تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث .. اللعنة هي اللعنة.. «داعش» يدمّر الأضرحة وأردوغان ينبش القبور

الصفحة الاولى
الاثنين 23-2-2015
كتب خالد الأشهب

مضحكة.. وعورتها مكشوفة على الملأ تلك المشاهد الهوليوودية العثمانية العفنة التي جرت أمس, وثمينة، أكثر مما توهم أردوغان نفسه، عظام سليمان شاه كي تحرسها بنادق «داعش» ومتفجراته ومجرموه ونابشو القبور فيه طيلة أربع سنوات..

«داعش» الذي ما وفّر ضريحاً لأولياء وصالحين ولا كنائس أو مساجد ولا مكتبات أو مخطوطات ولا لقى أو آثار حضارات إلا وهدمها أو باعها أو داسها.. لكنه، عند عظام ذلك الشاه حرن وأجفل وتوارى!‏

وما كان أردوغان يحتاج 100 آلية عسكرية بينها 39 دبابة كما قال ظله أحمد داوود أوغلو، ولا إلى 700 رجل من قواته الخاصة كما قال بيان جيشه لأداء مشهد كومبارس سينمائي بإخراج وضيع، وليخبرنا رواية طفولية بطولية عن إخراج «يونس العثماني» من بطن الحوت الداعشي، ثم هل كان لأبي بكر البغدادي أن يقول لأردوغان أف أو ينهره.. وهو مربيه وسائسه وبيت أمانه؟ أم أن أردوغان، وقد تملكته أوهام «الحصان» العاجز المسن الحائر، أراد استباق رصاصة الرحمة بمشهد بطولة لا يحتاج البطولة؟!‏

طيلة أربع سنوات لم تقلق عظام سليمان شاه حين كانت وحشية «داعش» وهمجيته يحرسانها ويغمضان الريوف عليها.. وهي مسمار جحا الأردوغاني في الحائط السوري، الذي احترم كل الأضرحة صالحة أو طالحة.. . وبينها ضريح سليمان شاه القابع في هالة الإجلال السوري منذ العام 1921 دون أن تمسه يد أو تمتد إليه إهانة، لكنها قلقت وتقلقلت وغضبت حين أعاد أردوغان نبشها ونقلها واستثمارها بانحطاط سياسي وإخراجي غير مسبوق... تماماً كما يفعل داعش بعظام الموتى الآخرين، فهل أراد أردوغان حقاً حماية عظام جده بالنبش والنقل؟! ناهيك عن الاعتداء الصارخ على سيادة الأرض السورية، وعن العربدة العصملية غير المبررة بميزان أو قبان، وعن علاقة الود والحماية المتبادلة بينه وبين «داعش»؟!‏

فيلم أردوغان لا يضاهيه غباء سوى فيلم وزير الدفاع الأميركي الجديد آشتون كارتر حين رفض أمس أيضاً تحديد «موعد دقيق» للهجوم المتوقع لتحرير مدينة الموصل العراقية من سيطرة «داعش».. رفض تحديد الموعد بعد أن قال أنه سيكون بين نيسان وأيار، وبعد أن حدد عدد الجنود المهاجمين وأبلغ «داعش» إيحاء بضرورة التنبه وزيادة قواته في المدينة.. وإلا فكيف تسقط الإمدادات إليه من سماء سورية والعراق؟‏

اللعنة، أن يخبرنا الرئيس أوباما غداً أن ثمة عظاماً لأحد جدوده مدفونة في بادية العراق!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية