وأخرى سرية لدعمه، ومَدّه بكل مقومات الديمومة والبقاء، حيث التنافس بين تلك الدول لاستثماره بلغ حد الاستهتار بحياة شعوب وأمم بأكملها.
واشنطن تستضيف غداً قمة للدول المنضوية تحت رايتها لمدة ثلاثة أيام، ظاهرها البحث عن سبل جديدة لمكافحة الإرهاب، ومنع تمدده وانتشاره، وباطنها لن يختلف عن سابقاتها من حيث وضع خطط جديدة، وسيناريوهات أخرى لاستهداف الساحات العربية بالعكاز الداعشي، وفي المقلب الآخر يكثف الأعراب مشاوراتهم لتشكيل قوة عربية موحدة لحماية دول الخليج والأردن من التهديدات الإرهابية، وكأن تلك المشيخات بحاجة لمن يحميها من مجاميع إرهابية نمت في أحشائها ،وتلقى كل الرعاية في مضاربها، وتستمد جرائمها من فتاوى مشايخها.
ازدواجية المعايير في التعامل مع الإرهاب، يفضحها الدعم الأميركي المتواصل للإرهابيين المصنفين بخانة "المعارضة المعتدلة"، واستماتة الأعراب لمنع انهيار العصابات التكفيرية في سورية، حيث أفادت العديد من المصادر والتقارير الإعلامية بأن الخسائر التي تتكبدها المجموعات الإرهابية على يد الجيش العربي السوري في المنطقة الجنوبية دفعت المخابرات الأميركية لاستدعاء قيادات استخباراتية من تركيا ومشيخة قطر والسعودية ومن دول مستعربة أخرى إلى لقاء عاجل في دولة مجاورة، للبحث في سبل إعطاء تلك المجموعات جرعات دعم إضافية.
وبما أن العملية العسكرية ضد المجاميع الإرهابية في المنطقة الجنوبية، تفرض معادلة جديدة مؤلمة للكيان الصهيوني، ومن يدور في فلكه الإجرامي، وهذا لا يروق بطبيعة الحال لنظام آل سعود لم يجد ذلك النظام سوى الطلب من الولايات المتحدة تغطية دخول وحدات عسكرية من دول عدة إلى داخل سورية عبر الأراضي الأردنية، وفقا للمصادر الإعلامية، لتتضح بذلك الأجندات المخفية في قمة واشنطن، والنيات الحقيقية من وراء تشكيل قوة عربية موحدة لحماية الأردن ومشيخات الخليج.
محاربة الإرهاب لا تحتاج إلى تحشيد وتجييش ومؤتمرات استعراضية، بقدر ما تحتاج إلى الإرادة الجادة, والنيات الحسنة، فيكفي مثلاً أن تكف الدول الداعمة للإرهاب والمنضوية تحت راية "التحالف الدولي" عن تمويلها وتجنيدها للإرهابيين، وإغلاق معسكرات تدريبهم على أراضيها، وأن تتخذ ما يلزم لمنع عبورهم وتنقلاتهم عبر الحدود، ووقف كل أشكال التحريض على القتل والإجرام، وعندها فإن جيوش الدول التي تعاني من الإرهاب كفيلة باجتثاث الإرهاب من جذوره، وتخليص العالم من شروره، كما يفعل الجيش العربي السوري اليوم.