أما عمرياً فقد بلغت ذروتها ما بين 20-39 سنة أي ضمن الفئات الشابة بنسبة 36٪، وتلاها ما بين 10-19 سنة بنسبة18،8 ٪ من الإعاقة بالمحافظة ثم 17٪ ممن تتراوح أعمارهم بين 40-59 سنة،17،2 ٪ من 60 سنة وما فوق، و 6،5 ٪ ما بين 5-9 سنوات و3،6 ٪ ممن هم أقل من 5 سنوات..
أما بالنسبة للعمل فإن نسبة القادرين على العمل فهم 46 ٪ أي (1263) معوقاً من إجمالي المعوقين التي تزيد أعمارهم عن /15/ سنة والبالغين 80٪ من المعوقين في المحافظة ...وغير القادرين فتبلغ نسبتهم 53 ٪... والأهم فإن نسبة المعوقين الذين يستطيعون العمل ولا يجدونه 74٪ ويتركز في فئة السن /15-39/ سنة...
وبالنسبة لأنواع الإعاقة، فقد تركزت النسبة الأكبر في التخلف العقلي البالغة ونسبتها من المجموع 24 ٪ ويليها التشوه الجسدي بنسبة 17،2 ٪ ومن ثم شلل الأطفال بنسبة 13،3 ٪ والإعاقة السمعية 10،3 ٪ والبصرية 11٪ والشلل النصفي 7٪ والأبكم 4،6 والنفسية 2.1 ٪ وغير ذلك من الإعاقات 9.8 ٪..
مقترحات عملية..
أما المقترحات التي وضعتها مديرية الصحة أمام المعنيين فتركزت على نقاط جداً مهمة كونها تلتقط الضعف في وضع المعوقين اليوم بالمحافظة، حيث تشير بيدها وأرقامها إلى أن 31،7 ٪ من المعوقين بحالة عامة جيدة ويجب الاستفادة من طاقتهم بعملية التنمية 46،8 ٪ من المعوقين بسن/15/ سنة وأكثر قادرون على العمل، مؤكدة أهمية إنشاء مراكز خاصة برعاية المعوقين للتأهيل والتدريب، باعتباره مجدياً اقتصادياً، ويمكن تدريب 60،5 ٪ من معوقي المحافظة..
مطالبة بتكثيف أعمال التوعية والتثقيف الصحي وتقديم الاستشارات الوراثية والرعاية قبل الزواج، والابتعاد عن زواج الأقارب بالتنسيق مع المنظمات الشعبية/ اتحاد الشبيبة، الاتحاد النسائي/ والنقابات المهنية، إضافة لأهمية إحداث برامج توعية لرعاية المعوقين وأسرهم وتقديم التوعية والإرشاد حول العناية بصحة المعوق وتدريبه وإمكانية تحويله لشخص منتج في المجتمع..
أما الأهم من كل ذلك مطالبة مديرية الصحة بأهمية التعاون والتنسيق مع كافة الجهات (التربية، الشؤون الاجتماعية والعمل، الصناعة، الصحة، وزارة الدفاع، الجمعيات الخيرية) لتلبية احتياجات المعوقين ودعمهم أسرياً...
أسئلة منطقية..
ولكن ما وضع الإعاقة والمعوقين اليوم في محافظة طرطوس، هل توجد خطوة أولى في الطريق؟؟ أم ما زال الأمر يراوح مكانه دون أي خطة واضحة أو عملية سواء من الجهات الرسمية أم الأهلية أم بالتعاون بينهما؟؟ فكل جهة تتخبط بين ما تقوم به والمفترض أن تقوم به، إما لضعف الإمكانيات أو لضعف الإرادات أو الإدارات، والنتيجة أن المعوق بطرطوس منذ السنة الأولى وحتى وفاته لا يجد لنفسه مكاناً حقيقياً باستثناء من لديه دعم أسري كبير أم موهبة خاصة استطاع تنميتها بمفرده...
