وقد قالت الحكومة الصومالية انه لا سبيل لوقف القرصنة الا بالاستقرار والامن في البر وليس بواسطة الاساطيل البحرية الاجنبية التي ترسل دوريات في مساحات من البحر تزداد اتساعا0
ونقلت رويترز عن وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله عمر قوله انها مأساة أن تصل الامور الى هذه المرحلة وذلك في اشارة الى زيادة الهجمات على السفن الاجنبية ومن بينها حالة احتجاز رهينة أمريكية على قارب نجاة مضيفا ان ذلك يظهر بوضوح وبصورة قاطعة ان القضية قائمة على الارض ويجب أن تحل على الارض0
وأضاف ان على المجتمع الدولي أن يركز الموارد على المساعدة في بناء قوة أمن وطنية للحكومة الحالية مؤكدا انه بوسع الصومال حل مشكلة القرصنة بالاشتراك مع المجتمع الدولي معتبرا أن الاولوية الاولى هي ارساء حكم القانون ومن أجل ذلك طلبت الصومال المساعدة من المجتمع الدولي لبناء قواتها الامنية0
وقال عمر ان نشر سفن تابعة للاساطيل البحرية لنحو 12 دولة منذ نهاية العام الماضي لم يفلح في وقف القرصنة ولما كانت الدوريات متمركزة بشكل أساسي في خليج عدن فقد دفعت العصابات للعمل لمسافات أبعد في المحيط الهندي0
وأوضح ان القوات الدولية التي أتت الى مياه الصومال غير قادرة على حل المسألة والسبب هو الحديث عن مليون كيلومتر مربع من البحر معتبرا أن الامر محبط جدا وان الفقر لا يبرر ذهاب الناس للقرصنة0
وأضاف ان هناك ثلاثة ملايين صومالي مشردون في مناطق مختلفة من البلاد لكنهم لم يلجؤوا الى الاجرام كي يبقوا على قيد الحياة وان اولئك الذين يمارسون هذا النشاط منخرطون فيه من أجل المال ويمارسونه منذ سنوات ولا يمكنهم ادعاء الفقر0
وأدان الوزير الفدى التي يدفعها مالكو السفن والتي يقول الخبراء انها عامل كبير في اذكاء القرصنة معتبرا انها مكافأة لنشاط اجرامي لاشخاص يعملون ضد المصلحة الوطنية والدولية0
وقد حلقت طائرات مروحية يعتقد أنها غربية فوق مناطق ينطلق منها القراصنة على السواحل الصومالية، ما تسبب في موجة ذعر بين السكان الذين اعتقدوا أن الطائرات ستنفذ غارة جوية. واقترب قارب نجاة يستخدمه قراصنة يحتجزون قبطانا أميركيا رهينة من منطقة الساحل ويعتقد أن وقود القارب قد نفد.
وقال سكان صوماليون إنهم تمكنوا من مشاهدة جنود بيض داخل إحدى المروحيتين اللتين حلقتا لنحو نصف ساعة في منطقة ميناء هاراديري الصومالي المطل على المحيط الهندي.
وأضافوا أنهم يعتقدون أن المروحيتين جاءتا من سفن حربية أميركية قريبة أو سفن أجنبية أخرى تراقب موقعا يشهد مواجهة بشأن رهينة أميركي يحتجزه القراصنة على قارب نجاة.
من جهة أخرى ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن قارب النجاة الذي يستخدمه قراصنة يحتجزون القبطان الأميركي ريتشارد فيليبس قد اقترب من ساحل الصومال.
وأعرب المسؤولون عن خشيتهم من أن القراصنة ربما يحاولون الفرار برهينتهم إذا وصل القارب إلى الشاطئ. وقالت مصادر من القراصنة الصوماليين .
وترددت أنباء عن فشل محاولة لتحرير القبطان فيلبيس اول أمس بعد إطلاق القراصنة النار على جنود اقتربوا من قاربهم. وقال مسؤولون عسكريون أميركيون إن القراصنة أطلقوا النار على مركب صغير انطلق من المدمرة الأميركية بينبريدغ واقترب منهم أمس ولم يصب أحد بسؤ وعاد المركب أدراجه.
وأرسل زعماء قبائل صوماليون وسيطا على أمل إنهاء المواجهة بين البحرية الأميركية والقراصنة الأربعة الذين يحتجزون فيليبس. وقال أندرو موانجورا وهو منسق جماعة إقليمية تتابع أعمال القرصنة يسعون فقط للترتيب لعودة آمنة للقراصنة دون حصولهم على فدية .
من جهة أخرى وصلت إلى ميناء مومباسا في كينيا سفينة ميرسك ألاباما التي اختطف القراصنة قبطانها.
ولم يسمح للبحارة الذين على متنها بمغادرتها في انتظار استكمال عناصر الشرطة الفدرالية الأميركية التحقيق في ظروف اختطاف القراصنة للقبطان.
وكان قراصنة صوماليون قد استولوا على قاطرة سفن أميركية ترفع العلم الإيطالي، وعلى متنها طاقم من 16 شخصاً بينهم عشرة إيطاليين في أحدث عملية قرصنة في خليج عدن.