تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


« الثورة» تستطلع آراء أبناء وفعاليات طرطوس: لا بديل عن الحوار.. لأنه مطلب وطني يؤسس لبناء سورية المتجددة.. ضرورة ملّحة على كافة المستويات للوصول إلى التوافق.. الحل السياسي استمرار للمشروع الإصلاحي

الصفحة الاولى
الثلاثاء 12-2-2013م
قدمت محافظة طرطوس خلال الأزمة الحالية الصورة المغايرة عن الواقع الدامي في غيرها من المحافظات،وهذه الصورة لم تكن وليدة المصادفة أو هبطت علينا من السماء بل أتت من خلال مناخ عام تعمّد بالحوار الهادئ والرصين رغم اختلاف وتباين الآراء التي تعكس تنوع الاتجاهات السياسية.

وقد ساهم إلى حد كبير في ذلك الصلات المشتركة بين مختلف مكونات المجتمع الذي بدد أحلام البعض بخلق بيئة حاضنة متطرفة من هذا الطرف أو ذاك فرغم كل الضخ الإعلامي التحريضي حافظت هذه المحافظة على هدوئها رغم قوافل الشهداء الذين قدمتهم وتجاوز عددهم الألف ومئتي شهيد.‏

وفتحت ذراعيها وقلبها لاستقبال مئات الآلاف من السوريين القادمين من المحافظات المتوترة وتقاسم أهلها معهم الخبز والغاز والمازوت ومقاعد الدراسة ولكل ذلك نقول: أن في طرطوس بيئة حاضنة للحوار المنتظر الذي نتمنى أن تخرج به سورية أقوى وأمنع فما الذي يقوله أبناء طرطوس عن الحوار الوطني؟.‏

**‏

أنطون اسبر- الحزب السوري القومي الاجتماعي:‏

يشــكل مخرجــــاً لوطننا ممـــا يتعرض لــــه‏

في كلمة الافتتاح لأحد مؤتمرات الحوار السابقة ناشدنا المدعوين بضرورة التحلي بالمستوى المطلوب من الوعي والشعور بالمسؤولية الضروريين لمواجهة لحظة تاريخية نكون بعدها أو لا نكون, لحظة تحتم علينا أن نضغط على آلامنا وجراحاتنا النازفة كأفراد ومجموعات من أجل أن « نضمد جراحات أمتنا النازفة » أولاً.‏

وعليه فإن الحد الأدنى المطلوب من الجدية في العمل يقتضي تحويل لقاءاتنا إلى ورشات عمل حقيقية لإنتاج الأفكار والرؤى الضرورية لصياغة توجهات سياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية تشكل دليلاً لإخراج وطننا ومجتمعنا مما يتعرض له, ووضعهما على سكة مستقبل شبابنا وبنية مجتمعنا المادية والروحية تجددت الدعوة أكثر للعودة إلى الحوار لتحقيق الأهداف المذكورة.‏

فهل نذهب هذه المرة أيضاً وكل منّا يتربص بالآخر. أحدنا يحاول الاحتفاظ بما هو فيه ويعتقد أنه له. والآخر يسعى جهده للحلول محله فيما يعتقد أنها مكاسب بحالة الطفل المتنازع عليه بين أمه الحقيقية وبين مدّعية الأمومة, مع الخشية من أن تغيب الآمال أو تـٌغيّب لمصلحة عدد من المدّعيات, فيذهب الوطن أشلاء بينهن لا حياة فيها ولا أمل بها ولا مستقبل لها إلا التلاشي والفناء.‏

بناء عليه وعلى الواقع الذي يعبر عن نفسه بأحلى المعاني وأوضح الصور وأبشعها, لابد للفئات أو الأطراف أو الأحزاب أو الجماعات المدعوّة للحوار من انتقاء محاوريها على قواعد علمية وتقنية وأخلاقية تنسجم مع حجم الخطر القائم والأهداف المرجوة والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا جميعاً.‏

كما لا بد أن يرتقي هؤلاء الشباب الذين حرقوا كل مراكبهم وانطلقوا بدافع من أصالة كامنة في نفوسهم للتضحية دون حدود من أجل الوطن والشرف والكرامة هكذا فقط تتحول اللقاءات إلى ورشات عمل حقيقية يعمل أفرادها بأعلى درجات الشعور بالمسؤولية لإنقاذ الوطن والمجتمع.‏

وحتى لا نستغرق في المطولات ونضيع الوقت في المهاترات والقصائد الجاهزة وكأننا في سوق عكاظ كما حصل فعلاً في المرة السابقة, لا بد من التركيز على دراسة الأسباب الموضوعية لما نحن فيه بأسلوب علمي جريء يتناول الأزمة:‏

البعد التاريخي منذ سايكس بيكو, ووعد بلفور, وتداعياتهما الظاهرة والخفية حتى اليوم مع التركيز على طبيعة وخطر صراع الوجود مع العدو الصهيوني, وعلى الاستراتيجيات التي اتبعها في حربه علينا حتى اليوم.‏

البعد الداخلي بمحاوره: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.‏

البعد القومي: وخاصة لجهة التجزئة, الاغتصاب, المقاومة.‏

البعد العربي: الفرق بين الواقع والشعارات, صياغة نظرة موضوعية للعروبة قائمة على أسس علمية وطبيعية وبراغماتية, أداء وسياسات الحكام العرب تاريخياً سواء القائمة منها على الفعل أو رد الفعل.‏

البعد الإقليمي: حقوق الدول, طموحاتها, ارتباطاتها, بنيتها التاريخية.‏

في الأفكار والمقترحات المطلوبة :أفكار وآليات تفيد في وقف العنف والقتل والتدمير سواء عملياً وميدانياً, أم عبر تجفيف المنابع ومنع الأسباب وخاصة الخارجية منها وبأي أسلوب.‏

إعادة البناء المادي والنفسي والمعنوي في المجتمع.‏

لابد من صياغة منظومة أفكار وآليات تفيد في تحصين المجتمع من أي محاولات اختراق جديدة على أن تشمل جميع الميادين السياسية والتربية والإعلام والثقافة والخدمات والأمن وغيرها.‏

خلال العقود السابقة كنا نتغنى بمواقف سورية القومية على مختلف المحاور وفي مختلف الظروف وكان القاصي والداني يلمس حالة التماهي بين الشعب وقيادته في هذا المجال.‏

وكانت هذه المواقف عاملاً مهماً في الاستنهاض والشعور بالفخر ولكن كنا نفتقر بنفس الوقت للعدالة التي هي الشرط الأساس لحفظ المجتمع واستمراره ولا تقتصر العدالة على عدالة توزيع الثروة بل تشمل عدالة استثمار الطاقات في مكانها المناسب فعدالة العمل التي تكفل وفرة الإنتاج أهم من عدالة التوزيع التي تعني بغياب الإنتاج عدالة توزيع الفقر على الجميع.‏

**‏

جيداء غنوم- عضو قيادة فرع حزب البعث:‏

واجب مقدس ومصلحة وطنية‏

الذكي هو من يتعلم من التاريخ.. ومن يقرأ التاريخ القديم والمعاصر يجد أن كل الحروب الداخلية مهما طالت فإنها انتهت بجلوس الأطراف المتصارعة إلى طاولة حوار للوصول إلى نقاط توافق ولم الشمل ووقف نزف الدماء والحفاظ على الوطن.‏

إن كان التفاوض أو الحوار مع عدو خارجي أو قوى خارجية يحتاج إلى شروط مسبقة ودراسة المصلحة الوطنية فإن الحوار بين أبناء الوطن الواحد واجب مقدس يحتاج فقط إلى رمي السلاح والإنصات إلى العقل لأن الحوار من هذا النوع هو حتماً مصلحة وطنية.‏

من هنا قدم السيد الرئيس بشار الأسد وهو القارئ المميز للتاريخ مبادرته في خطابه وهو من بدأ الدعوة للحوار منذ بداية الأزمة لتجنيب البلاد كل هذا الخراب والدمار واليوم يدعو كل مواطن مؤمن بوحدة سورية واستقرارها وسيادة قرارها أن يتقدم لمناقشة المشروع السياسي الذي قدمه للوصول إلى حل ينهي الأزمة ويحصن سورية مستقبلاً.‏

وهذا يتطلب أن يشمل الحوار الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وإن كان الحوار السياسي والاقتصادي يمكن أن يرسم خطوطه مختصون بالسياسة والاقتصاد فإن الحوار الاجتماعي يحتاج إلى عمل جدي على كافة المستويات من خلال الأحزاب والمنظمات والنقابات ورجال الدين والفعاليات الاجتماعية لحصر تداعيات ما تركت من آثار إجرام العصابات المسلحة وإن الإيمان بوعي الشعب العربي السوري والإسلام الشامي المتسامح المعتدل كفيلان بالوصول إلى برّ الأمان وعودة سورية إلى ما كانت عليه من أمن وأمان وعيش كريم.‏

إن الوفاء لدماء الشهداء والوفاء لدموع الأمهات الصابرات ولصرخات الأطفال تقتضي اعتبار الحوار ضرورة حتمية وأن يلبي كل محب لسورية ومؤمن بسيادتها هذا النداء.‏

**‏

رئيف بدور- أمين فرع حزب الإرادة الشعبية في طرطوس:‏

الطريق السليم ولا مفر منه مهما طالت الأزمة‏

في حزب الإرادة الشعبية أكدنا أن المبادرة والدعوة للحوار السياسي الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد هو بمثابة خارطة طريق للحل السياسي والخروج الآمن من الأزمة نحن نرى أن الظرف الموضوعي في البلاد أصبح ناضجاً ويسمح بالسير بالمبادرة للأمام بالرغم من كل التعقيدات والتشعبات التي تعصف بالبلاد من جراء الأزمة بأن السوريين وحدهم من يعون مصيرهم ومصير نظامهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم ويدخل الشارع بحراك سياسي ونقاش حول التطور اللاحق ويخرجه من الثقافة الثنائية موالاة أو معارضة باتجاه فرز حقيقي وطني، من هي القوى التي لها مصلحة بالحفاظ على الدولة ووحدة ترابها ووحدة نسيجها الاجتماعي هذا من جهة ومن جهة أخرى من هي القوى المرتبطة بالخارج والتي مصلحتها تكمن في إبقاء العنف ونزيف الدم وتهديد وحدة البلاد وتفتيت نسيجها الداخلي بغية إضعافها وإخراجها من محور المقاومة والممانعة.‏

من هنا نسجل عتباً شديداً على الصحافة والإعلام لتفاعلهم الخجول مع المبادرة ولعدم الجدية بمواكبة الأزمة وتفاعلاتها والمستجدات التي طرأت عليها.‏

نريد من الإعلام أن يكون رافعة ثقافية وسياسية باتجاه خلق رأي عام وحاضنة تلتف حول المبادرة وتدفع الشارع نحو ثقافة التسامح بالسير نحو مصالحة وطنية حقيقية لتسهيل عملية الحوار بين أطياف المجتمع.‏

إننا نؤكد أنه لا مفر من الحوار مهما طالت الأزمة وهو الحل الوحيد والطريق السليم والكفيل بوضع البلاد على سكة الخروج من الأزمة وتثبيت الوحدة الوطنية وفتح الطريق أمام التطور اللاحق. وثقافة الحوار هي القادرة على نبذ العنف والتفرقة والفوضى وبناء قاعدة متينة للتسامح والمصالحة الوطنية وعكس الهوية الوطنية واستعادة سورية لدورها الإقليمي والحوار يجب أن يضم جميع القوى السياسية والشخصيات الوطنية والاجتماعية دون إقصاء لأحد وأن يكون علنياً أمام وسائل الإعلام من أجل تعرف القوى المنضوية بالحوار على برامجها الاقتصادية والسياسية وأن تطرح كل وجهات النظر بالتناقضات وبالقواسم المشتركة, الحوار عملياً بين قوى متناقضة بين آراء وأفكار ووجهات نظر غير منسجمة وليس مع أناس من قالب واحد.‏

وبما أن الأزمة تداخل بها العامل الخارجي الذي يريد تقسيم البلاد وإخراجها من الصراع الدائر مع العامل الداخلي لكل معطياته ومطباته السياسية والاقتصادية. هذا يتطلب من الحكومة التأني والصبر والإرادة الحازمة المخلصة بوضع آلية جديدة وبرنامج جدي للاتصال بكافة أطياف المجتمع وشرائحه وشخصياته الوطنية والاجتماعية ووضع آلية للاتصال مع القوى المسلحة والتنسيقيات غير المرتبطة بالخارج.‏

فالحوار عملية شاقة ومعقدة وطويلة فليكن في البدء بمن حضر وبقدر ما تكون المناقشات جدية. وطنياً ليس بالصيغ التي تناسب أميركا وحلفاءها باتجاه تركيب حكومة الوحدة الوطنية والتعديلات الدستورية والعلاقة بين السلطات وباتجاه اقتصادي واجتماعي للدولة. هذه المناقشات ستوفر الأرضية لنبذ ولتحفيز المترددين بالانضمام للحوار فلنبدأ بمعطيات حوارية وخطوات متتالية ومتأنية فمع مرور الأيام يصبح الحوار مطلباً وطنياً شاملاً يؤسس لثقافة بالحوار تبنى الأوطان وتحت سقف الوطن مسموح أي نقاش ما دام الغاية والهدف تقدم الوطن ورفعته وعزته.‏

إن أي محاولة لإفشال الحوار من القوى المتشددة الداخلية والخارجية بمختلف مكوناته الغاية منها إضعاف البلاد علماً داخل الحوار لن تدخر أميركا جهداً هي وحلفاؤها لإيجاد طريق يوحد المتشددين للالتفاف على عملية الحوار وهذا مهم لأنه سيكشفهم أمام الشعب السوري وستتم محاصرتهم والتخلص منهم.‏

**‏

محمد علي حسن - عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد:‏

تحـــــكيم العقــــل والانطــــلاق ممــــا يوّحــــد الســــــوريين‏

إن الوطن يتسع للجميع وكما يقول « هيغل » التناقض يعبد الطريق إلى الأمام.. نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد منذ بداية الأحداث في سورية كنا السباقين للقول أن حل الأزمة يكون بالحوار.. وبالحوار فقط يمكن حل هذه الأزمة المعقدة والمركبة حيث كنا ممثلين بلجنة الحوار الأولى .. وكنا ممثلين بالأمين العام للحزب الرفيق حنين نمر.. ومن يتابع جريدة الحزب السوري الموحد(النور) يلاحظ ذلك حيث أن حزبنا بكوادره وأعضائه يعمل من أجل رفع العملية السياسية عن طريق الحوار تحت سقف الوطن والاتفاق بين أبناء شعبنا العربي السوري لحل هذه الأزمة والحفاظ على سورية واحدة موحدة والاستفادة من إمكانيات كل شعبنا مهما كان التناقض فيما بيننا..‏

نحن نعتبر حماية الوطن وصيانة الموقف الوطني يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية في البلاد والتي لا بد لضمانها من تلبية مطالب الجماهير الشعبية الاقتصادية والاجتماعية من ناحية وإشاعة الديمقراطية في حياة البلاد السياسية من ناحية أخرى.‏

إننا نرى اليوم أن الخلل بين جوانب هذه المعادلة كان في أساس الأزمة التي تعاني منها البلاد منذ حوالي السنتين .. إن الأزمة التي تعيشها البلاد هي واحدة من الأزمات الكبرى في عالم اليوم وقد حدد حزبنا منذ أيامها الأولى أنها أزمة مركبة معقدة تتداخل فيها عوامل داخلية اجتماعية واقتصادية وتتفاعل مع عناصر خارجية إقليمية ودولية وقد تتقدم في مرحلة من مراحل تطورها عناصر وعوامل على حساب غيرها من العناصر والعوامل والعكس صحيح.‏

ونحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد نرى منذ بداية الأزمة أن من أهم الشعارات والمواقف التي عملنا من أجلها:‏

وقف العنف : إن هدر الدم السوري هو أكبر خسارة خسرتها سورية وهو لا يخدم إلا أعداءها خاصة أن القوى الاستعمارية الكبرى وأتباعها في المنطقة لهم مخطط واضح بتفتيتها إلى دويلات طائفية وعرقية تكون فيها إسرائيل هي السيدة عليها.‏

الحل السياسي: إن هذا الموضوع احتل حيزاً كبيراً في كافة المنابر والمجالات المتاحة وأصبح شعاراً لجميع القوى السياسية الوطنية وهذا الخيار يستند إلى تحقيق المطالب السورية المحقة في تقرير مصير سورية بذاتها وعلى يد أبنائها على اختلاف انتماءاتهم على أن الحل السياسي لا ينفي حق الدولة السورية في الدفاع عن نفسها ضد هجمات المجموعات الإرهابية المسلحة غير الشرعية أصلاً في ظل أحقية أي دولة بالدفاع عن أراضيها وهو حق كفلته الشرعية الدولية والمواثيق العالمية خاصة أن الحل الأمني أو العسكري يؤدي إلى حل أمني وعسكري بالمقابل.‏

الحوار الوطني: كما ذكرت إن حزبنا أول من دعا إلى قيام حوار لبحث الأزمة وذلك في الاجتماعات السابقة للجبهة الوطنية التقدمية والتي اشترك ممثل حزبنا فيها باعتباره صاحب المبادرة ولعبنا دوراً مميزاً في إنجاز وثيقة حوارية متقدمة دعت إلى الحل السياسي وإلى إقرار مبدأ التعددية والديمقراطية والحريات العامة.‏

وبنظرة سريعة إلى الوراء لوجدنا في الخمسينات والستينات أن سورية كانت مركزاً للصراعات الإقليمية والدولية ووقوفها ضد الأحلاف الاستعمارية مثل حلف بغداد والحلف المركزي ومبدأ آيزنهاور وغيره.. ووقوف سورية ضد كامب ديفيد 1979 حيث تشكل حلف رجعي بمواجهة سورية تزعمته السعودية ومصر السادات وصدام حسين والملك حسين والانعزاليون اللبنانيون والأخوان المسلمون السوريون وبدعم أمريكي تركي أوروبي بسبب السياسة الوطنية السورية التي أدى رفضها للحلول التصفوية للقضية الفلسطينية وتمسكها بحقها الطبيعي في الجولان المحتل إلى تشكيل حلف المقاومة الذي ألحق بالمعتدين الإسرائيليين شر هزيمة في تموز عام 2006 ومن يومها تجدد واشتد التآمر على سورية والمقاومة التي أسقطت مقولة أن إسرائيل دولة لا تقهر ولا تهزم.‏

وبالتالي من الطبيعي أن يلجأ المستعمرون الغربيون إلى أساليب ماكرة لأخذ سورية من الداخل بواسطة التوجه النيوليبرالي الذي بدأ بمحاولة جرها إلى عجلة السياسات الغربية عن طريق الاقتصاد.‏

لقد راهنوا على سقوط الدولة السورية بسرعة لكن رهانهم خسر وصمدت الدولة إلى أن حصل انعطاف كبير في الوضع الدولي يتمثل في وقوف روسيا والصين وقفة حازمة ضدّ محاولات التدخل العسكري.‏

وهنا نؤكد على المبادرة التي أعلنها السيد الرئيس بشار الأسد مؤخراً ونحن عندما نؤكد على الحل السياسي فإن هدفنا الأساسي هو الدفاع عن الوطن الذي نحب ومصلحة الشعب الذي ننتمي إليه وندعو كل الشرفاء في المعارضة وخارجها إلى تحكيم العقل والانطلاق مما يوحد الصف الوطني ويؤدي إلى حماية سورية وصون استقلالها ووحدتها وسيادتها الوطنية وإعادة بنائها على أسس ديمقراطية وطنية وتقدمية.. ونتوجه خصوصاً إلى قوى اليسار الاشتراكي بالمبادرة إلى قيام أوسع تعاون .‏

إن قوة اليسار هي ضمانة لقوة التجمع الكبير الذي يجب أن ينشأ دفاعاً عن سورية الدولة والوطن ضد الإرهاب وضد المؤامرات الامبريالية والصهيونية .‏

