يريدون الوصول بنا إلى مرحلة الدولة الفاشلة.. بالتضييق علينا بكل الأساليب.. وها نحن مازلنا نتصدى للحصار الاقتصادي.. ونحارب الإرهاب بجسارة عالية، ونصمد برجولة ضد حصار التجويع الذي لف الكثير من مناطقنا..أبداً لن نكون كما يريدون.
قَرَأَنَا المتآمرون جيداً.. ففي الزمن الذي كانت بلادنا تحظى بالنافذة الذهبية الشبابية، نخطط ونرسم لمستقبلهم، ونعمل على استراتيجية وطنية تصل بهم إلى حالة الرضا، باستثمار طاقاتهم؛ والنهوض بإبداعاتهم، لتتألق في مستقبل ينشدونه ويصبون إليه.
ونحن على خرائط تآمرهم لابد من ضربنا في مقتل، والهدف استنزاف الشباب بأي شكل. في البدايات كانت الإغراءات لهجرتهم من الوطن، إلى دولهم الهرمة وأولها ألمانيا التي فتحت أبوابها على مصراعيها.. ولما عصينا عليهم صوبوا علينا السلاح.
كان نظام أردوغان رأس الحربة التي تطعن الوطن، وبوابة العبور؛ وخزان تجميع الشباب السوري للفظه إلى دول العالم.وتجنيد من يتمكن من أدلجته ليسير في ركاب المؤامرة، لتبيان أن ما يحدث في سورية ثورة.. لكنهم فشلوا فسورية عصية بتكوينها
حتى اللحظة لم يدرك العالم أننا.. وطن الياسمين.. ليست جملة رومانسية تتردد على أفواه أبناء الوطن الخصب المعطاء.. لأننا حقيقة نشبه في تكويننا عرائش الياسمين. شجيراته معطاءة بلا مقابل. مهما امتدت إليها الأيدي لتلتقط من أزهارها النجمية.
عرائش الياسمين تهدي أزهارها بكثافة للأرض التي تمتد جذورها فيها.. حتى لو نالت منها بعض أقدام السائرين، الذين لا يدركون ماذا يعني الياسمين.. اشتغلوا على إحلال بدائل هدامة، تحطم أفكار الشباب، وتفل عزيمته؛ وتعوق خطط الدولة تجاهه.
زُجَّت بيننا الكائنات التي استحدثها المتآمرون، ودربوها لتمارس إرهاباً موصوفاً تحت رايات زائفة. وتستغل السذج من أبناء الوطن، وتزغلل عيون البعض الباحث عن فرصة ضائعة أو غائبة، بشعارات براقة تذهب بهم إلى شواطئ ملحية قاحلة.
الوطن المحشو قمحاً ولوزاً وياسميناً.. فاجأهم بأنه عصي على تآمرهم.. هو أيضاً محشو بالجيش الأسطورة الذي قلب معادلاتهم.. محشو بأبنائه الأبطال من القوات الرديفة. بصمود وصبر المحاصرين.ألهبت حفيظتهم المصالحات الوطنية التي تنجز
أبداً لن نكون كما يريدون.. لن نضعف وستبقى الدولة السورية قوية تدافع عن سيادتها، تتمتع بقوتها مهما تكاثر أعداؤها.. تصون وحدة شعبها الواحد الموحد. فليس فيها شعوب.هي كالياسمين يمتلك بياضه ويهدي عطره لأحبته مهما خانته الفصول..
منذ بداية الأزمة السورية ومقارعة أصحاب الطبول لتقويضها، منهم الزاعم لحلها في جنيف منتظراً تسلم السلطة على طبق الفضة بدعم مشغليه. ومنم الباحث عن حل في الرياض متأملاً سقوط النظام. ومع الحلفاء كانت فيينا، ثم موسكو وآستنة..
وبدأ العد بالتصاعد ..جنيف بتتابع الأرقام.. وَحَرْنُ المعارضين في كل مرة.. والدولة السورية دائماً حاضرة شامخة بإنجازات الجيش العربي السوري، وإسناد حلفائه المخلصين.. وأروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقرارات غير الملزمة.
ويتغير ممثلو الأمم المتحدة وتقفز على السطح مصطلحات غير مسبوقة كما في كل القضايا العالمية الهامة. لكن هذه المرة الأهمية السورية غيرت العالم.وكسرت قرن وحيدٍ متفرد فتنامت دول تأثرت بصمود مَنْ أعظم مايمتلك حقه الذي يفتديه بالروح.
وجاءت آستنة لغرض بعيد عما يُتَداول في جنيف وحضَّرت المخرب الأكبر والعدو المباشر للشعب السوري، الإخواني الجار الذي لم يرعَ حق الجوار.. أتت به ضامناً لملفات آستنة التي عنت بدراسة الأعمال القتالية وخفض التوتر فيها لكنه لم يُلْجَمْ..
ها نحن نجتمع في آستنة؛ وتصحح المصطلحات، الدعوة لمؤتمر حواري مكوناته سورية لمصالحة وطنية، وليس مؤتمر شعوب سورية. هل سيتملص منه التُبَّعُ لدول وظفتهم تحت اسم المعارضة، وتقاضيهم رواتب لأجل تدمير الوطن الذي ربَّاهم.
في آستنة سبعة لم يحاسب أردوغان، الذي خرق آستنة ستة وتجاوز حدود الرقابة الشُرطية، إلى احتلال عسكري بمدرعات وآليات ثقيلة، في ترجمة لحلمه السلجوقي على الأرض.لم تجب على إبلاغنا الأمم المتحدة،وهي الموصوفة بميثاقها بالحيادية.
حيادية جافتها سنين طويلة، حتى اقتنع العالم أنها واحدة من دوائر الأمريكي وحيد القرن. حياديتها لم تمارسها إلا نادراً لأكثر من عقدين، لكن بعد الإحداثات التي فرضتها سورية بحربها على الإرهاب نتوخى عودة حيادية الأمم المتحدة للعمل.
بعد مئة عام على تصريح بلفور الذي زُوِّرَ إلى وعد مازالت القضية الفلسطينية عالقة.. لأجل كيان شيطاني تتباهى رئيسة الوزراء البريطانية بإصداره من دولتها. ويستعد نتنياهو للاحتفال بتحقيقه.. وفي الساحة العربية ما فيها والكل في سبات..
كل ما حيك لسورية ونفذ هو لصالح الكيان الصهيوني الذي يستطير شرراً من صمودنا رغم دعم العالم له. مهما فعلوا ضد سورية ..أبداً لن نكون إلا كما نريد وليس كما يريدون لأننا وطن الياسمين.. الناصع الفواح مهما خانته الفصول..