ليصل هذا النظام فيما بعد في إرهابه إلى حد معاقبة حتى أهالي المعتقلين ومنعهم من مغادرة السعودية حتى لا يقوموا هم الآخرين بنشر الغسيل الوهابي القذر في البلاد التي سيحطون رحالهم فيها.
وبحسب مراقبين للشأن السعودي فقد تنوعت وسائل القمع التي تمارسها الأجهزة الأمنية السعودية ضد اي صوت معارض لاستمرار آل سعود في الحكم، بين الوسائل التي باتت كلاسيكية كالتغييب القسري وخطف الطائرات التي تقل أمراء معارضين، وصولاً الى استحداث وسائل جديدة من بينها اصدار قرارات منع السفر لأهالي المعتقلين.
ويرى محللون أن الاختلاف بين تلك الوسائل القمعية يعزى الى اختلاف منهجية محمد بن سلمان في ادارة وزارة الداخلية عن المنهجية التي سارت عليها الوزارة في ظل قيادة محمد بن نايف لها، اذ قام ولي العهد السعودي الجديد ضمن مساعيه لتأسيس منظومة قمع أكثر شمولية باستحداث وسيلة المنع من السفر لأهالي من جرى اعتقالهم، وكسر بن سلمان تقاليد منظومة القمع التي وضع بذور تأسيسها ابن عمه، عبر سلسلة إجراء اعتقالات واسعة في حق شيوخ ومفكرين، وامتدت موجة الاعتقالات إلى شخصيات غير إسلامية، ومغردين من المؤثرين على تويتر.
حيث نشر المغرد السعودي الشهير باسم «مجتهد»، ، تغريدة من حساب «معتقلي الرأي»، قال فيها أن للحرية ثمنها، فرضته السلطات على عدد من علماء الدين والدعاة المعتقلين، دون تحديد أسمائهم، وهو أن يشهدوا علناً ضد بقية المعتقلين، وأن يعلنوا أنهم أخذوا في وقت سابق دعماً من قطر.
ومن الإجراءات الجديدة بعد الاعتقال تقوم السلطات السعودية بإخفاء المعتقلين، في شقق سرية تابعة لجهاز أمن الدولة الذي يشرف عليه ولي العهد محمد بن سلمان، حيث يعاني الكثير من المعتقلين من تعسف في الاعتقال، وظروف صحية سيئة.
ويتم منع الأدوية، عن المعتقلين، مثل الأكاديمي مصطفى الحسن الذي يعاني من مرض السرطان، والأكاديمية رقية المحارب التي مُنع عنها الدواء، عدة مرات، رغم معاناتها من أمراض مزمنة كالضغط والسكري.
ويتعرض السجين السياسي لسلسة من الانتهاكات لحقوقه الأساسية بشكل مستمر، وبالإمكان القول إنها منهجية لأنها تجري بشكل دوري ومتكرر حتى أصبحت روتيناً يومياً وبعلم من القيادات العليا دون أي تدخل لإيقاف هذه الممارسات الخطيرة بحيث تتعدد هذه الانتهاكات لتتمثل بالضرب والتعذيب، الحبس الانفرادي لأشهر طويلة، الإهمال الصحي المتعمد للمعتقل السياسي وكل الأساليب تصب في انتهاك حقوق الإنسان.
بدورها كشفت شبكة بلومبرج الأمريكية السبب الأساسي لتصاعد حملة الاعتقالات وصدور قرارات منع السفر ضد أي سعودي يشك في ولائه لـ محمد بن سلمان، كي لا يتحول الى معارض خارج وطنه ويبدأ بفضح الممارسات القمعية في بلاده.