**‏

مدين الضابط - جامعة تشرين فرع طرطوس:‏

واجـــب عــــلى كـــل ســــوري‏

مرة أخرى جاء خطاب السيد الرئيس بشار الأسد ليعبر عن ذلك الفهم العميق «فهم رجال الدولة الاستثنائيين لدولة استثنائية» لجميع المتغيرات التي تتأثر أو تؤثر في الأزمة الراهنة داخلية كانت أو خارجية بلغة واضحة ومباشرة ليعتمد كدأبه منهجية علمية في تحليل مسار الأحداث ووضع الحلول, حيث انطلق من مقدمات تتناول جوانب الأزمة لمتغيراتها ليصيغ من بعدها الحل السياسي في إطار مفاهيمي تاركاً للحكومة وضع الإطار التطبيقي لتنفيذه دون أن يغفل عن شرح بعض المصطلحات والمفاهيم الضرورية لجعل هذا الإطار واضحاً كل الوضوح ليشكل رسالة سورية الدولة والجغرافيا والتاريخ, الماضي والحاضر والمستقبل.‏

ونستطيع القول ان الخطاب ركز في المقدمة وفي الإطار وفي الخاتمة على مجموعة من النقاط .‏

الثوابت التي لا غنى عن توافرها قبل الإطار المفاهيمي للحل:‏

الإرهاب المتمثل في إجرام كل من جبهة النصرة من جهة والعصابات المسلحة من جهة أخرى والمضي قدماً في مكافحة هذا الإرهاب حتى القضاء عليه. والحرب هنا هي عسكرية وإيديولوجية واجتماعية, فالفكر التكفيري هو فكر مستورد واستئصاله وتفكيك حاضنته واجب الدولة من أجل حماية الشعب الرافض بمعظمه له ولمشروعه في التقسيم والطائفية وتدمير الدولة ومؤسساتها ومقدراتها وكفاءاتها.‏

إن أي معارضة سواء كانت حالة فردية أو تياراً أو حزباً تكون بالمفهوم والتعريف المتفق عليه تاريخياً معارضة وطنية تعارض من أجل التقويم والبناء والتطوير, وباعتبار أن الحرب التي تشن على سورية اليوم هي عدوان من الخارج بأدوات بعضها داخلية » فكل من يرتهن لهذا المشروع ويعمل على تنفيذه من السوريين هو ليس معارضة بالمفهوم والتعريف وبالتالي ليس هو سورياً بالهوية بكل ما تتضمنه من معاني السيادة والاستقلال والانتماء والمواطنة والكرامة.‏

وبالتالي فإن المعارض فعلاً هو من يعارض بالفكر والسياسة ويمارس هذه الهوية بالقول والفعل, وبالتالي أيضاً فهو بالضرورة «يريد سورية وأمنها واستقرارها وضد التدخل الخارجي وإرهاب الداخل » وهو المعني بالحوار الوطني لا غير. فالحوار الوطني بين السوريين أنفسهم وعلى الأرض السورية وللمصلحة السورية لا غير.‏

إن الحل السياسي الذي يطرحه السيد الرئيس بشار الأسد ليس إلا استمراراً للمشروع الإصلاحي الذي طرحه منذ الأشهر الأولى للأزمة, وهو من الناحية المفاهيمية استمرار بفكره التطويري الذي بدأ في عام 2000 وتأخر ببعض مراحله لعوامل منها ذاتية وأخرى موضوعية. فهو لم يكن يوماً إلا مع التحديث والتطوير والتجديد وربما هو الأكثر إصراراً من بين الجميع على الخروج من الأزمة بسورية أكثر إصراراً على المدنية والحضارة والتطور والإصلاح.‏

فهو من دعا منذ البداية إلى الحوار وقاد بنفسه مجموعة من الإصلاحات التاريخية السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ بداية الأزمة, وكانت دائماً تقابل بالرفض من قبل أعداء الوطن في الداخل والخارج, وهو بذلك يقطع الطريق دائماً لمن يشكك في جدية هذا المنهج ويوجه رسالة أمان وصدق واحتضان لكل معارض وطني سواء في الداخل أم في الخارج.‏

مما سبق يتبين أن هذه الثوابت تشكل الأرضية الأكثر ملائمة التي يمكن أن يبنى عليها الحل السياسي الذي طرحه بمراحله الثلاث. ولأن دستورية الرئيس ومشروعيته هي من إرادة الشعب وخياره الذي عبر عنه منذ الأشهر الأولى للأزمة من خلال المسيرات المليونية المؤيدة, فهو ينطلق دائماً من الشعب وينتهي إليه والشعب هو من سيقرر لاحقاً قبوله لكل مرحلة من مراحل الحلّ ونتائجها عن طريق الاستفتاء المباشر (الميثاق والدستور....الخ).‏

وباستعراض هذا الحل بإطاره المفاهيمي وما تلاه من محددات يؤكد على التالي:‏

إن الميثاق الوطني الذي سينتج عن الحوار المقترح هو بمثابة إعلان مبادئ لسورية أكثر تجدداً وديمقراطية ومدنية وبذلك يكون هذا الشعب قد صنع ثورته الحقيقية وهي بإزاء ما يسمى بالثورة أو بالربيع الوهمي أو الخلبي أو الزائف «فقاعات صابون» كما وصفها السيد الرئيس, وهو يضاهي بالفعل مواثيق أنتجت دولاً تعد اليوم من الدول المتقدمة كالثورة الفرنسية وغيرها.‏

