تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشعر وسيلتها الأقدر على التعبير

ثقافة
الثلاثاء 12-2-2013
نيروز جبيلي شاعرة ترسم أشعارها عبر خيال واسع فتأتي كلماتها في أسلوب تعبيري يشبه اللوحة التشكيلية إضافة إلى ألفاظها ومفرداتها العفوية والبسيطة والقادرة على التعامل مع المتلقي بشكل عفوي دون المساس بالمستوى الفني.

وقالت صاحبة ديوان العنف في النسيان ذاكرة: إن أكثر ما يجعل القصيدة بهية لدى المتلقي هو انطلاق الشاعر من الخيال لأن الخيال وجه جميل للحياة يمنحها الخصوبة ويعطيها مقومات تزيل الهموم وتجعل الرؤية شائقة فدونه تبدو جافة وقاسية وهو قادر على إقامة أهم العلاقات بين المتلقي وبين الشاعر وبين عالم الكلمات الذي من المفترض أن يفيض بالأحاسيس لتحلق عبرها المفردات على أجنحة الريح فوق الغيم أحيانا وفي أعماق البحار ولا ضير إذا كانت عبر الصحراء التي قد تمتلك آلات جمالية تتفرد بها.‏

وأضافت جبيلي: أنا شاعرة تفاجئني الصورة وتقتحمني منذ البداية أي عندما أمسك الورقة والقلم لأنني أكون معبأة تماما بكل ما يؤثر بي ويحيط بعواطفي وما امتلكه من ثقافة ورؤى كل هذه الأشياء تشارك موهبتي بالمفاجأة فتأتي المقدمة أولا لأنها تأخذ قمة الإحساس وذروة الإبحار ثم أكون حريصة بعد ذلك في الحفاظ على مستوى الخط البياني للقصيدة كما بدأت بها وهذا شيء لا يمكن أن أتحكم به أبدا.‏

وأوضحت الشاعرة السورية أن العاطفة لا ترتبط بنموذج شعري قديم أو حديث فمنذ وجد الإنسان وجدت المشاعر والأحاسيس وستبقى.. قد تختلف العاطفة بالشكل لكن لا يمكن أن تختلف بالمضمون وعلى الشاعر أن يبذل ما بوسعه حتى يأتي بمقومات تقرب نتاجه الأدبي من المتلقي وأن يعمل على التواصل العاطفي معه ضمن صيغ جمالية إبداعية جديدة ومدهشة.‏

وبينت جبيلي أنها لا تقصد أن تطرز قصائدها بصور شعرية مختلفة أو لها دلالة معينة أو إيحاء مبهر إنما تعتمد على وجود الرابط الإنساني بينها وبين القارىء لأنها إن لم تنجح بمواكبة همه وفرحه ستصبح الجماليات ترفا.‏

أما عن وجود الشعر الحديث في الساحة الأدبية فقالت جبيلي: هذا النوع من الشعر على اختلاف أشكاله تمكن من الوصول الى ذائقة المتلقي وهو ماثل وموجود كما هو شعر الماغوط مثلاً أما الأشكال السريالية والضبابية فما زالت تفتش عن مكانها وقد تجد هذا المكان في يوم ما أو تفشل مبينةً أن على الشاعر أن يدرك أنه يكتب لقاعدة شعبية وهي عنوان وجوده الأدبي.‏

وأضافت: شعري نموذج حداثوي يعتمد على القلب والعاطفة أولا دون أن اشترط عليه وجود الموسيقا كجواز سفر إلى الناس فهذا النوع من الشعر ترافقه موسيقا داخلية متناغمة مع الإحساس تمضي به بعيدا لكنني أحرص على وجود جماليات أخرى عليها أن تكون عفوية لتتمكن من الدخول إلى قلب الآخر كما خرجت من قلبي محملة بأفكارها وأشجانها وأفراحها.‏

وكشفت جبيلي أنها فنانة تشكيلية تحب الرسم على سطح اللوحة البيضاء فيأخذها ذلك الشعور ذاته الذي يكون له مؤثرات القصيدة والموسيقا والأدب لكنها تفضل أن تبقى لوحاتها على أغلفة كتبها فقط لأن الشعر وسيلتها الأقدر على التعبير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية