بشـائر الخيـر فـي كـلّ الاتجاهـات..
مجتمع الثلاثاء 24-2-2015 غـانـم مـحـمـد ما أجمل أنفاس الصباح وهي تغسل أرواحنا بالتفاؤل الجميل وتضعنا على ناصية القادم من الفرح المنتظر.. نرقب النافذة باستمرار، فرسل السماء من لمع وبرق ومطر تحمل إلينا البشرى تلو البشرى فهذا العام خيّرٌ على الأصعدة كافة
فالسدود امتلأت أو كادت تمتلأ والينابيع تفتّقت والأمطار الغزيرة والبرد يبشران بموسم جيّد بالنسبة لأشجار الزيتون وبقية الأشجار المثمرة كما يقول المسنّون لأن البرد يقضي على الدود الموجود في جذوع الأشجار والذي يؤثر على إنتاجها ومخزون التربة من المياه يكفيها حتى منتصف الصيف وكلّ هذا يعطي التفاؤل للناس رغم كل متاعب الحياة، ومع أن هذه الأمطار أو الرياح القوية قد تسببت ببعض الأضرار للمزارعين إلا أنهم ودون استثناء يقولون: الله يبعث الخير!
بشائر الخير لم تتوقف عند الأمطار المستمرة على مدار هذا الشتاء بل تأتي من كل شبر عزيز من هذا الوطن يتواجد فيه رجال الجيش العربي السوري، وحكايات البطولة التي تصلنا تثلج القلوب وتبعث فينا الطمأنينة مع كل دفقة نور جديدة منبعثة من إيمان هذا الجيش بأرضه ووطنه وشعبه، فهذا وإن كُسرت قدمه فإنه رفض الذهاب بإجازة إلى ضيعته ومبرره أنه يستطيع أن يجهّز الذخائر لرفاق السلاح ويستطيع أن يقوم بأعمال تصبّ في خدمة مجموعته المقاتلة، وذاك لم يدر ظهره لزميله الذي أصابته رصاصة غدر فأصرّ على سحبه وإسعافه رغم رفض المصاب لهذا الأمر خوفاً عليه من التعرّض للإصابة وهو ما حصل فعلاً فارتقى شهيداً وأضاء سماء وطنه بنور الإيمان والشهادة..
جيشنا العربي السوري البطل رغم كل محاولات النيل من دوره ومن عقيدته مازال يبهر العالم بالدروس الوطنية التي يجسّدها فعلاً وسلوكاً لا بتعامله مع عدوه وحسب بل وفي دوره النبيل بمساعدة المدنيين على التحرر من بطش المجموعات الإرهابية التي منعت عنه حتى الأكل والشرب، هذا الجيش الذي يتواجد من أجل الحياة فوق كل بقعة من أراضي الجمهورية العربية السورية جنوباً وشمالاً، شرقاً وغرباً، هو صاحب القرار وهو الذي سيعلن بداية التأريخ السوري ويعلن نهاية حقبة مريرة من التدخل الأجنبي في مصائر الشعوب، ومن سوء حظ هذا المشروع الأمريكي _الصهيوني أنه اختار سورية ساحةً له متجاهلاً كل التحذيرات من قوة سورية وقدرة شعبها وجيشها على الصمود والتصدّي يداً بيد مع محور المقاومة والأصدقاء الأحرار ما يعني أن سورية لن تكون إلا كما يريدها شعبها الذي دفع أولاده وهناءه ورفاهيته وكل شيء في سبيل إسقاط هذا المشروع، والآن وقبل أيام قليلة من انقضاء أربع سنوات على هذه الحرب الشعواء على سورية أما آنَ للغرب وأعوانه أن يدركوا أنه يُحال عليهم إسقاط الدولة السورية وأن هذه الدولة المسوّرة بلحمة أبنائها وبقوة جيشها وبطهارة ترابها لن تكون إلا بيتاً للسوريين ومقبرةً لأعدائهم ولو كره الكارهون، ألم يقتنعوا بعد أن قاسيون لا يمكن زحزحته وسيبقى شاهداً وحاملاً لألق الإسلام والمسلمين وأن قلعة حلب ستبقى حاضنةً لمجد الحمدانيين، كما ستبقى رأس شمرا أبجدية تتجدد مع الزمن وأن جبل العرب الأشمّ لم يرضَ بالضيم يوماً وأن تدفّق العاصي من حمص إلى حماة والغاب واللواء لم يستطع أي مارق إيقافه أما الدمّ السوري فهو الخاتم الرسمي الذي يبصم على كل شيء جميل بعبارة: صُنع في سورية..
|