المحافظة على سورية الدولة مصانة وموحدة ومستقلة وحرة بأرضها وشعبها.‏

تكريس سورية الدولة المدنية والديمقراطية والمتجددة فيها الشعب مصدر سلطات وغايتها لا أفراد ولا طوائف ولا إمارات.‏

وبالتالي فإن عملية الانتقال «هي من اللااستقرار إلى الاستقرار» ومن ثم الانطلاق في عملية إعادة البناء والتنمية ويكون فقط «عبر الوسائل الدستورية».‏

تكريس الدور التاريخي لسورية في المنطقة والعالم, هي قلب المحور المقاوم وقلب العروبة النابض.‏

الكيان الصهيوني هو العدو التاريخي وتحرير الجولان ولواء اسكندرون وفلسطين وجميع الأراضي العربية المحتلة هي أهداف تاريخية سيتم السعي إلى تحقيقها إلى أن يعود الحق العربي إلى أهله.وعليه فإن الحلّ السياسي الذي طرحه السيد الرئيس لا يمكن أن يثمر «وهذا ما دعا إليه في خطابه» إلا بمشاركة كل سوري في الحوار الوطني, بل هو واجب عليه يفرضه حبّ الوطن والانتماء إليه في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ سورية الحديث.‏

**‏

ميرفت عثمان - عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة:‏

أن يكون واضح المنهج والطريقة‏

الحوار الوطني اليوم هو ليس مجرد ضرورة ملحة وحسب إنما يجب أن يكون عنوان المرحلة الحالية وعلى الصعد والمستويات كافة سواء كانت على المستوى الأهلي المحلي أم المؤسساتي.‏

وهو في الوقت ذاته واجب على كل من يرى في نفسه الأهلية ليصل من خلال الحوار ذات البين حيث كان هناك انقطاع..‏

الحوار يقدم الحوار يقرب المسافات بل يجب أن يلغيها : الحوار يلغي الفوارق ويجب أن يعمل على إلغاء الخلافات بأنواعها كافة سواء كانت أيديولوجية أم مذهبية أم تلك التي يعمل البعض على تغذيتها في هذه المرحلة ليستفيدوا من تعظيم وجودهم الواهي الذي لا يقوم إلا على الخلافات والفوارق وتقسيم المجتمعات .‏

إن الحوار الاجتماعي اليوم هو ما يجب أن يكون واضح المنهج والطريقة لغاية تحقيق الجمع ضد القسمة ، تحقيق الألفة بدل الفرقة، الحديث فيما يجمعنا وليس فيما نختلف فيه لقد تأخرنا في الحوار ويجب أن تكون البداية سريعة لأن الحوار هو أساس التواصل الذي يقود إلى معرفة الآخر والمعرفة عن الآخر وبالحوار نحصّل الإجابات عن كل ما يدور في خلدنا من هواجس وإشارات استفهام قد تكوّن بيننا وبين الآخر الحواجز والموانع .. الحوار يقفز بنا فوق تلك الحواجز والموانع..‏

أرى أن يكون الحوار الوطني مبنياً على الأسس الإنسانية، الاجتماعية ، أن ينظر على ما يؤلف القلوب ويجمعها..‏

أرى أن يقبل الحوار الآخر أن يتقبل المتحاورون بعضهم مع فروق الألوان والأيديولوجيات.. علناّ نصهر منها كلها خليطة نعمل منها خارطة ألماسية لسورية العظيمة ... ويجب ان يعتمد الحوار على الاستماع بالأذن والعقل المنفتح والقلب الواسع.. وأن يضع الحوار والمتحاورون نتائج للسير على تحقيقها .‏

**‏

كفاح قدور- أمين سر غرفة التجارة والصناعة:‏

الحوار حاجة دائمة لتقدم الشعوب‏

الحوار يعني الاحترام احترام الآخر واحترام فكره ونظرته وقبول الاختلاف والحوار غنى للفكر لأنه يسلط الضوء على قضايا ربما تكون مجهولة وتلامس أفكاراً وحاجات وقناعات ونظريات بحاجة إلى توضيح لتصبح محطة قبول عند الآخرين .. والحوار هو حاجة دائمة لتقدم الشعوب ونتائجه هي مزيج فكري لتجارب ومدارس فكرية مختلفة في النظر إلى الأمور والظروف التي يمر بها الوطن.‏

والحوار هو تسامح وهو أيضاً محبة وبعد عن التعصب لوجهة نظر واحدة ويأخذنا إلى مساحات من التلاقي على مبدأ أن الخلاف في الرأي يجب أن لا يفسد للود قضية.‏

أي المحبة والتواصل مع احترام الاختلاف والبحث عن قواسم مشتركة نبني عليها النظرة إلى المستقبل.‏

من هنا فإن الحاجة إلى الحوار أصبحت ضرورية لتجاوز كل الصعوبات وللخروج من الأزمة والأهم ضرورة استمرار الحوار لتحقيق التقدم لمجتمعنا بكل أطيافه وألوانه.‏

