تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول حديقة مجانية للتزلج في سورية

مجتمع
الاحد 14-7-2019
يحيى موسى الشهابي

ما إن عادت المنطقة إلى حضن الوطن حتى بدأت الحياة تعود إليها تدريجيا فمن حديقة مهملة مجاورة لمدرسة الأطفال ببلدة قدسيا المكتظة سكانيا والتي تفتقر للمساحات الخضراء والمتنفس الطبيعي التي يمكن للأطفال ممارسة هواياتهم

وتهدئة نفوسهم مجانا ،حتى بدأت تباشير الخير تتضح جليا مع رفع علم الوطن عليها واعتبارها حديقة للأطفال يمارسون فيها رغبتهم ..وفيما بعد تم اختيارها لتكون أول حديقة مجانية للتزلج في سورية هذا المشروع تم بالتعاون بين منظمة قرى الأطفال «sos» سورية /لدعم الأطفال والأسر ورعاية الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية .../ومؤسسة skate-aidالمؤسسة الألمانية لتطوير المشاريع الإنسانية الخاصة بالأطفال والشباب التي قام فريق منها من ذوي الخبرة ببناء القواعد الأساسية للمشروع « الثورة تابعت هذا العمل من البداية للنهاية‏

حيث وجد هذا الفريق كل الترحاب والمساعدة من الأطفال قبل الكبار في المنطقة ناهيك عن المجتمع المحلي بكافة فعالياته حيث بنيت العديد من الصداقات بين الفريق والأهالي وخاصة الأطفال الذين كانوا يتسابقون لمساعدتهم واللعب معهم بعد كل انجاز .‏

في المرحلة الثانية بدأ العمل بالرسومات والأعمال الفنية وذلك بعد إعلان sosعن مسابقة لانتقاء فنانين متطوعين تم اختيار فريق مكون من ثمانية عشر شابا وشابة اختلفت اختصاصاتهم العلمية وجمعهم الفن بدؤوا العمل في داخل الحديقة وخارجها وليحولون الجدران الصامتة إلى تحف فنية .‏

شعب محب ومسالم‏

وسيم الشركة متطوع وهو طالب ثاني ثانوي يقول :منذ بداية العمل أراقب ما يقومون به كوني أسكن بجوار المشروع كنت أشاهد أعمال الفريق التي لفتت انتباهي كونها تتميز عن سواها فأعجبت بالعمل وعرضت مساعدتي فرحبوا بي وكونت معهم صداقة لدرجة أنني كنت أمارس العمل معهم ،ونتيجة للغتي القوية باللغة الانكليزية كنت أساعدهم بأعمال الترجمة إلى العربية،فهم شباب ينتمون لعدة دول مثل لبنان ..ألمانيا ..فرنسا ..اسبانيا ..الدانمارك،وكانوا يقومون باللعب مع الأطفال على ألواح التزلج وهذا ما ساهم في تكوين صداقات مع الأهالي الذين كانوا يقومون بصناعة الطعام الشعبي الذي أحبوه جدا واعترفوا لنا بأننا شعب لطيف ومسالم ويكن للآخر كل المودة والمحبة .‏

تغريد حمادة متطوعة وتحمل شهادة المعهد السياحي واللغات اعترفت بأنها لم تحب الرسم كما هي الآن لاسيما بوجود زملاء بالفن متفاهمين لدرجة كبيرة سابقا نتيجة لحبها بالفن اشتركت بمجموعات كثيرة لها علاقة بالفن التشكيلي والعادي وفور سماعها بطلب المتطوعين لهذا المشروع تقدمت وتم اختيارها وكانت فرصة العمر كما تقول بممارسة الموهبة مع مجموعة التقت فيها أفكار الجميع وتطورت قدراتها الفنية كثيرا ،واعتبرت أن العمل لهذه الفئة «الأطفال «شئ كبير وهم لا يمكن وصفه سيكون له تأثير في موهبتها وتطويرها.‏

ويشاطرها الرأي عبد الغني الموالدي سنه ثانية بيولوجيا بأن هذه الفرصة الفنية لا يمكن أن تمر من دون فائدة كونها أعطت الفريق الفني تنمية رائعة لقدراتهم وموهبتهم ،فهو سابقا كان مشغوفاً بتحريك الكرتون والرسم العادي، أما الرسم على الجدران والبخ لم يمارسها سابقا ويقول : انه لم يعتقد أن يرسم أشياء للأطفال كما الآن لكن ما إن بدأ الرسم حتى خرج معه ما لم يتوقعه لأنها تعكس روح البلد القائمة على الوطنية والمحبة والسلام ،‏

ربا اللحام خريجة فنون تشكيلية ومدرسة رسم اعتبرت أن كل الرسوم تضمنت الهدف العام من المشروع كونها شملت إشارات تدفع للنشاط والحيوية وأنواع متعددة من الفنون أما الرسم على الجدران فكان وفق أسس علمية وليست عشوائية والمساحات اللونية كانت منسقة وتعبيرية وهادفة وما يسعدني هي التعابير الايجابية والفرحة لكل من شاهد هذا المشروع وخاصة الأطفال‏

لتعليم الرسم الجداري‏

المدام دارين خريجة كلية الاقتصاد وأم لطفلين متطوعة في المشروع الذي يعد لها التجربة الأولى كمتطوعة فهي موهوبة تمتلك الموهبة منذ طفولتها وتطورها باستمرار ترى في هذا المشروع الرائع على حد قولها بأنه فرصة ذهبية للأطفال كونهم لا يجدون مكان للعب سوى بالطرقات حيث الخطورة وتهور بعض السائقين الذين لا يقدرون أن هذا الطفل لو وجد مكانا لممارسة هوايته وتفريغ طاقاته باللعب لما وجد الطريق ملعبا له.‏

ولما وجدت رغبة كبيرة لدى الأطفال بمشاركتها الرسم على الجدران تمنت على الجهات المختصة إنشاء مراكز لتعليم الأطفال الرسم على الجدران بأسلوب علمي وفني.‏

دعم نفسي وصديق طفولة‏

مديرة التمويل المالي والتواصل في منظمة sos سورية الآنسة لور قات اعتبرت المشروع جزءا من مشاريع المنظمة في سورية والتي تتضمن إضافة إلى الرعاية والدعم المقدم لفاقدي الرعاية الأسرية والأطفال، تطوير قدرات هؤلاء الأطفال والشباب وبما يساعدهم بالاعتماد على النفس ومواجهة تحديات الحياة في المستقبل من خلال تعلمهم بكيفية التعرف على قدراتهم واهتماماتهم ومواهبهم الفردية والتعبير عنها، من هنا كان اختيارنا للحديقة التابعة لمجلس مدينة قدسيا التي تقع ضمن منطقة مكتظة بالسكان لا مكان للعب الأطفال فيها سوى بالشارع ،وهو ما يشكل خطورة عليهم لتكون أول حديقة تزلج في سورية وجعلها متنفساً لجميع الأطفال والمراهقين دون استثناء وبشكل مجاني.‏

المشروع بدأ بسبعة شباب متطوعين من مؤسسة skate-aid قاموا ببناء المكونات الأساسية للمشروع وبمساعدة المجتمع المحلي ،ثم بعد ذلك بدأت المرحلة الفنية كالرسوم والألوان على الجدران الخارجية والداخلية ،وبعد الافتتاح يوم الاثنين القادم‏

برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل سيتم تدريب الأطفال على التزلج من قبل متطوعين من المؤسسة ليشكلون النواة للكادر المحلي التي ستتولى التدريب فيما بعد،مع الإشارة إلى أننا كمنظمة سعينا ليكون المشروع خارج قرى sos لتعم الفائدة لجميع الأطفال في المنطقة فالحديقة اللعب فيها مجاني للجميع ،وهكذا نكون قد أنشأنا مراكز صديقة للأطفال وبنفس الوقت قدمنا الدعم النفسي وجعلنا روح المشاركة والتعاون والمحافظة على الأدوات هي الروح السائدة بين الجميع .‏

ختاما فان المعروف عن رياضة التزلج أنها تمنح الفرد إحساسا بالحرية فهي رياضة هادفة وتساهم في صقل شخصية الفرد كما أنها تساعده على النهوض في حال سقط ليعيد المحاولة لاحقا ،وبالنسبة لفاقدي الرعاية تساعدهم في تبني مجتمعا داعما محبا قائما على الصداقة لاسيما في حال دمجهم مع أقرانهم في المجتمع ما يساعدهم على تكوين صداقات ما يزيد من عزيمتهم ومهاراتهم في الحياة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية