ومشاريع الغطرسة التي من شأنها الانتقاص من السيادة الوطنية، أو تجريف مصادر الطاقة، والمواد التي يعتمد عليها نهوض الوطن، وازدهاره. و كما حصلت - هنالك- في أميركا اللاتينية الثورات ضد مشاريع التدخل والهيمنة تحصل- عندنا في المنطقة العربية- وفي منظومة عالمها النامي الثورات ضد هذه السياسات والمشاريع، وعليه فجبهة الحرية هي بالأساس في تلاحم بين قارتينا، وفضاؤها الآن يجمع بين وحدة البحار الأربعة والقارة المتطلعة دوماً نحو أهدافها الوطنية،
والنهوض بمستوى شعبها الحياتي.
وما بين الإنساني المشترك، والوطني المشترك، والتنموي المشترك، والسيادي المشترك تأتي زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى دول أميركا اللاتينية لتعزز بين شعوبنا أواصر التعاون، والعمل الواحد المستهدف مواجهة ظروف عالمنا المعاصر، وتحولاته التي ما زالت تستدعي من جميع الأمم، والشعوب المحبة للقرار السيادي المستقل النابع من إرادة الحياة بحرية وكرامة أن تلتقي، وتتجمع على منهج سياسي عالمي واحد يزيح من المشهد العالمي صورة القطب الواحد، وسياسة القطب الواحد، ويتفق على علاقات، ومنظومة عمل بين مكونات هذا العالم الأهم على أسس من التعددية القطبية، واحترام إرادة الجميع في النمو والازدهار والتطلع نحو إنسانية أكمل.
إن تحليل الكلمات التي ألقاها السيد الرئيس في فنزويلا، وكوبا، والبرازيل، والأرجنتين، و هذا الشكل من تمتين العلاقات، ومشهدية الأخوة بين من يجمعهم الصف الواحد في جبهة الحرية العالمية، وتوحدهم نظراتهم المشتركة لمصير عالمنا في ظل فشل أميركا بإدارة النظام الدولي كقطب وحيد، ويرون إلى عالم متعدد الأقطاب أنه يمثل الطبيعة المنطقية في العلاقات الدولية، وتعنيهم- أيضاً- أزمات العالم المختلفة وأهمها الأزمة المالية، و الاقتصادية، وما يواكبها، أو ينتج عنها من تدهور في حالات مختلفة تبدأ من تراجع المناخ إلى التلوث، إلى الدفيئة، إلى تزايد السكان، إلى نقص المياه، إلى التصحر، إلى الفجوة التكنولوجية. كل هذه القضايا أصبحت ذات طابع عالمي، و لم تعد تخص قارة بمفردها، أو شعباً، أو أمة. وفي ظل مثل هذا التهديد للبيئة الطبيعية، والاجتماعية، وفقدان العوامل الضامنة لإنسان الأرض من غائلة الجوع والعطش يصبح عالمنا الحاضر محتاجاً للمزيد من التلاقي، و التعاون، و العمل المشترك.
وهذا المنظور الواقعي. والمبدئي هو المحرك المهم في عمق السياسة الشعبية التي ينتجها السيد الرئيس بشار الأسد. ويعمل بمنظومتها على خلق حالة دولية تلتقي على المصالح المتكاملة، والمنافع المتبادلة ولم تعد مشاريع أميركا- أوباما- قادرة على مساندة مشاريع الصهيونية والدخول في حروب عدوانية تدينها اليوم جميع شعوب الأرض، وخاصة بعد الإجرام الإسرائيلي بحق أسطول الحرية. وإدانة المجتمع الدولي لهذه الجريمة التي اعتبرت ضد الإنسانية.
لم يعد مجال لأي تفسير آخر يستبعد التحولات الدولية المهمة التي تحدث اليوم في العالم كله،كما أصبحنا نسمع كلمة لا لأميركا من أكثر من طرف كما قال السيد الرئيس عن شافيز وجرأته في كلمة لا. إذاً إن السيد الرئيس بهذه الزيارات سيقف على قمة جديدة كبيرة الأثر، والتأثير في الدبلوماسية السورية العالمية، وهو في كل تحرك له يؤكد جدارة قائد المرحلة العربية المعاصرة. وما سينتج عن هذه الزيارات لا بد أن يلقي بظلاله الإيجابية على الدوائر الثلاث: السورية، والعربية و الاقليمية، و الدولية. وهذه الظلال الايجابية سيرافقها نمو اقتصادي، واجتماعي ينعكس على حياة كل فرد في الوطن.
فالمشاريع المشتركة، والمعاهدات، والاتفاقات، و توسيع الفضاءات المملوءة بالمصالح المشتركة هو الذي سيدخل سورية دائرة الاقتصاد الدولي بما تملكه من خيرات، وثروات، وصناعات، كما سيجعل البناء الوطني مزدهراً أكثر بالاستثمارات القادمة.
وتبقى في رأس كل الحقائق الحقيقة السياسية التي تشير إلى تركيب موقف إقليمي، ودولي داعم للحق العربي وللقضايا العربية العادلة، والحلول العادلة والشاملة لها، وهذا من شأنه أن يضعف من الهيمنة الأميركية على القرار الدولي، بل ربما يحرج أميركا في كل موقف تتخذه بمحاباة إسرائيل المعتدية وتتجاهل فيه إرادة المجتمع الدولي الذي بدأ يتحالف بحثاً عن مصالحه، ومستقبله لا دعماً لمشاريع أميركا، والصهيونية، وإسرائيل كيان العنصرية، والزيارات لدول مهمة في أميركا اللاتينية للسيد الرئيس ستكون فاتحة أكيدة لعهد دولي جديد.