تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اللاذقية عطاءات طبيعة سياحية لا متناهية.. مسـتثمرخليجي: كَسـَـبْ معجــزة ويمكـن أن تكـــون نـــواة للتطويـر العقاري

مراسلون
الخميس 1-7-2010م
لمى يوسف

تتزايد الرغبة للانعتاق من الضجيج والتلوث البيئي في المدن والبلدان.. فتتوق الأعين بحثاً عن الأماكن البكر، الجبلية منها والشاطئية.. فيلجأ السائحون إلى اللاذقية، حيث تنسج أيادي الطبيعة أشجار العزر والسنديان والصنوبر، العاشقة لبحر متيم بنسيمها العليل.

خلال جولتنا في كسب، صلنفة، مشقيتا، جوبة برغال، والبسيط، كما الشقيفات، بلوران، وادي قنديل، برج إسلام.. لفتنا تواجد الكثير من السائحين من جنسيات مختلفة «أوروبية، وكندية، والأغلبية من الأشقاء العرب (لبنان، الأردن، الإمارات، والكويت، السعودية..).. والجميع باحثون عن الاستجمام، كل حسب مشتهاه، فهذا يرغب بالسباحة مع أطفاله، وذاك يتمنى الاسترخاء في ظل غابة كثيفة.. وآخر يحب الانتعاش بهواء الجبال العليلة.. وما يجمع هؤلاء محبتهم للفاكهة والخضار الندية، وللمطبخ السوري الشهي..‏

عطاءات لا متناهية‏

في لقائنا مع بعض السائحين العرب كانت لنا وقفة مع السيد حسن محمد بن الشيخ رئيس غرفة صناعة دبي سابقاً وهو يعمل الآن في مجال التطوير العقاري.. يقول: زياراتي متكررة، قضيت وأسرتي إجازات عدة في مناطق سورية السياحية المتعددة المتنوعة ولكني منذ تسع سنوات لم أزر كسب، لذلك أردت تخصيص هذه العطلة لها قادماً من بيروت.. كسب معجزة والتغيير كبير في هذه المنطقة، وما لاحظته أنها يمكن أن تكون نواة للتطوير العقاري لأنها مليئة بمقومات السياحة الفريدة من نوعها مقارنة بالدول المجاورة. استقرار أمني، تنوع حيوي، غزارة المفردات السياحية، تعانق الجبل والبحر في نقطة واحدة.. ولا بد من ذكر قرية (السمرا) تلك الساحرة البكر منتجع لراحة الأعصاب. فما أراه في كسب لا أجده في منطقة أخرى، رائحة الفاكهة الندية الطازجة، حقول وبساتين التفاح الأخضر والدراق والكرز.. أينما ذهبت أستمتع بعطاءات الله اللامتناهية.. بأسعار منخفضة ومقبولة.. وما لفت انتباهي التشريعات التي تمنع قطع الأشجار فهذا قرار صائب لأن الشجرة حياة ويجب أن نحافظ عليها لأننا نستمد منها الغذاء والهواء والمنظر البديع.‏

وأضاف: يجب أن نعمد لتنشيط حركة شركات الطيران الخليجية إلى مطار اللاذقية.. لأن سورية تتقدم بمجال السياحة وتحديداً في الساحل السوري الذي يستقطب الكثير من السائحين الخليجيين المتزايدين في كل عام.. كما أن هناك الكثير ممن يرغبون باختصار المسافة والوقت لأنهم متجهون للساحل في سورية.. غير أن الأكثرية لديهم اهتمام بتطوير عمل المقاولات في سورية بعد أن قلّ في الإمارات والوقت مناسب للاتجاه إلى هنا لأن قيمة الأرض كبيرة قياساً مع غيرها..‏

الجبال متلاقية‏

واستوقفنا حديث التاجر الشاب فهد ناصر العازمي القادم من الكويت والذي يزور سورية للمرة الأولى لغرض تجاري عبر ميناء اللاذقية والذي قال: رغم أن الغاية من تواجدي تجارية إلا أنني اغتنمت الفرصة لزيارة بعض المواقع السياحية في هذه المحافظة (صلنفة، أم الطيور، مشقيتا، العديد من قرى اللاذقية و طرطوس..) لم أر شعباً طيباً كالشعب السوري و مضيافاً يتميز بكرمه واندفاعه.. من جهة أخرى البيئة النظيفة المتواجدة في الساحل السوري والتي تختلف عن المناطق الأخرى، الجبال المتلاقية وشاطئ البحر والمناخ اللطيف والمنعش، لن أنسى هذه اللحظات بتفاصيلها، وسأسعى لقضاء اجازتي وعائلتي في هذه المرابع الخضراء لأطلع على مواقع سياحية أخرى..‏

وأضاف: سأعمد لتكون تجارتي عبر ميناء اللاذقية لأن وصولها إلى الخليج أسرع فيما إذا كانت متجهة لميناء آخر، نتمنى أن تنشط أكثر الحركة الملاحية الجوية لشركات الطيران الخليجية إلى مطار اللاذقية.‏

صلة الرحم‏

أثناء تجوالنا بين قرى اللاذقية الجبلية لاحظت امرأة تخبز الخبز في التنور وتجلس بجوارها سيدة على الأرض مع زوجها و أطفالها الثلاثة، لأكتشف أنها طبيبة سورية من مواليد حلب متزوجة من طبيب سعودي.. لدى دردشتي معها قالت د.ميسم الإبراهيم: أحرص على قضاء إجازتي في الساحل فأنا أعشق وطني وأتوق إلى وجباته الشهية من المطبخ السوري.. وخضاره وثماره الطازجة المزروعة في الحقول المجاورة للمطعم الذي نأكل فيه دون غيره، رائحة البقدونس والنعنع، البندورة والخيار البلدي والليمون، بلا مبيدات.. من الأرض إلى الصحن لا شيء يساوي عندي طعم هذه الخضار.. وأنا أكون أمينة على عائلتي عندما نتناول هذه الوجبات.. كرهنا الأغذية المعلبة التي لا طعم لها ولا رائحة سوى المواد الحافظة.. وفي كل مرة أعود إلى سورية لأقدم لعائلتي وأطفالي ما هو طازج ولذيذ، ونحرص جميعاً على أخذ قسط من الراحة في أحضان طبيعتها، بعيداً عن ضجيج المدن وتلوث الهواء.. نأكل خبز التنور والفطائر المتنوعة.. نجلس على الأرض تحت الأشجار لنستمد الطاقة من هذه الأرض النقية..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية