175 ألف طن زيت زيتون من مساحة إجمالية تقدر بـ 696 ألف هكتار بعدد كلي من الأشجار لامس الـ 106 ملايين شجرة، المثمر منها نحو 82 مليون شجرة .. هذه الأسباب مجتمعة وغيرها الكثير الكثير من المزايا التي يتمتع بها هذا المحصول المهم «اقتصادياً وصحياً» الذي سيأخذ موقعه ضمن القائمة الإستراتيجية السورية جنباً إلى جنب مع القمح والشعير والقطن وقريباً الحمضيات، هي جملة من الأهداف المباشرة التي دفعت الحكومة إلى عقد اجتماع موسع برئاسة المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء تم خلاله اعتماد المصفوفة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الزيتون في المرحلة القادمة لجهة الزراعة والجني والعصر والتسويق لتحسين جودة إنتاج وتصنيع الزيتون السوري ورفع قدراته التنافسية في الأسواق المحلية والعالمية وتوفير طاقات تصنيعية كافية وتطوير الخدمات التسويقية الداعمة لهذا القطاع.
وتم خلال اجتماع أمس الذي يأتي استكمالا لسلسلة ورشات عمل لدعم قطاع الزيتون منح السورية للتجارة قرضاً بقيمة مليار ليرة لتسويق زيت الزيتون في منافذ البيع التابعة لها وتوفيره للمستهلكين بالسعر والنوعية المناسبين، وتكليف وزارة التجارة الداخلية تشديد الرقابة على المعاصر لضبط حالات الغش في نوعية الزيت المنتج والتأكد من مراعاته السياسة الوطنية للجودة. وأقر الاجتماع الخارطة البيئية التي تقدمت بها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي للحد من الانتشار العشوائي لزراعة الزيتون عبر وضع خرائط للمساحات المزروعة واعتماد المناطق الأكثر ملائمة لزراعته وتحديد مناطق انتشار أمراض الزيتون بغية الحد من انتشارها.
وتم تكليف وزارة الزراعة تحديد مطارح الدعم الواجب استهدافها لإعادة تأهيل المشاتل المتضررة وزيادة الطاقة الإنتاجية للمشاتل لتغطية متطلبات زراعة المساحات المتضررة وتشديد الرقابة على المشاتل العامة للتأكد من اعتمادها الأصناف عالية الجودة، والكشف الدوري لضبط عمليات إنتاج غراس الزيتون في المشاتل الخاصة بما ينسجم مع الخارطة البيئية واعتماد برامج إعلامية ترويجية لنشر الوعي بأهمية الالتزام بالممارسات الزراعية والتصنيعية التي تحقق القيمة المضافة وتقرر تشكيل مجموعة عمل من المختصين في وزارات الزراعة والصناعة والتجارة الداخلية لوضع دليل مؤشرات جودة لتحسين كفاءة عمل المعاصر وزيادة طاقتها الإنتاجية وإعطاء أصحاب المعاصر القائمة مهلة سنتين للموائمة مع هذه المؤشرات للحصول على منتج عالي الجودة.
الاجتماع خلص أيضاً إلى تكليف وزارة الزراعة دراسة إمكانية زراعة الزيتون في الأراضي الأقل خصوبة التي لا يمكن استغلالها في زراعات أخرى بما يساعد على الانتشار الأفقي، وإعداد برامج تدريبية لرفع كفاءة العاملين والفنيين في قطاع الزيتون وإعداد نظام حوافز للعمال الموسميين في المشاتل ليصار إلى عرضه على مجلس الوزراء واتخاذ ما يلزم بشأنه.
المهندس خميس أكد اعتماد رؤية تطويرية تقوم على زيادة الدعم لقطاع الزيتون ابتداء من توفير كافة متطلبات توسيع زراعته أفقيا وتصنيعه وفق أعلى معايير الجودة الغذائية والصحية التي تلبي حاجة السوق المحلية وتستهدف المزيد من الأسواق الخارجية وتسويقه بما يدعم الجهود المبذولة لتحقيق الأمن الغذائي ودعم التنمية الاقتصادية.
وبالنسبة للأرقام التي حصلت عليها الثورة فإن الإنتاج المتوقع حتى تاريخه يصل إلى إنتاج 725 ألف طن ثمار ينتج عنها 125 ألف طن زيت، أما معدل استهلاك الفرد من زيت الزيتون في سورية فيتراوح سنويا بين 5 و 6 كيلوغرامات، وبالتالي هناك فائض من الزيت يتراوح سنويا بين 40 و 50 ألف طن، في حين يعرف زيت الزيتون السوري البكر وتحديداً الجزئي منه بأنه العصير الطبيعي لثمار شجرة الزيتون المستخلص بالطرائق الميكانيكية دون استخدام أي نوع من أنواع المذيبات الكيميائية أو طرائق الأسترة كما أنه غير ممزوج بزيوت أخرى، وعليه فإن أهمية الزيتون السوري تأتي من كون غالبية الأصناف تحتوي على نسبة مرتفعة من حمض الأوليك تتراوح بين 60 ـ 73 % حيث يتمتع حمض الأوليك السائد في زيت الزيتون بفعالية عالية نسبياً ضد الأكسدة مقارنة بالزيوت النباتية الأخرى، حيث أشارت الدراسات إلى أن تأثير البوليفينولات الموجودة في زيت الزيتون البكر على الخلايا السرطانية وأثبتت فعاليتها في كبح جماح نمو خلايا سرطان الثدي.