واقع المعوقين..
/7300/ معوق بالمحافظة وفق مديرية الصحة بطرطوس. ولكن وفق أرقام مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل «6357» معوقا وبالتالي كم معوقا نجده بيننا يدرس أو يعمل أم غير ذلك
وبالرغم من تشكيل لجنة برئاسة عضو المكتب المختص لدراسة إمكانية تشغيل المعوقين بعد التعميم على الدوائر لبيان الواقع ومدى التزامها بنسبة 4٪ من العاملين لديها، إلا أن الأمر لم يختلف، حتى أن هناك من أشار إلى أنه في بعض الدوائر الرسمية يوجد من توظّف على أساس معوق وهو ليس بذلك..
بالمقابل يُرفض عمل المعوق وفق الكتاب رقم/156/ لعام /2006/ الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء إن كان لا يحمل شهادات تأهيل مهني أو شهادة مرحلة التعليم الأساسي وإن كان قادراً على العمل، وهنا لا بد من القول إن كان الكلام صحيحاً ومحقاً، فإنه يطرح سؤال أيضاً هل توجد مدارس مؤهلة لاستقبال المعوق عندما كان طفلاً؟ وهل هناك دمج لهم في المدارس التي بدأت بهذه الخطوة منذ قليل فقط، بينما كافة المعوقين الذين يتجاوزون/15/ عاماً لم يدرسوا ولم يجدوا من يستقبلهم..
ومن هنا-ربما -يجب إعادة النظر بهذا القرار وإن كان لفترة محدودة زمنياً ريثما يكبر الجيل الجديد المتعلم وفق قانون الدمج الجديد..
-التدريب والتأهيل..
ومن ناحية ثانية وفي مجال التدريب والتأهيل كان من المفترض أن يوجد في طرطوس منذ سنوات معهد للصم والبكم ولكن لا يزال حبراً على ورق، علماً أنه لا يوجد في طرطوس بالمطلق أي مركز رعاية متخصص أو معهد حكومي، فمن المعلوم أن تدريب الطفل المعوق في الصغر يساعده جداً ويفيده في التجاوز أو التأقلم بنسبة كبيرة جداً..
وهنا لا بد من الذكر أنه تم تخصيص مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل منذ سنوات بقطعة أرض من قبل مديرية الزراعة بمساحة /28/ دونماً من المنطقة العقارية الفطاسية رقم العقار (234) من أجل استثمارها بما يخدم بعض المشاريع الخدمية للمعوق مثل (مدرسة نهارية للمتخلفين عقلياً، معهد لإعاقة الشلل الدماغي، دار للمتسولين) ولكن لا حجر ولا بشر، ومديرية الشؤون الاجتماعية تعتبر دورها إشرافياً على واقع المعوق، بينما ضمن خطتها معهد له ولم ينفذ منذ عشر سنوات ..لماذا؟؟
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سقور أكد أن التعاقد تم أخيراً على الدراسة لدراسة الموقع، ولكن لن يشمل إلا على معهد لإعاقة الشلل الدماغي ودار للمتسولين دون المدرسة النهارية للمتخلفين عقلياً..
التربية والتعليم..
للأسف ما زال المجتمع يتمرن على كيفية التعامل مع المعاق.. وبالتالي ربما المدارس يجب أن تكون أول من يحتضن الطفل المعوق كي يعتاد الأطفال على ذلك، الذين سيصبحون المستقبل، فتقبل الطفل بالمدرسة يعني تقبله بالجامعة ومن ثم بالعمل وفي السوق والطريق، أي تربية المجتمع على ذلك، وبالتالي البدء بالنواة أمر مهم جداً ولا يمكن التنازل عنه أبدا لأي صعوبات..
فإن افترضنا أن الأهالي قادرون على شراء كافة الأجهزة الخاصة بالابن المعوق، كالأجهزة السمعية أو البصرية أو الحركية، فهل المدارس قادرة على استيعابهم اليوم؟ وهل بدأت عملية الدمج بطرطوس أم لا؟ وهل تم تدريب المدرسين لذلك؟
هيام محمد (التعليم الإلزامي) أشارت لوجود مدرسة واحدة بطرطوس سيتم تأهيلها للدمج وهي ذات النطاقين إضافة لمدرسة في بانياس، والكادر تم تدريبه في العطلة الربيعية وسيستكمل في الصيف..
لا.. بالمطلق..
وهنا لا بد من الإشارة إلى وجود بعض الأصوات بطرطوس التي تنادي بوجود مدارس خاصة بالمعوقين وبقبول تحصيل علمي أقل من الطالب المعوق..
محمود سعيد اختصاصي في التربية الخاصة وعضو في الجمعية السورية للعلوم النفسية أكد أن الفصل من أقدم المدارس والتي ألغيت منذ عشرات السنين، واليوم الاتجاه نحو الدمج الكامل والشامل مهما كان نوع الإعاقة.
وبخصوص التحصيل العلمي الأقل أكد أنه من المفترض وجود غرفة المصادر في مدرسة يتم فيها الدمج إن كان هناك إعاقات (حركية، حسية، عقلية) ليتعلم بها ما هو خاص به، وبالتالي ازدواجيتها مع التعليم ما يؤدي إلى أن يصبح الطالب المعوق كما الطلاب الآخرين تماماً.
وعن غياب حضور المعاهد التأهيلية للمعوقين بطرطوس، بينما الدمج يتجه نحو التطبيق، نوه محمود سعيد بأن الأمر مستحيل، والدمج قبل التأهيل ستكون نتيجته الفشل، ضارباً مثلاً (كيف الطالب المعوق سمعياً سيفهم الدرس في المدرسة إن كان لم يؤهل! كيف يقرأ الشفاه مثلاً، وكيف سينجح الطالب المعوق بصرياً إن كان لا يعلم كيف يصعد الدرج بنفسه بالمدرسة)، لافتاً إلى أن المعهد بقدر ما يسعى للدمج بقدر ما يكون متميزاً، ضارباً مثلاً جمعية آمال لرعاية المعوقين التي يتواجد فيها تأهيل للمعوق بصرياً، فبعد أن ينتهي عملها يبدأ عمل المدرسة.. إذاً هنا لا بد من لفت النظر إلى هذا الأمر قبل البدء به، حتى لا ينتهي الأمر إلى نتائجه العكسية..
الصحة..
افتتحت بالآونة الأخيرة مديرية صحة طرطوس مكتباً لخدمة المواطنين والمعوقين لتبسيط الإجراءات الإدارية وإنجاز المعاملات بأفضل الطرق وأسرعها بوجود مداخل خاصة بالمعوق، ولكن ضمن مديرية الصحة دائماً عدد من المعوقين وبالعشرات ينتظرون كراسي متحركة، كما تشير المطالب إلى ضرورة وجود صيدلية لدى مديرة الصحة خاصة بالمعوق بثمن دواء أقل، وإمكانية تخفيض معاينة الأطباء للمعوق باعتباره في أغلب الأحيان غير عامل..
الثقافة..
أما في المجال الثقافي فدائماً كان هناك طرح يتناول إمكانية فتح دورات تعلن عنها مديرية الثقافة من خلال إعلانات طرقية أو المنظمات الحزبية والشعبية، وفق برنامج زمني معلن، بإعلام مديرية الشؤون الاجتماعية ومجالس المدن والبلدان والبلديات، إضافة لتخصيص سيارة لنقل المعوقين في كل مدينة أو قرية من وإلى التدريب، كتشكيل فرقة موسيقية أو فرقة مسرحية أو لتنمية المواهب في مجال الرسم والنحت أو غيره.. ولكن هنا لا بد من الإشارة إلى أنه وفق ما أكدت مديرية الثقافة لم يتقدم أي معوق لأي إعلان..
