والأجداد التي تروى للأطفال قبل النوم ومازال طفل القرن الحادي والعشرين يستمتع لدى سماعه قصة بل ويتفاعل معها فتراه يلعب ويتحرك ويتفاعل معها بعفوية وحيوية ويصدر أصواتاً تتلاءم مع أحداثها وشخصياتها المثيرة لاهتمامه.
تنمي لديه الكثير من المهارات
وبهذا الخصوص فقد أثبتت العديد من الدراسات التربوية التعليمية أهمية رواية القصص والحكايات لتنمية المهارات والقدرات التي تساعد على النمو السوي للطفل.
عن أهمية رواية القصص للأطفال والحاجات التي تنميها لديهم وكيف نختار القصة الملائمة لأطفالنا يؤكد الباحث الاجتماعي عبد العزيز الخضراء أن القصة تعمل على امتاع الطفل وإسعاده وتساعده على قضاء وقته في شيء مفيد فعند سماعه للقصة يفهم كلمات جديدة ويشبع الكثير من حاجاته النفسية.
وأول أنواع القصص التي تعطى للطفل تأتي من البيئة القريبة التي يتفاعل معها وتسهم في تنشئته وتكوين عناصر شخصيته وذلك بمساعدته على بناء هذه الشخصية من خلال النماذج المختلفة التي تصادفه والتي تتناول مشكلات الطفل وتعمل على اكسابه العديد من المهارات التي تسهم في بناء قدراته، وكذلك يمكن أن يكتسب ويعتنق الكثير من الاتجاهات المحببة له وتلائم شخصيته.
فهناك الكثير من القصص التي تقدم الحلول للعديد من المشكلات التي تجابه الطفل في حياته اليومية عن طريق اكتساب سلوك ملائم وتقليده لأبطال القصة فالطفل يتوحد مع الشخصيات التي ذكرت في القصة والتي يرى أنها قريبة من شخصيته ومن خلال تفاعله معها سوف يكتسب العديد من الخبرات والقيم والاتجاهات والعادات والأنماط السلوكية المختلفة ومنها النمو اللغوي حيث تعمل القصة على زيادة الثروة اللغوية عند الطفل فلغته تنمو من خلال التقليد للنماذج الجيدة في القصص فيحاكيها في حياته اليومية وقدرة الطفل على استيعاب اللغة هي من المؤشرات لنمو قدراته العقلية كما تساهم في تقوية هذه القدرة عن طريق اغناء وامداد الطفل باللغة فمن خلال النص الأدبي للقصة يستطيع أن يكتسب اللغة التي صعب عليه فهمها واكتسابها.
غرس القيم والمبادىء
وبالإضافة للنمو اللغوي فرواية القصص للطفل تساعده على النمو العقلي من خلال اكسابه الكثير من المعلومات وغرس القيم والمبادىء الخلقية السليمة التي تساهم في تربيته وتوجيهه وازدياد قدرته على التذكر والحفظ والانتباه والتخيل والتفكير وغير ذلك من العمليات العقلية العليا وبما أن القصة تخاطب العواطف من خلال الصور الابداعية والخلقية فإنه من السهل على الطفل أن يحيا جواً من الخبرات الخيالية تتجاوز أحياناً حدود تصوير الكاتب.
ويؤكد الباحث على دور القصة في تحقيق النمو الاجتماعي من خلال كلماتها التي تحتوي على أهداف اجتماعية ونفسية تبرز للطفل القيم الحميدة فتشعره بالانتماء للأسرة وتنمي الصفات الاجتماعية المرغوبة كالمحبة والاحترام وحسن التصرف واكتساب مهارات اجتماعية في عملية الاتصال مع الغير.
كما تسهم رواية الحكايات في النمو الانفعالي للطفل ولها دور ايجابي وفعال فالتحكم في الانفعالات المختلفة غير السارة عن طريق الاستماع والاستثارة واكتساب انفعالات مقبولة كالسرور والبهجة والمشاركة الوجدانية تخفف حدة التوتر والقلق كما يحدث عندما تستخدم القصة في العلاج الطبي والنفسي للأطفال.
ومن أهم الأهداف المتفق عليها عند إعطاء الطفل القصة هو التعبير عن النفس وإعطاؤه فرصة فهمها وهذا يولد لديه امكانات التعبير عن النفس وينمي قدرته على النقد وتكوين اتجاهات ايجابية نحو ذاته والآخرين.
ينبغي أن تناسب ميوله
كما تعمل القصص على تنمية حاجات خاصة لدى الطفل كالحاجة للتوجيه واشباع حاجته للنجاح من خلال بعض المواقف وكذلك الاستقلالية والاعتماد على الذات من خلال تقديم بعض المواقف إضافة للحاجة إلى التقدير الاجتماعي.
أما عن كيفية اختيار القصة المناسبة لأطفالنا فيرى الباحث أنه ينبغي أن تكون بسيطة وتحمل معاني هادفة وتلائم مستواه الثقافي وواقعه وخبرته وأن تنطوي على مرح وصور ملونة وواضحة وتناسب طبيعته وميوله وتنمي احساسه بالنشاط والحيوية وتتناسب ومرحلته العمرية وادراكه العقلي وتراعي المستوى الاجتماعي واللغوي والوجداني لديه على أن يراعى فيها عدم تكثيف الأفكار في القصة الواحدة.