|
العدوان التركي السافر.. نيات خبيثة وأجندات استعمارية متابعات سياسية حكومة العدالة والتنمية التركية لم تكتف بجعل الأراضي التركية وكرا للإرهابيين ومدهم بكل وسائل القتل والتدمير بل انتقلت إلى العدوان المباشر عبر دخول الأراضي السورية تحت جنح الظلام وبأعداد كبيرة من الآليات والجنود بذريعة نقل رفات سليمان شاه جد مؤسس السلطنة العثمانية التي تملك سجلا أسودا في ارتكابها المجازر والجرائم بحق السوريين والأرمن، الأمر الذي يكشف الوجه الحقيقي التآمري والعدائي للقيادة التركية التي ترتكب العدوان تلو الآخر عبر دعم التنظيمات الإرهابية التكفيرية ولاسيما تنظيمي الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش وجبهة النصرة المصنفين على لوائح الإرهاب الدولية، والتي دعت قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن لمحاربتها وتجفيف منابع تمويلها، ما يجعل من السلوك التركي خرقا فاضحا لهذه القرارات من قبل أردوغان وحزبه وحكومته الاخواني التي استباحت المحرمات وأساءت لعلاقات حسن الجوار وكل ما يتعلق بالمواثيق الإنسانية عبر الدور التركي القذر في سفك الدم العربي عموما والدم السوري على وجه الخصوص. العربدة التركية الأخيرة والأعمال الإرهابية المنظمة التي تقوم بها الحكومة التركية ضد الشعب السوري تأتي في وقت يحقق فيه الجيش العربي السوري إنجازات كبيرة في شمال حلب ويوجه ضربات موجعة للإرهابيين التكفيريين المرتزقة حيث أطلق هؤلاء نداءات استغاثة لأسيادهم الأتراك فما كان أردوغان إلا أن لبى النداء عبر فتح حدود بلده للإرهابيين وقدم لهم كل المعلومات والتقنيات الحديثة التي تمكنهم من ارتكاب جرائمهم وتعرقل تقدم الجيش العربي السوري الذي نجح رغم الدعم التركي في تطهير عدة قرى خلال فترة قصيرة، وعندما عجز الدعم التركي عن وقف تقدم جيشنا الباسل قامت تركيا بالعدوان السافر على الأراضي السورية تحت جنح الظلام وبما يخالف حتى الاتفاقية الموقعة بين الأتراك وسلطات الاحتلال الفرنسي عام 1921 الأمر الذي يؤكد أن العمل العدواني التركي ليس هدفه الأساسي نقل رفات سليمان شاه، وإنما كان ذلك ذريعة للتدخل في شؤون سورية ومحاولة رفع معنويات التنظيمات التكفيرية ولاسيما تنظيم داعش الإرهابي الذي تلقى هزيمة نكراء في شمال حلب لم تنفع معها عملية فتح الحدود وتسهيل دخول إرهابيين جدد إلى سورية، ولا حتى الإعلان عن توقيع اتفاق تركي-أميركي لتدريب آلاف المرتزقة الإرهابيين على الأراضي التركية وتسهيل دخولهم إلى سورية لارتكاب الجرائم والمجازر بحق المواطنين الآمنين. العدوان التركي السافر الذي يعكس حالة الهستيريا التي يعيشها أردوغان وحكومته من شأنه أن يترك تداعيات خطيرة تتحمل القيادة الإخوانية التركية الحالية مسؤوليتها، وهو يكشف في الوقت نفسه مدى الارتباط الوثيق بين تنظيم داعش الإرهابي والحكومة التركية، حيث يتواجد الضريح في منطقة يسيطر عليها داعش الذي سبق أن دمر كل الأضرحة والمقامات الدينية دون أن يمس هذا الضريح بأي أذى، بل كان هؤلاء الإرهابيون هم حراسه الحقيقيون، يضاف إلى ذلك الفضيحة التي كشفها الملحق التجاري في القنصلية التركية والتي أكد من خلالها أن الأوامر صدرت عبر الهاتف بتسليم الأسلحة دون مقاومة لدى حصار القنصلية في الموصل وبعد ذلك فك أسر 49 دبلوماسيا تركيا دون أي أذى، كل ذلك يؤشر إلى حجم التنسيق بين الإرهابيين وحكومة أوغلو وبالتالي مدى الاستهتار بقرارات الشرعية الدولية ولا سيما القرارات 2170 و2178 و2199 التي تدعو إلى محاربة الإرهاب وتجفيف منابع الإرهابيين الأمر الذي يشير إلى مسؤولية تركيا عن استباحة حياة الأبرياء السوريين والسعي الحثيث لإطالة أمد الأزمة في سورية عبر تشجيع نشر الإرهاب وارتكاب الجرائم ونشر الفوضى على الأرض السورية. مسلسل العدوان التركي المتواصل على السوريين عبر دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التكفيرية أو عبر التدخل المباشر لن يحقق أوهام أردوغان أو أجندات أسياده من المتآمرين على سورية لأن الشعب السوري الذي قدم التضحيات الجسام للحفاظ على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها السيادة والاستقلال ووحدة سورية أرضا وشعبا ورفض التدخل الخارجي، مستعد لبذل المزيد من التضحيات لصد ودحر أي عدوان خارجي من أي جهة كانت، وإفشال الأجندات الاستعمارية، وفي الوقت نفسه يجب على المجتمع الدولي ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية اتخاذ مواقف واضحة من نظام أردوغان ووضع حد لعربدة نظامه، لأن استهتاره بقرارات الشرعية الدولية ولاسيما المتعلقة بمكافحة الإرهاب من شأنه أن يرفع حدة العنف والتوتر والإرهاب في المنطقة والعالم. mohrzali@gmail.com "> mohrzali@gmail.com
|