ولقد تعزز هذا الاهتمام ليس فقط باستقطاب المعارض الفنية التشكيلية في صالة العرض الأساسية، وانما باستضافة معارض أخرى للفن التشكيلي في بهو الدار، أي أنها تستضيف معرضين في وقت واحد.
ثم أليست مفارقة صارخة أن تتعزز المعارض في دار متخصصة بالموسيقا، وتتراجع أو تتوقف في الصالات المتخصصة بالفن التشكيلي، حيث باتت دار الأوبرا في هذه المرحلة محط أنظار الفنانين التشكيليين الراغبين بإخراج أعمالهم الى دائرة الضوء الإعلامي، رغم الصعوبات التي تعترض مغامرة العرض، في مرحلة الازمة الاقتصادية الخانقة.
لاشك ان البعض يريدون العرض في هذه المرحلة الصعبة بالذات، لإيمانهم أن الفن هو منطلق للحوار مع الاخرين، وبالتالي منطلق لإزالة هذه العزلة، التي تغمر الحياة الفنية والثقافية وتصيبها بالاحباط والشحوب.
كما أن وجود معارض متواصلة في الدار من شأنه ان يخلق حواراً بين الفنان التشكيلي وجمهور الفن الموسيقي، وهذا يساهم في توسيع دائرة الفنين معاً، ويعمل على ايجاد حالة من المقاربة بينهما.
هكذا تستمر البرامج وتتواصل العروض خلال السنوات الصعبة، وتتخذ الخطوات، الرامية الى دعم تطلعات المشاريع والفعاليات الفنية والثقافية، من أمسيات موسيقية وغنائية وعروض ومعارض فنية وندوات ولقاءات عربية ودولية.
وعلى هذا تبدو دار الأوبرا احدى أهم الانجازات الحضارية والتاريخية، التي حققتها سورية الحديثة، ومن خلالها تتم استعادة دورة الأحلام والحضارات، بعد أن تحول هذا المكان إلى ملتقى لعشاق الفنون السمعية والبصرية وغيرها.
facebook.com/adib.makhzoum