ولأن الدولة السورية ومنذ بداية الازمة المفتعلة عليها منفتحة على كل المبادرات التي من شأنها حقن الدم السوري وإيقاف الحرب الظالمة على الشعب السوري سارعت الى الترحيب المباشر بمؤتمر الحوار الوطني الذي سيعقد في سوتشي حول سورية.
وما آستنة وجنيف ايضاً وغيرها من المؤتمرات إلا نماذج عن ذلك السلوك الذي سارت عليه الدولة السورية ووضعته في عهدتها، لتحقيق الامن والأمان لكافة اطياف الشعب السوري وعلى اختلاف انتماءاته.
وقد أوضحت ذلك سورية مراراً وكان آخرها ما قاله مندوبها الى الامم المتحدة بشار الجعفري الذي أشار في معرض رده على موقع انعقاد المؤتمر قائلاً إلى أن سورية أول من بادر إلى عقد مؤتمر للحوار منذ بداية الأزمة في عام 2011 وبقينا نردد باستمرار اننا مع الحوار دائما حتى حينما كنا نشعر أن المبادرات المطروحة علينا لم تفض إلى شيء ملموس ورغم هذه القناعة والانطباع كنا لا نألو جهدا في بذل كل الجهود لدفع آليات الحوار قدما نحو الأمام حتى لا يقال إننا لا نريد الحوار أو أننا لا نريد للمسار السياسي أن ينجح.
إلا أنه من الواضح بأن إنجاح المؤتمرات السياسية واللقاءات تقاس فقط ضمن المؤشرات السورية التي لا تدخر جهداً في اتخاذ اي خطوة لإنجاحه والمشاركة فيها ..إضافة الى المساعي الروسية ومساعي الحلفاء للهدف ذاته..والجهود المبذولة والخطوات المتخذة لإنجاح تلك المؤتمرات خير دليل عل ذلك.
فعلى العكس تماماً يسعى المدعون والمنافقون أصحاب الابواق المزيفة من المعارضات المتلونة الى وضع العصي في عجلات المؤتمر الوطني في سوتشي قبل ان يطلق كما هي عادتهم في افشال أي مؤتمر من الممكن أنه سيفضي الى نتائج ملموسة، وذلك بإيعاز من اسيادهم في الخارج.
وبالرغم من كافة الضمانات التي قدمتها الدولة الروسية إلا أن طبع «المعارضون» غلب تطبعهم..فالحجج التي اطلقوها كانت دون مستوى العمل السياسي الذي هو في الاصل بعيد كل البعد عن تلك التكتلات المدعية.
تكتلات فيما يسمى المعارضة السورية، سارعت إلى رفض المشاركة بالمؤتمر الذي ترعاه روسيا في منتجع سوتشي، وذلك تحت حجج ومزاعم واهية.
ما يسمى الائتلاف الوطني السوري المعارض تذرع ، إنه يعارض المؤتمر واصفاً المؤتمر بأنه محاولة للالتفاف على محادثات السلام في جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة .
في حين يرى مراقبون ومن منطلقات واقعية بأنهم هم ايضاً أي «المعارضون» سعوا الى افشال مؤتمر جنيف ومؤتمر آستنة مرات كثيرة، ما يؤكد على نياتهم المبيتة في افشال أي مؤتمر او لقاء او حتى حوار، وما تصريحاتهم تلك الا مجرد حجج باتت مكشوفة.
هذا وكانت وزارة الخارجية الروسية قد نشرت، قائمة بالمنظمات والجماعات التي قدمت لها الدعوة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر تنظيمه في سوتشي، في حين أعلنت بعض الاطراف المنضوية تحت مسميات المعارضة أنها لم تتلق بعد دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، كما أعلنت أنقرة رفضها توجيه الدعوة لفصائل كردية معينة.