ولعل في تساؤلات بعض الصحفيين الغربيين لمحات من التعامي المقصود عن دور معظم دول القارة العجوز في إشعال الحروب وخلق الفوضى، متراكضة خلف السياسات الأميركية وقبل الرد عن أسئلة الصحفي البريطاني روبرت فيسك هل من أجوبة عن الدور الفرنسي القذر في تدمير ليبيا؟ وأين هو الدور البريطاني في غزو العراق؟ وأين دور أغلب حكومات أوروبا والعالم» المتحضر» في الحرب القذرة على سورية ليأتي الجواب على فم طفل سوري ينتظر على حدود حلم السلام المزعوم ويردد «أوقفوا الحرب على بلادي لا نأتي إلى بلادكم».
مصالح مشتركة تربط ممالك النفط والغاز بالحكومات الأوروبية التي تغمز إلى السعودية لينالها بعض المساعدات المالية على اسم اللاجئين مقابل احتضان الإنسان الآتي من أي مكان في العالم وخاصة من سورية.
صحيفة «الاندبندنت» البريطانية نشرت مقالاً للكاتب ومراسل الصحيفة روبرت فيسك بعنوان: «ديفيد كاميرون نكس العلم في رحيل الملك السعودي عبد الله..فهل يفعل الأمر ذاته من أجل الصغير أيلان؟»، متسائلاً عن سر حرص كثير من السوريين على اللجوء إلى القارة الأوروبية، بدلاً من التوجه إلى دول الخليج الغنية ؟!
وانتقد روبرت فيسك سياسة رئيس الوزراء البريطاني تجاه اللاجئين السوريين، وخاصة تصريحاته بأن بلاده لا تستطيع تحمل المزيد من هؤلاء اللاجئين وأشار أنه يبرز من خلال الهوة المتزايدة على نحو غير مسبوق بين شعوب القارة الأوروبية وقادتها غير الأخلاقيين تحدٍ أكثر خطورة بالنسبة لمستقبل هذه القارة.
فيسك استغرب حرص المعوزين في الشرق الأوسط على اللجوء إلى أوروبا رغم الصورة السلبية السائدة عن القارة العجوز، والغرب عموماً، في منطقة الشرق الأوسط.
وقال: بالنسبة لنا، نحن الأوروبيين من نُفجِر ونُفسِد ونغزو المسلمين في الشرق الأوسط، نحن من ندعم الديكتاتوريات الفاسدة في الشرق الأوسط، نحن من نمتص ثرواتهم حيث النفط والغاز الطبيعي.
وتساءل الكاتب البريطاني مجدداً: لماذا يأتون إلينا بدلاً من الذهاب إلى دول الخليج الثرية مثل السعودية؟
ولفت إلى أن من بين ملايين اللاجئين السوريين فضل مئات الآلاف عدم التوجه إلى لبنان وتركيا والأردن، .. وقال: المعوزون في الشرق الأوسط لا يتوجهون إلى السعودية، ولا الممالك الغنية في الخليج، لطلب المساعدة من الحكام الذين بنوا المساجد الضخمة، والذين يعتبرون حفظة للأماكن المقدسة. مضيفاً، أن اللاجئين لا يقتحمون شواطئ مدينة جدة على البحر الأحمر، مطالبين باللجوء والحرية في البلد الذي دعم طالبان وخرّج منها أسامة بن لادن.
وقال، إنه لا يعتقد أن دافع اللاجئين للقدوم إلى أوروبا هو معرفتهم الكافية بقارتنا وتاريخها. وقبل أن يجيب على كل تساؤلاته، قائلاً «إنهم: أي: هؤلاء اللاجئون» يعرفون أنه على الرغم من ماديتنا وضعف تديننا، فإنه لا تزال فكرة الإنسانية حية في أوروبا».