وهو موسم لا يزال حتى اليوم شبه غامض لم يعرف عنه المواطن السوري إلا النذر اليسير مما يسمعه من هنا أو من هناك دون أن يكون الإعلان المطلوب مبرمجاً أو ممنهجاً.
الفكرة التي يبدو أن القائمين على الترويج السياحي لم يفهموها أو ربما لم يكلفوا أنفسهم عناء محاولة الفهم أن الترويج لموسم سياحي في بلد خارج من حرب إرهابية طاحنة، لا يتوقف عند ما يضعونه على الورق من خطط تكون جاهزة لأي اجتماع أو نقاش من باب سد الذرائع أو رفع العتب، بل تقوم على استقطاب السائح الداخلي قبل الخارجي لكون هذا الأخير لن يغامر بالقدوم إلى بلد سعى المتآمرون عليه لتشويه صورته دون أن يشاهد بأم عينه تدفق أبناء البلاد نفسها على السياحة فيها.
لا شك أن للسياحة الخارجية دوراً في تنشيط سياحة البلاد ولا شك أن للمشاركة في المعارض والمؤتمرات الخارجية دوراً كذلك ولكن كلاهما ذو دور متمم للداخلي، فماذا يعني أن يستهدف الترويج السياحي مجموعات السياح الخارجيين، في حين لا يعرف المواطن عن موسمه السياحي شيئاً إلا ما رحم ربي..
وهل يعتقد القائمون على الترويج السياحي أن السائح الخارجي سيعيد الكرة إن اكتشف أنه عمود الخيمة في الموسم السياحي لبلد ما..!!
يبدو أن الترويج السياحي في بلادنا لم يستوعب بعد مفهوم أن البلاد تتعافى وأن الأمل هو ما يجب إظهاره بدلاً من الوقوف عند ما آلمنا من الإرهاب خلال سنوات الحرب..
بل إنهم وعلى ما يبدو لم يخرجوا بعد من مفهوم رمي كل تقصير على شمّاعة الأزمة في وقت باتت فيه سورية شعباً وحكومة تصر على تجاوز الأزمة ورمي سنواتها خارج النطاق الذهني حتى يكون الانتصار كاملاً مكتملاً..
لعل لهم في معرض دمشق الدولي بنسختيه التاسعة والخمسين وتاليتها الستين درساً عملياً في التوجه للداخل كما الخارج بل وقبله..
فهل كان -والسؤال للترويج السياحي- تدفق الدول والشركات في الدورة التالية ليتم لولا ما شهدوه من تدفق شعبيي مليوني في الدورة التي سبقتها.. لعلّهم يتعلمون الدرس..