سامحونا..
إن تجمعنا كأغنام على ظهر السفينة..
وتشردنا على كل المحيطات سنيناً.. وسنينا..
عذراً منكم يامن غادرتم بلادكم في وقت احتاجتكم فيه.. كانت سنداً لكم لسنين وسنين.. خرجتم منها هاربين عابثين بها إلى بلاد لا تعنيكم.. حاملين زادكم من خيرات سورية... أموالكم وشهاداتكم وأولادكم ولكن للأسف.. ظننتم أنكم تهربون من إرهاب وموت صدرته لكم تلك البلاد.. أمنتم على حياتكم من يخون الأمانة..
بلاد أرادت أن تكبر باسمكم... طعنتها في ظهر سورية كبيرة... نسيتم الجرح الأكبر واختبأتم خلف جراح صغيرة..
من سوري حر إلى لاجئ.. هذه هويتكم الجديدة... أصبح اسم لاجئ لقب يرافق هوياتكم الغريبة.. تخليتكم عن هويتكم السورية لتحملوا جنسيات مختلفة فرحين بها فرحة طفل صغير بلعبة.. نسيتم .. عفواً تناسيتم بلدكم.. تزودتم منه ونهلتم من خيراته حتى خفتم على زادكم وقدمتموه لبلاد غريبة استغلت ضعفكم..
حيف عليكم من سوريين شربوا ماء سورية وتنفسوا هواءها ويوم ناداكم الواجب تجاهلتم كل شيء وهربتم ليكون مصير الكثيرين منكم ليس كما أراد وليس كما خطط له.. حلمتم بجنة ليست لكم.. بهواء ليس هواءكم.. ملوث بكلمات ووعود.. عرفتم خيبتكم ولامستم ماكان مخبأ لكم من أقدار لم تكن بالحسبان وانتهت أحلامكم في عرض البحر.. وقبل أن يصل بعضكم شاطىء الأحلام ...
أصبحتم سيرة ووسيلة لبلاد تدعي الإنسانية في وقت استغلت فيه الإنسان.. بلاد صدرت الإرهاب لنا ودفعت بنا إلى الموت بكل الطرق والسبل وكان سبيلها الأخير سرقة عقولنا واليد العاملة. لتقبلوا بأعمال ترفضونها في وطنكم..
سامحونا... سترددون هذه الكلمة كثيراً
كيف ستسامحكم أمكم سورية الجريحة ليس من الإرهاب وحسب بل قتلتموها بأيد سورية.. سورية وطنكم احموها تحميكم...