**‏

إياس حسن - مستقل:‏

وجود الاختلاف مبرر للحوار‏

تعني فكرة الحوار بحد ذاتها عدة أمور: فهي تعني وجود أطراف متعددة.. وتعني أيضا وجود اختلافات بين هذه الأطراف.. وتعني بالتالي الاعتراف بهذه الأطراف وبحقها في الاختلاف.. ومن ثم وجود رغبة في التوصل إلى توافق.‏

فالاعتراف بتعدد الأطراف وبكل المكونات يعني أن أي فيتو على أحد هذه الأطراف أو المكونات، سيكون حوارا ناقصا.. وهل هناك احترام للاختلاف، مهما اتسع؟ فالاختلاف هو مبرر الحوار. وهذا الاحترام يعني ضرورة أن يعبر عن نفسه بكل شفافية ووضوح.‏

إن الاعتراف بتعدد الأطراف، وبحقها في الاختلاف فيما بينها، يعنيان تجنب لغات التشكيك والتخوين والتهديد.. حينها تجد الرغبة بالوصول إلى توافق عام فرصتها للتحقق. وحينها ننتقل من سياسة «الإقصاء والإلغاء» وما ينجم عنها من شرخ مجتمعي، إلى سياسة «الانفتاح والاحتواء»، وما ينجم عنها من مشاركة كافة أبناء الوطن في بنائه.‏

ونجاح الحوار يقوم على عاملين أساسيين، الأول تهيئة واسعة لاستقبال نتائج الحوار، أو بشكل آخر: عدم تجييش الناس على معاداته وعلى التشكيك بجدواه، والثاني هو الرعاية التي توفر الضمانات سواء منها الداخلية، أم الإقليمية والدولية، وهذه الأخيرة تزداد الحاجة إليها بقدر ما يطول أمد الصراع.‏

فالحوار الوطني الناقص يحتمل خطورتين، الأولى اشتداد الصراع القائم في الوقت الراهن، والثانية، في أحسن الافتراضات، تأجيل الصراع لسنوات فقط.‏

**‏

محمد الحاج صالح - كاتب وباحث :‏

وقف العنف ضروري لإنجاح الحوار‏

الحوار الوطني غير مجدٍ مادامت النار مستعرة في سورية لهذا السبب أنا غير مقتنع بأي فائدة للحوار الوطني تحت قعقعة السلاح والموت والخراب والدمار.‏

علينا أولاً السعي لوقف العنف.. فقد أصبح الشعب السوري بكامله يريد وقف العنف واقتتال الإخوة فيما بينهم.. (900ألف شخص انضموا إلى الفقراء في سورية).. (600 ألف شخص مهجر خارجياً) وأضعافه مهجرون داخلياً و(المحاصيل الزراعية لا تجنى ) أما عدد الشهداء فالله أعلم بعددهم، إذا لم يتوقف العنف فنحن سائرون نحو العشرية السوداء في الجزائر ، ( عشر سنوات من القتل ومئتان وخمسون ألف شهيد الاحصائيات الرسمية وغير الرسمية تصل إلى المليون، والجزائريون يسمونها العشرية السوداء السيئة الذكر).‏

أوقفوا العنف فأنتم تقتلون الحب وتقتلون روح سورية، كل دول العالم تريد مصالحها أولاً ولا تريد مصالح السوريين ، قدر سورية أن دول العالم تطمع في موقعها الاستراتيجي، وتريد منها حصصاً تخصها وآخر اهتمام دول العالم هي مصلحة السوريين.‏

أنا لا أرى أي أفق لأي حوار وطني إلا بعد وقف العنف ، النيات الصادقة للحل «سورية لجميع السوريين بالتساوي دولة مواطنة مدنية ديمقراطية تحقق الحرية والعدالة والمساواة لجميع أبنائها» وإعطاء الأمان والإفراج عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي هي النقاط الأساسية التي يمكن الوعد بها لبدء الحوار الوطني بعد وقف العنف.. بكل أسف أصبح الحل بيد الدول الكبرى وإذا أردنا أن ينتقل إلينا إلى السوريين علينا من وجهة نظري وقف العنف وما ذكرته في البدء بالنقاط الأساسية لبدء الحوار بعد وقف العنف والحوار والاتفاق ستكون المسؤوليات أكبر للمصالحة الوطنية وإعادة بناء ما تهدم من سورية بناء الإنسان السوري الجديد وبناء الوطن.‏

**‏

رمضان عطية:‏

تغطية للتعددية السياسية وتفعيل لدورها‏

ثبت أن الصراع القائم في سورية وعليها يطول جميع أبنائها وأن مصير سورية لا يقرره غير أبنائها ومهما كثرت الضغوط عليها ومهما تعددت الجهات المتآمرة وأياً كانت أهدافها فهي أهداف استعمارية أولاً وأخيراً..‏

