تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طبيب أم مهندس؟!

عين المجتمع
الاحد 14-7-2019
منال السماك

ربما لم تجر رياح الأبناء كما تشتهي سفن الآباء و الأمهات ، و نتائج الثانوية التي صدرت مؤخرا مثلما أشبعت طموحات البعض و وافقت سقفا مرتفعا لتوقعاتهم ، و كانت حصادا وفيرا لجد و مثابرة و تنظيم وقت ،

قد تكون خيبت أمال البعض منهم و أودعت أحلامهم فيخزائن اليأس و الإحباط ، و كان اللوم والتأنيب والتقريع عصا حاضرة موجهة نحو الأبناء لتقصير و ربما لقلة انتباه و عدم تركيز، فكانت النتائج ليست على مقاس التوقعات الوردية ، الذي يرنو نحو كليات علمية تؤهب لممارسة مهن نبيلة كالطب و الصيدلة و الهندسة، والتمتع ببريستيج اجتماعي في محيط يضفي القداسة و التبجيل على تلك المهن ذات البريق الاجتماعي .‏

مجموع طب.. عبارة يكثر تداولها في موسم نتائج الثانوية العامة ، كما ترتفع درجة الأسف لنقصان بضع علامات تفصل عن دخول كليات علمية ذات قبول و رضا اجتماعي، وفرز بين المتفوقين و سواهم من ذوي القدرات المتوسطة أو ما دونها من الضعيفة التي تهدف للنجاح فقط.‏

كثير من الضغوط يمارسها الأهل على أبنائهم طلاب الثانوية العامة ، و الغاية المشروعة برأيهم تحصيل مجموع كليات طبية و إن لم يكن هندسية ، البعض منهم مارس ضغطا أثناء الامتحانات لافتعال الرسوب لعدم الرضا عن تقديم الامتحان في بعض المواد ، و آخرون لم ترق لهم النتائج فيزجون بأبنائهم في الدورة التكميلية بهدف رفع مجموع النجاح ، تعددت الوسائل و الغاية واحدة نجاح يرفع الرأس و يكون بوابة عبور نحو دراسة الطب ..‏

إنه مستقبلهم لندعهم يصنعونه بأنفسهم بما يلائم ميولهم و يوافق قدراتهم ، فلنوجههم دون قسر و ارغام على تحقيق أحلام ربما لا تشابههم أحلامهم، فلا أظن أن الأطباء والصيادلة و المهندسين هم الأكثر سعادة ونجاحا في العالم...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية