.. والكيان الإسرائيلي عابر وغير قابل للاستمرار
شؤون سياسية الثلاثاء 15-5-2012 منير الموسى تمخضت الحركة الصهيونية التي أسسها تيودور هرتزل في المؤتمر الصهيوني في بال 1897 عن كيان صهيوني يبحث منذ ذلك الوقت عن «دولة يهودية» واعترف به العالم الغربي لرؤيته أن هذا الكيان سيشكل ذراعاً متقدمة للقوى الاستعمارية في الوطن العربي
وعيناً له تسهر على مصالحه الاقتصادية والسياسية وسرقة النفط العربي والثروات العربية وإشغال العالم العربي عن التقدم والتنمية الصحيحة والإبقاء عليه مقسما غير قادر على حماية طرق الملاحة لمصلحته.
وتأسس الكيان الغاصب لفلسطين بالاستناد إلى أساطير التلمود ولا يزال الغرب يشرع لهذا الكيان بالاستيطان في الأراضي العربية المحتلة وطرد السكان العرب منها وما يجري في القدس والضفة الغربية حتى الجولان السوري من تشييد للمستوطنات يشير إلى أن الدول الغربية التي هرعت للاعتراف بإسرائيل منذ عام 1948 لا تزال تدعم هذا الكيان> ولاسيما بريطانيا وأميركا وألمانيا وفرنسا، وهي الدول ذاتها التي تريد الانتهاء من القضية الفلسطينية بشتى الوسائل وضرب الدول التي تدعمها،. ومن جملة الوسائل التي استخدمت في تأسيس الكيان الصهيوني كان الإرهاب في المقدمة فقد قامت العصابات الصهيونية بداية ومنها الهاغانا والشتيرن والبالماخ بطرد السكان العرب الفلسطينيين بإرهابهم بنحو 540 مجزرة في الوقت الذي كان العالم الغربي ودوله العظمى يمارسون التضليل الإعلامي على الرأي العام الغربي بالحديث عن المحرقة وتضخيمها ودر الشفقة على اليهود، والمستهجن في الأمر أن من وقع الظلم عليه كما يزعم زعماء الصهيونية لن يقوم في الوقت ذاته من وقوع ذاك الظلم عليه « في الأربعينيات من القرن الماضي» بظلم الآخرين بتلك الوحشية التي ارتكبت بها المجازر بحق الشعب الفلسطيني ولا بالانتقام ممن لم يظلمه.
حتى إن قادة العصابات الصهيونية غدوا فيما بعد رؤساء وزعماء لإسرائيل ولكل واحد منهم مجزرة ارتكبها واستحق من أجلها لقب سفاح، مثل شارون، وبن اليعازر، وبيرس، وشامير، ورابين، وبن غوريون وغيرهم وهم الذين نفذوا التطهير العرقي بحق العرب وتركوا الحبل على الغارب لعصاباتهم في نهب المدن والقرى الفلسطينية وكانوا يفاخرون بسجل أسود من الجرائم الصهيونية وفي الوقت نفسه يستدرون العطف من القوى الاستعمارية التي سكتت عنهم نظراً للدور المطلوب من إسرائيل بعد قيامها، ولاسيما محاكاة تجربة المجازر التي ارتكبت في الأميركيتين على يد من سماهم التاريخ الغربي بالفاتحين في أميركا اللاتينية وغيرها التي سقط فيها أكثر من 100 مليون من السكان الأصليين من الهنود الحمر، وبذلك نجد الغرب يحاكيها أيضاً عبر حروبه المباشرة وغير المباشرة وحروب الأطلسي وعبر إسرائيل التي لا تزال تنتهج الحروب العدوانية منذ 1948 حتى 1956 و1967 وضرب الوطن العربي ومنع العرب من تحقيق مشروعاتهم القومية وبث الفوضى بكل الطرق المتاحة فيه مثلما قامت في عمليات تدريب المنظمات الإرهابية في إفريقية وآسيا وأميركا اللاتينية، وأهم وظيفة تلعبها إسرائيل هذه الأيام مع دول في المنطقة مثل السعودية وقطر وتركيا أردوغان (وهي الدول التي سهلت للإمبريالية حروبها في تدمير العراق وليبيا) هي محاولة زعزعة استقرار سورية عن طريق تدريب العديد من عناصر ضالة ومرتزقة، المراد منها أن تعمل على شاكلة تلك المنظمات الإرهابية. ومعروف عن إسرائيل أن واحدة من وظائفها هي اغتيال العلماء العرب ومنع أي ثورة علمية أو تكنولوجية في العالم العربي وإشعال الحروب الأهلية. وفي ذكرى مرور 64عاماً على النكبة مازالت إسرائيل بنظر صانعيها صالحة لتؤدي دورها الوظيفي المرسوم لها في ظل حالة من النفاق العالمي والضعف العربي والدعم الغربي اللا متناهي لها، ولكن مهما يكن هذا الدعم قوياً فكل الباحثين في علم المجتمعات وخاصة بعض المؤرخين الإسرائيليين الجدد مثل بيني موربس، يرون أن هذا «الكيان» غير قابل للاستمرار لأن من شعب إسرائيل لم يعرف الراحة في المنطقة أقله بسبب الظرف الذي يتطلبه الدور المرسوم لإسرائيل أن تؤديه بلا هوادة.
|