يعتمد على فلسفة المناهج المطورة للدولة حيث بدأ دور المؤسسات التعليمية بتركيز جهودها في المساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية وعلى ضوء ذلك بدأت عملية تطوير المناهج التقينا الدكتورة اسمهان علي جعفر مدرسة في قسم المناهج في كلية التربية جامعة دمشق...
عن الفرق مابين التطوير والتغيير؟ أشارت د. جعفر للتفريق بينهما التغيير قد يكون نحو الأسوأ، بينما التطوير هو عملية نحو الأفضل دائماً، وخاصة إذا ارتبط بالجانب الأخلاقي القيمي عندها نسميها تطويراً تقدمياً.
وعن أساليب تطوير المناهج قالت جعفر: التطوير بالحذف أي قد تتخلف المعلومات الموجودة في المنهاج ولا تناسب المجتمع عندها يتم حذف بعض المعلومات.
- التطوير بالإضافة : أي إضافة فقرات جديدة لم تكن موجودة أصلاً وينبغي أن تكون مسايرة للتطورات الحاصلة في العالم.
- التطوير بالاستبدال كاستبدال معلومة بمعلومة أخرى أصح وأفضل منها.
- حدوث تطورات في المعرفة الإنسانية من حيث الكم والكيف ، وهذا الانفجار المعرفي استوجب تطوير المناهج.
- تقارير الباحثين التربويين الذين يقومون بدراسات للمناهج وتحليلها من حيث الأهداف والمحتوى وطرق التدريس وأساليب التقويم والوصول إلى نتائج تدل على قصور واضح في أغلب أجزاء المنهاج.
- الآراء المتعددة في مختلف الاتجاهات إعلام ، أسرة، مؤسسات اجتماعية ، والتي تعبر عن رأي معين فيما يخص المنهاج.
وعن أهم خطوات تطوير المناهج ؟ لفتت د. جعفر: الشعور بالحاجة إلى التطوير من خلال عدم الرضى عن الواقع.
- تحديد الأهداف وترجمتها إلى معايير من أجل القياس عند تجريب المناهج.
- تخطيط وتنسيق جوانب المنهاج الدراسي .
- تخطيط تجريب المناهج المطور على المدارس.
- التعميم المطور على المدارس.
- المتابعة والتقويم أثناء التنفيذ.
وأضافت جعفر : ليس كل من تحدث عن تطوير المناهج وتطويره بقادر على تقييمه تقييماً تربوياً ، أما الطرح العلمي والتربوي الذي يقوم على أسس عملية تربوية فهو حسب اعتقادي أمر يجب المساهمة والأخذ به ، كذلك علينا عدم الاقتصار على التنظير من قبل بعض المختصين بعيداً عن الواقع التربوي الحقيقي.
وتابعت د. جعفر: هذه الأفكار لا تتفق مع تطوير المنهاج التعليمي والتربوي، على الرغم من أننا نحترم في تطوير المناهج الرأي والرأي الآخر بمصداقية ووضوح ولا يمكن تجاهل الآراء الأخرى، ولكن الآراء المتفقة مع النقد البناء هي في النهاية لمصلحة العمل بأكمله.
وقالت جعفر: إن حالة التعليم عندنا اليوم تشير إلى الحاجة الفورية للإصلاح التربوي وفقاً لما ورد في تقرير التنمية البشري الأخير الذي طالب بنهضة تعليمية عاجلة بمقاييس عالمية.
وإن أرقى المناهج التعليمية التي وصل إليها العالم التربوي هو المنهج المبني على المعايير ، والمعيار هو السلوك النهائي المرتقب للمتعلم.
وإن المنهاج المبني على المعايير هو منهاج يؤكد على المفاهيم الأساسية للتعليم والتعلم دون الخوض في تفاصيل جزئية مثال مادة التاريخ المليئة بتفاصيل وتكرار وحشو للمعلومات لا داع لها ، فنحن نستطيع تقديم هذه المادة بطريقة أبسط دون إغفال المفاهيم الأساسية المرتكز عليها تاريخنا وتراثنا وحضارتنا وقيمنا..
والأمر الآخر بحسب د. جعفر : هو قضية تأهيل المعلم في دبلوم التربية على المناهج القديمة وهل المناهج الجديدة ستكون مبتورة عن المناهج القديمة ومنفصلة عنها ؟
وأكدت د. جعفر:إنه لابد من استراتيجية شاملة تقوم على تأهيل جميع المعلمين، ويتم التركيز على المعلوماتية لأنه لم يعد ممكناً في عصر المعرفة تصور مدرس من دون جودة تأهيله معلوماتياً، وخاصة إن جيل المعلمين القديم الذي تكّون في مرحلة قبل انتشار المعلوماتية في سورية لا يزال ناقص الأهلية في هذا المجال وضعيف الاهتمام بأولوية التأهيل الذاتي ، لأننا نركز على إدماج التمكن المعلوماتي في صلب عملية التعليم والتعلم واستخدامها بأكبر قدر من الفاعلية .
وتساءلت جعفر: أليست قضية التربية هي قضية مجتمعية تخص جميع مؤسسات المجتمع وعلى الجميع التعاون والتكاتف فيما بينهم لنستطيع القيام بعملية التطوير، فالتطوير يبدأ من المجتمع وما الجهات التربوية إلا قناة لتنفيذ هذه الرغبة عند الجميع، وليس هناك عصا سحرية تقوم بالتطوير في كل جوانب المنظومة التربوية دفعة واحدة وهناك من يرى أيضاً أن طلبتنا ليسوا (فئران تجارب ) لنقوم بتجريب المناهج عليهم.
وأضافت د. جعفر : هناك رأي يقول لماذا نقوم بالتأليف ولا نستفيد من المناهج العالمية الجاهزة خاصة أن هناك حقائق كونية واحدة في العالم، أليست نظرية انشتاين واحدة في العالم كله أم أننا سنخترع نظرية خاصة بنا؟ لهؤلاء نقول: حسب رأي د. جعفر: إننا نبني منهاجاً لمادة ما ليفهمها الطالب لا أن يكون عالماً فمثلاً ندرس الكيمياء ليفهم المتعلم مفاهيم الكيمياء لا أن يصبح عالماً كيميائياً وكذلك ندرس الجغرافيا ليفهم المتعلم مفاهيم الجغرافيا لا أن يصبح عالماً جغرافياً فمن أهم أهدافنا في بناء المناهج سواء للمواد العلمية أو الإنسانية هي صناعة المواطن الصالح المؤمن بوطنه وأمته وتراثه.
وأضافت د. جعفر: في الرياضيات مثلاً هناك قيم سنغرسها عند المتعلم وكيف ذلك من خلال المسائل الحسابية وتقديم أمثلة تهتم بالوطن وطبيعته وجماله.. ومن خلال أطفال يمارسون العمل التعاوني وغيره.
إذا التأليف ليس أن نأتي بمناهج جاهزة ونقدمها لمتعلمينا .. نستفيد من خبراتهم نعم ولكن بما يلبي أهدافنا وقيمنا وثوابتنا لذلك يجب أن يوضع المنهج بأيد وطنية تعرف ماذا تريد وعلى أي سياسة تربوية تعتمد.
وختمت د. جعفر: كيف يتم تأليف ووضع المنهاج ، وما المراجع التي يعتمدها المؤلفون، وهل لديهم مراكز علمية تدعم أفكارهم وتمدهم بما يريدون من معلومات وضمن المعايير العالمية ، ومن سيحكم على المنهاج بشكله النهائي وما معيار الحكم كل هذه الأسئلة برسم الإجابة وتوجه إلى العاملين في صناعة المناهج وتكون بالتالي الإجابات منطقية وموضوعية تعتمد على أسس علمية وتربوية فبعد كل ذلك إما أن ننتظر ونقول سوف يأتي التطوير أو نبدأ بالتطوير مباشرة!.