خاصة أنها تضم بين جنباتها أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط وأكبر مصدر للإرهاب الدولي وهذا تماماً ما أكده الكاتب الأميركي جيمي ديتمر في مقالة له نشرتها صحيفة ذا ديلي بيست بعنوان (دليل جديد على أن قطر تلعب لعبة مزدوجة مع واشنطن وما يدعى «داعش») فيقول: على الرغم من أنَّ رؤية محمد بن عبد الوهاب المتطرفة للإسلام ارتبطت بشكل رئيسي بالسعوديين، إلا أنَّ عقيدته هي المعتقد الرسمي في إمارة قطر الغنية بالغاز. لقد قدمت الوهابية القطرية والسعودية الدعم الأساس للتطرف في العالم والذي فرّخ القاعدة وما يُدعى «داعش».
ويضيف الكاتب: قطر - مقر قاعدة أمريكية رئيسية - وفيها عدة فروع لجامعات أمريكية تحاول أن تكون أشياء كثيرة، لكنَّ داعش وخليفتها يبرزان التناقضات العميقة لهذه الإمارة. لقد سارعت السلطات القطرية إلى إدانة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً، وربما يتوقع المرء ردة فعل كهذه من دولة تشكل جزءاًَ من التحالف الدولي الذي تم تشكيله ضد قتلة الطيار الأردني، لكنَّ قطر كانت في الأسابيع الأخيرة تحت ضغط متزايد من إدارة أوباما والحكومات الغربية الأخرى لكبح علاقات الإمارة الصغيرة مع الحركات المتطرفة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنَّ قطر حلت محل السعودية كمصدر لأضخم التبرعات الخاصة لـ داعش وفروع القاعدة بحسب تعبير الكاتب ويضيف، لكنَّ السلطات القطرية لا تتخذ إلا بعض الإجراءات المحدودة عندما يتم تسليط الضوء على قضية تمويل الجهاديين وعندما تتكشف شبكات التمويل لممولي الجهاد في قطر ويصدر مستوى عالياً من الاحتجاج الغربي. ويبدو أنه ليس هناك ما يقنع قطر بوقف ذلك التمويل.
والحال ذاته يبقى أيضاً بالنسبة لقضية تقديم منصات للمروّجين لفكر داعش والقاعدة إيديولوجياً أو داعميهم، حيث إنه عندما يتركز الانتباه الغربي على مكان آخر، يقدم الجامع الكبير (جامع محمد بن عبد الوهاب) مواعظ تعزز التشدد الذي تتبناه داعش والذي يُبرر وحشية وبربرية داعش وترفع الدعوات التي يرددها نفسها داعش في الرقة والموصل، وفي يوم الجمعة الذي سبق إرسال الفيديو المرعب لحرق الطيار الأردني خطب رجل الدين السعودي سعد عتيق العتيق خطبة تعزز الدعوات التي يرفعها «داعش». وخلال دقائق، نشرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية القطرية تعليقات الواعظ العتيق على تويتر، وتم بث الخطبة على عدة قنوات تلفزيونية محلية، بما فيها تلفزيون قطر الرسمي مما يشير إلى استحسان الخطبة والموافقة عليها، وفقاً لما قاله المحللان أورين أداكي وديفيد أندرو وينبرغ من « مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية» اللذان كشفا عن فيديو العتيق.
ويضيف الكاتب: كان الجامع الكبير في الدوحة محطة للمسلحين القادمين من كل أنحاء المنطقة والمتوجهين إلى «الجهاد» المزعوم في بلاد الشام، على الرغم من عضوية الإمارة في التحالف الدولي ضد داعش. وفي الوقت الذي يقوم فيه الطيران الأمريكي بشن غاراته على المسلحين في سورية والعراق انطلاقاً من القاعدة الأمريكية في قطر، ظل الجامع الكبير موقعاً رئيسياً لسماع الخطب الراديكالية.
ويشير الكاتب إلى أنه بالإضافة إلى فشل السلطات في وقف استخدام قطر كمركز لتمويل الإرهاب، فإنه يبدو أنه ليس هناك إرادة من قبل الحكومة لكبح الترويج للإيديولوجيا المتطرفة التي تساعد على دعم المجموعات الجهادية.