فإذا كانت اللغة تمثل ذاتية الفرد فإنها تمثل الإنسانية الواعية لذاتها، فلا بد من إيجاد توافق بين اللغة وبين الحاثات المجتمعية، ولغتنا مازالت لغة عالمية تنطق بها الملايين ولذا فإن مجتمعنا يسير نحو تأصيل روحية لغتنا عن طريق تحديثها بما يمكنها من الوقوف في وجه التحديات وما يؤهلها لاستيعاب كل ما تأتي به الحداثة، والانفتاح على العلوم السريعة التطور لتشارك أمتنا في بناء غدِِ يليق بأبنائنا».‏‏

وعرض الدكتور عيسى العاكوب عضو المجمع السيرة الذاتية للعضو الجديد أحمد قدور الذي ولد في حلب في بلدة تل رفعت عام 1948 وحصل على الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها من قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، وكان عنوان رسالته «مصنفات اللحن والتثقيف اللغوي حتى القرن العاشر الهجري»، ألّف الدكتور قدور مايربو على عشرة كتب تعالج قضايا تقع في صميم العربية، قديمها وحديثها، في مستويات استعمالها وفقهها والمصنفات التي عملت على الارتقاء بها وتجنيب أهلها اللحن والاعوجاج وإضافة لكونه أستاذاً جامعياً قدم العديد من الدراسات والبحوث العلمية في اللغة، شغل منصب رئيس لقسم اللغة العربية في جامعة تعزّ في اليمن ورئيس لقسم العربية في كلية الدراسات الإسلامية في دبي، وعميد لكلية الآداب في جامعة حلب من عام 2003 إلى 2007 ومدير لأوقاف حلب.‏‏

في حين اختار الدكتور قدور العضو الجديد للمجمع أحد مؤسسي المجمع للحديث عنه وهو المعلم رشيد بقدونس الذي مرّ على ولادته مئة وخمسة وثلاثون عاماً ولمّا صدر القرار القاضي بإنشاء المجمع العلمي بتاريخ 8 حزيران سنة 1919، وعقد المجمع جلسته الأولى يوم 30 تموز من السنة نفسها كان رشيد بقدونس أحد أعضاء المجمع الأثني عشر، ودرس بقدونس في مكتب عنبر ودار المعلمات بدمشق والمدرسة الكاملية التي أسسها الشيخ محمد كامل القصّاب ، وكان وطنياً مقداماً وعالماً غيّوراً ، وأسس العديد من الجمعيات التعليمية مع أبناء حيّه، له العديد من المؤلفات والترجمات ورأى الأستاذ بقدونس أن طريق القوة للأمة العربية تحررها ووحدتها وأن سبيل نهضة العربية هو تأسيس مجامع لغوية علمية في العواصم العربية تتداول فيها المصطلحات العلمية والكلمات الجديدة ليجري تعميمها ونحن بدورنا نتمنى لعضو المجمع الجديد النجاح في المهام الموكلة إليه وأن تبقى العربية عنواناً وهوية متجددة في كل ما يثار وما يناقش وما يقدم وما يعمل فيه.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية