الدكتور سعد الله آغة القلعة في حديثه للهيئة العامة لغرفة سياحة دمشق التي عقدت اجتماعها السنوي الأول يوم السبت الماضي قال: إن المنتج السياحي ليس مقتصراً على الفندق والمطعم إنما يشترك في تكوينه الجميع (الطائرة المطار سائق التكسي الخدمات الأخرى المرافق العامة... وصولاً إلى المطعم والفندق وأماكن الترفيه و..)
وأضاف إنه علينا الارتقاء بجودة هذا المنتج محققين المعايير الدولية لكي نستطيع أن ننافس.
إلى هنا يبدو القصد من الحديث هو توفر ثقافة سياحية لدى مختلف الفعاليات لتتكامل جهودها في صنع منتج ذي جودة عالمية.
وما نود الإشارة إليه هنا هو أن هذه الثقافة السياحية التي يفترض أن تتوفر أولاً لدى السياحيين أنفسهم أصحاب الفعاليات, نجدها مفقودة لدى البعض حتى في حدودها الدنيا, فمن المعروف أن العامل في قطاع السياحة هو شخص مثالي يتصف بالأناقة في هندامه, وحديثه وتعامله مع الآخرين وقدرته على التفاعل مع المحيطين به.
إلا أن الأمر يبدو مختلفاً لدى البعض خاصة الذين ينظرون بمنظار المصلحة الضيقة والمنفعة الآنية اللحظية.
وبالعودة لاجتماع الهيئة العامة لغرفة سياحة دمشق نقول إنه على الرغم من أن إحداث غرف السياحة جاء نتيجة الإلحاح الشديد بالطلب من قبل السياحيين أنفسهم أصحاب الفعاليات الخاصة ليكون لهم تمثيل رسمي أسوة بغيرهم من الفعاليات الأخرى, إلا أنه وبعد أن بدأت الأحداث بدأت تظهر تجاذبات ومعارضات ومشكلات بين الأعضاء أنفسهم ليس أولها ما حدث أثناء انتخابات الغرفة ونتمنى أن يكون آخرها ما حدث مؤخراً في اجتماع الهيئة العامة للغرفة, حيث ابتعد البعض عن أهمية هذا الإنجاز والمكسب الحقيقي للعاملين في السياحة وما يمكن أن يحققه لهم من فرص لعرض مشكلاتهم والصعوبات التي يواجهونها والسعي لدى الجهات الرسمية لحلها وتجاوزها, وتركزت المداخلات بمعظمها على رسم الانتساب إلى الغرفة الذي يدفع لمرة واحدة والرسوم السنوية التي تدفع لتغطية النفقات الإدارية والمالية وغيرها التي نص عليها القانون 65 لعام 2002 الخاص بإحداث الغرف السياحية.
ولم يقف الأمر عند ذلك بل ذهب البعض للتشكيك ببعض أرقام ميزانية الغرفة لعام 2005 والاعتراض على الموازنة التقديرية لعام ,2006 وحتى نكون موضوعيين فإن هذا من حق الجميع ولأي عضو حق الاعتراض والاستفسار عن أي رقم غير دقيق أو غير مقنعة, لكن أن يكون كل شيء واضحاً فإن هذا يبدو كمن يحاول وضع العصي بالعجلات ومحاولة إعاقة التقدم, الأمر الذي دفع السيد نشأت صناديقي رئيس الغرفة المعروف بسعة صدره واستيعابه للجميع, دفعه للقول إنه سينسحب من الجلسة وهو الذي يترأسها وأضاف بكثير من العتب: أرى أن كل (النق) على رسوم الانتساب والاشتراك ولم يكلف أحد منكم خاطره لدراسة الإنجازات التي تمت ضمن الغرفة, وشكراً لكم على ذلك?!
وقد يتضح لنا من ذلك أنه لا يزال هناك البعض من السياحيين الذي لم يدرك معنى وأهمية أن يكون له تمثيل رسمي على أعلى المستويات وهو المجلس الأعلى للسياحة, وبكل الحب نقول لذلك الذي سأل زميله ماذا حدث في الاجتماع... لقد كنت نائماً,.. نقول له استيقظ وتيقظ فالأمر في غاية الجدية والأهمية.. فالسياحة لا يصنعها نائمون...!!