الدعم..
صندوق مالي للمعوقين كان موجوداً ضمن المصرف التجاري بطرطوس، ولكن طوال سنوات لم يتبرع أحد، وهنا لا بد من القول إن المعوق ليس بحاجة للمال بقدر ما هو بحاجة لمشاريع بناءة تنمي الطفل المعوق، وتبرز مواهبه التي يملكها كبقية الناس، وتوعي الناس العاديين على الاندماج الكامل في جميع المراحل العمرية، وكل ذلك يتطلب دعماً مادياً كبيراً، فبرامج اللاذقية وحمص نموذجية وكلها بأموال أهلية ولكن كل ذلك غير موجود بطرطوس الخالية تماماً من أي نموذج جيد أوسيئ بهذا الإطار، حيث لم تدخل إلى محافظة طرطوس أي من برامج منظمة دولية أو رسمية أو أهلية معروفة وخبيرة بالموضوع كما في بقية المحافظات، لتكون قدوة أو لتمد اليد الأولى ليس للمعوق وإنما للذهنية المبتعدة عن أي مسؤولية اجتماعية أو أهلية..
علماً أن هناك عدداً من الجمعيات الأهلية التي صبت كل طاقتها بمنحى وحيد وهو استقبال الطفل المعوق نهاراً وكأنها عبارة عن روضة لا أكثر...
أما فرع الهلال الأحمر بطرطوس فقد فشل حتى في تشكيل جمعية الحياة لرعاية المعوقين التي حلت بعد فترة قليلة جدا من تأسيسها..
الخدمات..
من ناحية ثانية لا تزال المرافق غير مؤهلة لاستقبال أي معوق، كالأرصفة والمؤسسات الحكومية ووسائل النقل العامة، أو حتى المشافي أو مراكز التسوق، والتي غالباً ما يطالب الناس بوجود مكان مخصص لكراسي المعوقين فيها، أما المنشآت الرياضية فبالكاد تفي المواطن العادي أما المشكلة الأكبر فغالباً ما تواجه السياح والمغتربين الذين لا يجدون مكاناً يسهل مرافقتهم لمعوق سواء في المطاعم أم الأماكن السياحية.
مظهر حسن مدير الشؤون الفنية بمجلس مدينة طرطوس أشار إلى وجود دفتر اشتراطات هندسية معمم من وزارة الإدارة المحلية، والذي شكلت لجان من أجله في طرطوس، والذي يشمل على تنفيذ الخدمات الخاصة بالمعوقين سواء بالإشارات الضوئية، الحدائق، الأرصفة، والمنصفات، إضافة لمواقف السيارات.. مضيفاً إنه وفقاً لتوجيهات المحافظ تم تشكيل بالآونة الأخيرة لجنتين أحدهما لتنفيذ تلك التعليمات والأخرى للإشراف على التنفيذ.
ولكن الأمر ما زال في طور التنفيد واللجان لأن الواقع لم يشهد على شيء بعد، ولا تزال حدائق طرطوس وأرصفتها ومبانيها وخدماتها لم تتذكر المعوقين بعد.
يذكر أن الحالة العامة للإعاقات وفق دراسة مديرية صحة طرطوس فإن 42٪ في حالة وسط، و31.7٪ في حالة جيدة و 26٪ سيئة، والحالة العامة السيئة أكبر في فئة الأطفال ممن هم أقل من (5) سنوات بنسبة 37.4٪ .. واللافت أن وفق الدراسة 70.9٪ من المعوقين بحالة تجاوب مع المحيط و 29٪ بحالة انعزال.موزعة 8.8 بالألف في طرطوس، و12.1 بالألف في صافيتا و 13.1 بالألف في الشيخ بدر، بينما بلغت في بانياس 9 بالألف وفي الدريكيش 8.4 بالألف.