لها دلالاتها الواضحة، كون هذه الدول بات لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي الكبير على الصعيد العالمي خاصة بعد ان اصبحت ترسم لنفسها سياسية مستقلة ، وفقاً لمصالحها العليا، بعيداً عن الاملاءات الأميركية التي لازمتها فترات طويلة خلال العقود الماضية.
أهمية الزيارة تكمن من كونها تؤسس لمستقبل سياسي واقتصادي مع دول لها مواقفها المؤيدة للقضايا العربية ولاسيما دعمها لحق سورية في استرجاع الجولان السوري المحتل ، وتأكيدها ضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ، فضلا عن ادانتها غزو العراق ورفضها الاحتلال الأميركي لهذا البلد.
كما ان التوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية له معاني التي تدل على ان البعد الجغرافي لن يحول من مد جسور التعاون الثنائي والذي يعود بالمنفعة المشتركة على سورية وتلك الدول ، طالما توفرت الارادة السياسية والشعبية لكلا الجانبين في تعزيز اواصر الصداقة ، وتذليل جميع العقبات التي قد تقف حائلا امام انجاز مشاريع التعاون في مختلف المجالات.
لقد شكلت السياسة السورية على الدوام المرتكز الاساسي في قضايا المنطقة وكان لها دورها الفاعل في التأثير الايجابي على طبيعة العلاقات بين الدول من خلال تمسكها بسياسة الحوار كوسيلة للتفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب ، انطلاقا من حرصها على وجوب تعزيز هذه السياسة لما لها من دور مؤثر في حياتنا المعاصرة في ظل الاجواء المتأزمة التي تسود العالم اليوم.
ومن هنا فهي الآن تثبت ان الالتقاء والتفاهم بين شعوب المنطقتين العربية واميركا اللاتينية رغم المسافات الجغرافية يمكن ان يساهما في حل العديد من المشكلات في المنطقة والعالم، طالما المنطقتين لهما اهداف ورغبة مشتركة في تحقيق التكامل بينهما، ويسعيان لبناء عالم جديد تسوده الحرية والعدالة والايمان بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
nssrmnthr602@gmail.com