إن الحوار يشكل وبمسؤولياته التي سيشارك بها جميع الأطراف والأطياف تفويتاً على المتربصين بسورية وخاصة في هذه المرحلة التي انكشفت فيها كافة الأوراق والنيات.. وتشكل عند البعض عودة إلى الوعي الوطني الذي يتمتع به شعبنا في بلاد الشام وعبر التاريخ.. كما أنه وكما يهدف سينتهي إلى وصل ما انقطع وإلى تكريس ثوابت وطنية وقومية واجتماعية هي أقوى كما هي العلاج والأداة في مواجهة المخطط / الصراع المرسوم من الخارج على الجميع, وحيث ستتغلب الحكمة والعقل والأمل بالمستقبل الواحد على كل شيء وبكونه فوق كل شيء ولتبقى سورية قوية وشامخة كما هي عبر التاريخ وإن آلية هذا الحوار أرى أن تأخذ الخطوط العريضة التالية:‏

ضرورة توسيع لجان الحوار الفرعية في المحافظات أرى أن تتسع لجنة الحوار الفرعية لتشمل تمثيلا لأي حزب سياسي (وحتى المعارض إذا أمكن) في المحافظة تغطية للتعددية السياسية وتفعيل لها في الحوار ووضع آليات الحوار وتشكيل لجان صغرى في بعض المناطق من المحافظة.‏

وأرى أن تجمع اللجان المحلية ( في المناطق) جميع الأطياف ومن أشخاص مشهود لهم في موقعهم الاجتماعي ولتتمتع بسمعة وتاريخ اجتماعي أخلاقي وتستطيع خلق التواصل لمن يفترض أن الأحداث خلقت بينهم وبين الآخرين انقطاعات .‏

ولا شك أن المنضوين في سائر اللجان الفرعية وما دونها يجب أن يكون لديهم الرغبة والإمكانية على الانخراط في العمل وبشكل مستمر وفي أي وقت.‏

وبحكم التواصل بين اللجان والمواطنين حسب مواقعهم وأماكن تواجدهم سيتم وضع التوجهات والإمكانيات والصلاحيات في العمل والتلاقي وبما يؤسس لمكاسب اجتماعية ووطنية وبدءاً من الاتصال والتواصل مروراً بالتعوّد على التلاقي.‏

وتفريغ الاحتقان (أياً كان مضمونه أو سببه) من القلوب وبث الطمأنينة والوئام في المحيط (المكان) الذي سيجري فيه التلاقي والحوار وكل ذلك يعتبر مهمة دائمة ولبلوغ غايات الحوار الاجتماعية والوطنية والسياسية.‏

**‏

عبير محمود إبراهيم :‏

رسم سورية المتجددة كما يريدها أبناؤها‏

جاءت دعوة القيادة السورية لحوار سوري -سوري انطلاقاً من حرصها الشديد على وقف نزيف الدم والاقتتال بين أبناء البيت الواحد,وجاءت هذه المبادرة الكريمة لقطع اليد الآثمة التي تمتد لتفرق بين الأخ وأخيه والابن وأبيه.‏

وجاءت حرصاً منها على صون سورية وشعبها العظيم,هذا الشعب الذي احتضن وما زال يحتضن حتى الآن الآلاف من إخوتنا العرب.. احتضنهم الشعب السوري العظيم في قلبه قبل بيته.‏

نعم نحن مع الحوار.. مع من أراد الحوار.. نعم مع الحوار لرسم سورية المتجددة كما أرادها أبناؤها وليس كما أراد أعداؤها.. نريده حواراً يعيد إعمار سورية.. إعمار القلوب قبل إعمار ما تهدّم من الحجر.. إعمار سورية بدماء شهدائنا الأبطال الذين لن ننساهم ما حيينا.. بدمائهم التي ستغسل القلوب من أي حقد أو ضغينة..‏

سورية... بلد الحب والسلام.. بلد الأخوة والتآخي.. بلد كل من أحبها.. ستخرج بحوار أبنائها من بين الركام أقوى وأمنع وأصلب.‏

**‏

لميس جبران:‏

نحتاج إلى إعمار قلوبنا بالمحبة ونفوسنا بالتسامح‏

ما أحوجنا اليوم إلى وقفة نتذكر فيها كيف كانت بلادنا قبل عامين وكيف أصبحت اليوم.. وكم سنحتاج من الوقت والجهد والمال لإعادة إعمارها.‏

لكن قبل كل شيء نحتاج إلى إعمار قلوبنا بالمحبة ونفوسنا بالتسامح فجرح الوطن أكبر من الجرح الشخصي.. الوطن غال وسيبقى, ودماء شهدائنا من مدنيين وعسكريين وبسالة جيشنا الصامد كلها تشهد على ذلك.‏

من هذا المنطلق ليضع نصب عينيه كل قادم إلى الحوار الوطني بأن المحنة يجب أن تزول والدم لن يجدي والحقد لن يخلف غير الدم.‏

نتمنى أن يكون الحوار الوطني القادم فرصة لنقضي فيه على المحنة كي يعود الأمن والأمان إلى ربوع الوطن.‏

وأن تكون محبة الوطن هي الأساس لبناء الجسور التي تصل بين جميع القلوب.‏

***‏

أجرى اللقاءات: هيثم يحيى محمد - محمد حسين‏

** ** **‏

صحيفة «الثورة» ترحب بالمبادرات والآراء والحوارات لإغناء ملفها اليومي حول الحوار وتستقبل المشاركات‏‏

عبر الفاكس رقم:‏‏

2216851 - 11- 00963‏‏

أو عبر الإيميل‏‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية