تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماذا يريد طلبة الجامعة من الحوار الوطني ..؟!

جامعات
الثلاثاء 12-2-2013
آنا عزيز الخضر

الحوار الوطني الذي ينشغل به الجميع في سوريا ،يشكل المساحات الأرحب لطرح المقترحات و وجهات النظر ،التي تصب جميعها في مصلحة الوطن،كل يحب سورية بطريقته، و الجميع يدلو بدلوه مهما اختلفت الآراء و تناقضت من منطلق الحرص والتمسك بسيادة الوطن ،

ليتم تجاوز أزمته نحو الواقع الأفضل ،فجميع فئات المجتمع تتسابق لطرح المواقف و الرؤى، التي تراها الأنجع لخلاص الوطن من أزمته ،أما طلبة الجامعة وهم الفئة الأكثر حيوية و مقدرة على نقل متطلبات الواقع السوري بكل مجالاته و قطاعاته ،لأنهم الأقرب إلى واقع الحياة بكل مجالاتها. مثلا و عبر برامج تلفزيونية عديدة قدمت مؤخرا ضمن مشروع الحوار، كان للشباب نصيب كبير على الدوام في مساحاتها ،فهاهم يطرحون أفكارهم وأسئلتهم حول مستقبل الوطن، و كل ما يمس أزمته و واقعه، و قد لفت في تلك اللقاءات أن هؤلاء الشباب ،امتلكوا طروحات واسعة وغنية ،كما كانت أطروحاتهم، هي المحور و المحرك في أحيان كثيرة للحوارات و التساؤلات، و قد تم الطرح لقضايا و محاور و تطلعات كثيرة من قبلهم ،وتم وضع اليد فيها و من خلالها على قراءات عميقة و عديدة للواقع، وكلها تتساءل و تهدف إلى ايجاد الجواب و لحل الناجع لتجاوز الواقع السوري،‏

هناك شباب تساءلوا حول حالة الطفولة المسروقة التي وظفت في مجال التطرف و القتل،فطلبوا معالجة الحالة ، كما تساءلوا حول البيئة التي أفرزت هذه الحالات البشعة ،و قد تمت مناقشة طروحات المعارضة أيضا للوصول إلى رؤيا أعمق ،وها هم يتطرقون إلى قضايا اجتماعية و سياسية و وطنية، و ينبهون إلى طبيعة الحلول المفترضة، حتى لا يرجع الوطن إلى الوراء بسبب الأزمة و تحت عنوان الخلاص منها، دون أن ينسوا الطرح لكل الظروف التي أفسحت المجال للمؤامرة بالمرور.‏

و كل تلك الآراء كانت تحت عنوان الخوف على الوطن ،فكانت آراء الشباب في الحوارات التلفزيونية دقيقة و لافتة ،هذا عدا عن أعمالهم التطوعية ،التي ساهمت في اللقاءات الحوارية، و عملوا على إنجاحها بكل اندفاع .‏

فماذا يطلب الجامعيون من الحوار الوطني ،هنا عدة لقاءات مع شباب جامعيين ،يقدمون آراء تنم عن ارتباط حقيقي بالواقع جنبا إلى جنب حضور الوعي والقراءة الدقيقة والموقف الحريص . فقال في البداية الشاب( حسن خضرا) سنة رابعة تجارة : الحوار الذي ينشغل الوطن به حالة حضارية بكل معنى الكلمة ،بغض النظر إن كان المعبر نحو الخلاص ،فهو مساحة مضيئة بكل معنى الكلمة ،تتكشف عبرها ، و تخرج للنور كل المقترحات بكل أنواعها و مجالاتها ،ليتم الطرح لخلاصة معطيات الواقع كما هي ،وتتبلور تبعات الأزمة و متطلباتها، فثقافة الحوار ثقافة نحتاجها، و هي الرد الايجابي الوحيد الذي يتيح الخروج من التقوقع و التمسك بالآراء نحو الآخر،لنسج مواقف واتجاهات أكثر رقيا ،ويتم تداول الآراء المختلفة تحت عنوان التشاركية، خصوصا أن الأزمة بحد ذاتها كان محركها ودافعها على الأكثر التطرف و الفكر الظلامي ،الذي لا يقبل بالآخر، من هنا فان الحوار هو الرد الأول و الأخير والأهم لتلك الثقافة الغاشمة ،هذا عدا عن كثير من القضايا التي أبرزها الواقع السوري خلال الأحداث،والتي يفترض البحث فيها لأنها كشفت عن الكثير من الهنات والإشكالات التي تحتاج إلى المعالجة منها الجهل الذي مهد الطريق للمؤامرة ،و نتمنى كطلبة جامعة الاهتمام بالجانب الثقافي و الأنشطة، التي تهدف جميعها إلى نشر الوعي من جهة و محاربة الفكر الظلامي من جهة أخرى، و قد علمنا الواقع بان أكثر الفئات انجرارا وراء هذه الأفعال كانوا الأكثر جهلا.‏

أما الطالبة (أماني أركان) كلية الهندسة قالت:جميعنا كشباب رغم المأساة نعيش حالة نهوض و بحث ،لان الحوار إن نجح سيأخذنا إلى آفاق أفضل على جميع الأصعدة، و قد رأينا أن غالبية ما يطرح ينطلق من الواقع ومشكلاته ،ومن رؤيا تطمح إلى تجاوزه إلى الأحسن ،إذ يتم الحوار حول قضايا كثيرة، بدءا من الجانب الوطني وضرورة الحفاظ على سيادة الوطن ،و انتهاء بمعيشة الناس و أوضاعهم ،التي تخلق الأجواء الايجابية للتطور و التقدم ،ثم النقاش حتى حول الجانب الاقتصادي و المادي ،الذي ينعكس على حياة الناس ،هذا عدا عن الحالات التي يفرضها الحوار من مفردات جديدة على حياتنا ،منها المكاشفة و الصراحة و الوضوح و التسامح وغيرها ،لان هذه المفردات،هي المكان الآمن الذي ينعش الحوار، ويؤسس لنجاح أجوائه.‏

أما الطالب الجامعي (أحمد حمدان ) سنة ثانية كلية علوم قال : نتمنى أن يوصلنا الحوار إلى قبول الآخر والاختلاف ،وقبول حالة التعددية في كل مجالات حياتنا ، التي تضمن وتمهد لحضور آراء متعددة ،تؤثر في ساحة الفعل والرأي ، مما يغني أي حالة أو موقف مهما كانت،كما يفسح المجال إلى تدعيم الأجواء الديمقراطية ،وإثراء الأجواء لاتخاذ القرارات السليمة على كافة المستويات ، و هذا الحوار يجب أن يكون حضارياً جدا، و يأخذ سورية إلى حالة حضارية أكثر تطورا في كل المجالات ،و يجب أن يصبح أساس حياتنا لأنه دوما يوجه أي حالة أو ظاهرة أو فعل إلى الحالة المثلى في الحياة، ولأنه يمثل خلاصة و تقاطع مصالح فئات واسعة من الناس .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية