|
ذوو القمصان الحمر يصعّدون احتجاجاتهم.. هروب رئيس الوزراء وإعلان الطوارئ وانتشار الجيش في بانكوك وكالات ـ الثورة احداث متسارعة وخطيرة يشهدها هذا البلد الاسيوي الذي لا تهدأ الساحة السياسية فيه إلا وتعاود الاشتعال مما أدى إلى تهشيم صورة هذا البلد الذي يعتمد على السياحة كمصدر اساسي لدخله القومي وقد تفجر الوضع الامني في تايلاند بعد ان انتشر الجنود والعربات المدرعة امس الاحد في شوارع العاصمة التايلاندية بانكوك، وذلك في أعقاب إعلان السلطات حالة الطوارئ في المدينة وضواحيها وازدياد وتيرة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في جميع أرجاء البلاد. فقد تحدثت التقارير عن انتشار العديد من الجنود والعربات المدرعة في المنطقة التجارية المزدحمة وأنحاء أُخرى من المدينة في أعقاب زيارة رئيس الوزراء، أبيسيت فيجاجيفا، ونائبه، سوثيب ثونجسوبان، لمبنى وزارة الداخلية امس وفرارهما لاحقا على وقع إطلاق النار ومطاردة المحتجين لسيارتيهما. إلا أن وكالة الأسوشييتد برس للأنباء نقلت عن المتحدث باسم الجيش، الكولونيل سانسيرن كايوكامنرد، قوله إن نزول الجيش إلى شوارع بانكوك لا يُعدُّ مؤشرا على وقوع انقلاب وشيك، بل هو إجراء يرمي إلى استعادة الأمن والنظام في البلاد. نريد أن نطلب منكم التوقف عن مثل هذا العمل. إنه من الضروري بالنسبة للحكومة تبني الإجراءات التي يسمح بها مرسوم الطوارئ، وذلك لكي نعيد الأمة إلى حالة السلم وقد حذَّر أبيسيت المتظاهرين من مغبَّة المساس بالنظام العام والإخلال بالأمن، مطالبا إياهم بإنهاء احتجاجاتهم وإلا واجهوا إجراءات قاسية تسمح باتخاذها حالة الطوارئ التي أعلن عنها امس. ففي بيان متلفز موجَّه إلى المتظاهرين بُعيد ساعات من مهاجمة سيارته إثر خروجه من مبنى وزارة الداخلية، قال أبيسيت: نريد أن نطلب منكم التوقف عن مثل هذا العمل. إنه من الضروري بالنسبة للحكومة تبني الإجراءات التي يسمح بها مرسوم الطوارئ، وذلك لكي نعيد الأمة إلى حالة السلم. وكان رئيس الوزراء قد قال في خطاب متلفز وجَّهه إلى الشعب التايلاندي في وقت سابق إن حملة الاحتجاجات الرامية إلى إزاحته عن منصبه قد دمرت نفسها بنفسها بسقوطها في «فخ اللاشرعية». ووصف أبيسيت، الذي تطالبه المعارضة بالتنحي عن منصبه، المحتجين بقوله إنهم «أعداء تايلاند»، مؤكدا على أنه لن يتزحزح عن كرسي رئاسة الحكومة. كما تحدَّث أبيسيت إلى الصحفيين عبر الهاتف بُعيد فراره من مبنى وزارة الداخلية قائلا: أنا آمن، ولم أمس بأذى، لكن أحد المسؤولين لدي قد اعتُقل. أريدهم أن يطلقوا سراحه، وذلك لكي يتسنى له تلقي العلاج لأنه مصاب. جاءت هذه التطورات بُعيد لحظات من حديث أبيسيت في مبنى الوزارة المذكورة حيث أعلن عن فرض حالة الطوارئ في بانكوك وفي المناطق المحيطة بها. وتجمع آلاف المتظاهرين في مجمع مبنى الوزارة، وبث التلفزيون المحلي لقطات لحشود المحتجين الذين ارتدوا قمصانهم الحمر التي تشير إلى أنهم من المناوئين للحكومة، وقد حملوا الأسلحة والعصي. وقالت التقارير إن رجال الشرطة الذين كانوا يحيطون بمبنى الوزارة لم يبذلوا بادئ الأمر أية جهود تُذكر لتفريق المحتجين أو منعهم من اقتحام مقر الوزارة، إلا أنهم بدؤ وا لاحقا بإطلاق النار في الهواء لمنع المزيد من المحتجين من ولوج المبنى. وقد تجمع عدد من المحتجين أمام مبنى قيادة الشرطة في بانكوك، بينما احتشد أكثر من أربعة آلاف متظاهر آخر أمام مقر الحكومة. وجاء الإعلان عن فرض حالة الطوارئ عقب تعهد أبيسيت بأن حكومته ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد المتظاهرين الذين أرغموا السلطات على إلغاء القمة الآسيوية التي كان من المقرر أن تنطلق في منتجع باتايا الساحلي بتايلاند يوم السبت. وكانت السلطات قد ألقت القبض في وقت سابق على زعيم المحتجين قبل أن يقتحم أنصاره مبنى وزارة الداخلية في العاصمة.
|