وقد أعطاه القانون / 52 / والمرسوم / 66 / صفة التحوّل من مشفى إلى هيئة مستقلة إدارياً ومالياً وذلك ضمن نطاق تطوير العمل المؤسساتي وبما يحسّن أداء العمل الصحي بشكل عام.
مدير الهيئة العامة لمشفى الزهراوي الدكتور رفائيل عطا الله أكد «للثورة» على الجهود المبذولة للارتقاء بواقع خدمات التوليد في المشافي العامة والتي تُرافق الجهود الحكومية لتوسيع برامج وخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة على المستوى الوطني ككل.
وبين عطا الله أن المشفى يلبي حالات الولادة العادية والقيصرية وذلك ضمن الخدمات المأجورة بشكل محدود جداً على الرغم من تعامل المشفى مع ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية مقارنةً بالخدمة التي يقدّمها للولادة والطفل والنساء وللمراجعات فيما يخص الأمراض النسائية، عدا عن عمل العيادات الخارجية وتطبيقها لنظام الدور بهدف تسهيل وصول الخدمة للمرضى ورفع نسبة الخدمات المجانية على صعيد العمليات النوعية والخدمات الطبية المختلفة والتي بقيت رمزية مقارنةً بما هو عليه بالقطاع الطبي الخاص.
وأشار مدير عام الهيئة العامة لمشفى الزهراوي إلى العناية التوليدية التي يقدمها المشفى على مدار الساعة خاصةً الولادة القيصرية الإسعافية من خلال كادر طبي متميز من الأطباء والقابلات والممرضات، ودورهم في الكشف المبكّر عن أورام الثدي وسرطان عنق الرحم من خلال برامج متعددة ومتابعة دورية بهدف تحسين جودة الخدمات الصحية المقدّمة لتحقيق نقلة نوعية في مستوى الرعاية الصحية لفئتي النساء والأطفال حديثي الولادة ووفق أفضل معايير الجودة المتبعة في مشافي التوليد والنسائية.
وأشار عطا الله إلى الاهتمام الكبير الذي أولته الحكومة من خلال اتخاذها للعديد من الإجراءات والخطوات للمحافظة على صحة العديد من الشرائح المهمة في المجتمع السوري وتأمين الحياة الكريمة لها وبخدمة شبه مجانية تصل نسبتها إلى 95 %، هذا الاهتمام الذي يأتي بمحاور عدة يأتي أولها بضرورة التشخيص المبكّر للأمراض والذي ينعكس على الوفر الاقتصادي الطبي المهم من خلال هذا الكشف ومراقبته بدلاً من التعامل مع اختلاطاتها الصعبة والخطرة والحد من الخسائر المادية الكبيرة التي تترتب على معالجة هذه الاختلاطات، وذلك من خلال الكم بنوعيه والتي حققته الدولة بقطاعاتها المختلفة بالرعاية والاهتمام في شتى المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
وعن أسباب تزايد الحاجة لخدمات الرعاية الصحية أوضح د. عطا الله بأن أسباب عديدة تطرح موضوع الحاجة الماسة لهكذا خدمات يأتي أولها في معدل الحدوث والانتشار لمختلف أشكال الإعاقة وتزايد عدد المعوقين ونسبة زيادة نمو السكان على سبيل المثال، أو بظهور وانتشار العديد من الأمراض المزمنة أو على صعيد التطور الطبي الذي يزيد معدلات العمر والذي ينعكس على زيادة أشكال وأسباب الإعاقات شيوعاً كالتشوهات الخلقية وزواج الأقارب مثلاً، ومن هذا المنطلق تطرح الهيئة العديد من برامجها التوعوية من خلال أهمية وعقابيل الإعاقات وتسهيل جمع وتحليل البيانات المتعلقة بهذه الإعاقات، والتوجّه نحو بناء الطاقات وتعزيز سبل الوقاية والكشف المبكّر والتأهيل التخصصي من خلال زيادة الوعي والرعاية الصحية والطبية وإعادة تأهيل وتدريب الطواقم التي تقدّم الخدمات الصحية والتأهيلية, وختم عطا الله أنه تم تشكيل مكتب الجودة الذي يعتبر الأساس من أجل تطوير أي مشفى والوصول إلى الاعتمادية، فالهدف تحقيق نقلة نوعية في مستوى خدمات الرعاية الصحية المقدّمة للنساء والأطفال في الهيئة العامة لمشفى الزهراوي للتوليد وأمراض النساء وفق أفضل معايير الجودة المتبعة في خدمات التوليد والنسائية، وأن يصبح مركزاً إقليمياً للبحث العلمي في مجال الصحة الإنجابية وكل ما يتعلق بصحة المرأة.