إلا أن الإنسان يصبح أكثر ابداعاً وابتكاراً في أوقات الأزمات، ففي الوقت الذى انحصر فيه تركيز جموع العلماء على الطاقة المتجددة شمسية منها و ريحية ، أتى البعض الآخر بحلول مبتكرة لمشكلة الطاقة و تكمن تلك الحلول فى الحصول على الطاقة من «القمر».
فالعقول المفكرة وجدت الحل لمشكلة الطاقة من القمر، فمن تأثير جاذبيته «طاقة مائية»، ومن الغازات المختزنة فى تربته «طاقة اندماجية»، ومن موقعه بين الشمس و الأرض «طاقة شمسية»!!
الطواحين المائية:
اعتمد البشر لسنوات طويلة على القمر فى إنتاج الكهرباء، فهي ليست فكرة مستحدثة، باستغلال تأثير جاذبية القمر على الأرض و التى تسبب حدوث ظاهرة المد و الجزر. تنتشر السدود على المسطحات المائية حول العالم لتحصر المياه الزائدة فى أوقات المد وتطلق سراحها فى أوقات الجزر فتندفع بقوة لتدير توربينات تحول الطاقة الحركية إلى كهرباء. لكن ليست تلك هى الطريقة الوحيدة الممكنة للاستفادة من ظاهرة المد و الجزر ، فكما نستفيد من طاقة الرياح و نحولها إلى كهرباء باستخدام طواحين الرياح ،يمكننا بالمثل الاستفادة من طاقة التيارات المائية لتتحول إلى طاقة كهربائية عن طريق طواحين مائية!!ففي قاع البحار والمحيطات تكون المياه فى حالة حركة دائمة متأثرة بسيطرة جاذبية القمر عليها.وطاقة الحركة تلك قادرة على تدوير شفرة مروحة عملاقة توضع فى قاع البحار و المحيطات ، تتصل تلك المراوح بتوربينات تحول الحركة إلى كهرباء.
وتتميز الطواحين المائية بعدم حاجتها إلى مساحات من اليابسة أو مزارع واسعة لتُنشئ عليها،وللقلقين بشأن الحياة البحرية تؤكد الأبحاث أن لا تأثير لتلك الشفرات العملاقة عليها، فسرعة دورانها بطيئة نحو 20 دورة فى الدقيقة لتسمح بمرور الأسماك و الكائنات البحرية من خلالها فلا تشكل خطرا على حياتها.
الطاقة الاندماجية القمرية:
و من جاذبية القمر إلى تربته التى تزخر بملايين الأطنان من غاز «هيليوم-3 »، و بالرغم من عدم وجوده فى الطبيعة على الأرض إلا أنه مطمع للبشر، فهو الوقود المنتظر للتفاعلات الاندماجية. كالتي تحدث فى قلب الشمس وتولد الطاقة والحرارة التى تصلنا هنا على كوكب الأرض، تحدث نتيجة «اندماج» أو التحام ذرتين أو أكثر لتصبح ذرة واحدة و يصاحب هذه العملية انطلاق طاقة هائلة . تُعد تلك هي الطاقة المستقبلية التي يطمح العلماء في التوصل إلى وسيلة لإنتاجها على كوكب الأرض .
وعملية التنقيب عن غاز الهيليوم-3 تعد هي المهمة الأصعب ولكنها تستحق بكل تأكيد ، فحمولة مركبة فضائية واحدة من هيليوم -3 بسعة 20 طناً تكفي لإمداد الولايات المتحدة الأميركية بالطاقة لمدة سنة كاملة.
محطة توليد ضخمة: وفكرة أخرى لتحويل القمر إلى محطة ضخمة لتوليد الطاقة ثم اعادة بثها إلى الأرض.
حيث يتميز القمر بموقع إستراتيجي بين الأرض و الشمس فكما تتمتع الأرض بضوء الشمس ، ينال القمر أيضا قسطاً وافراً منها كافياً لجعله مضيئا و تقدر كمية الطاقة التى تصله من الشمس بنحو 13000 تريليون واط تكفي نسبة واحد بالمئة منها لسد حاجة الأرض من الطاقة.
القمر هو التابع الطبيعي للأرض و يعتقد أنه كان فى يوم ما جزءاً لا يتجزأ منها ،لذا فإن استغلاله لخدمة بني آدم و ضمان استمرار بقائهم هو أمر ضروري ،وخاصة لامتلاكه المقومات اللازمة لحل مشكلة عويصة تنتظرنا عاجلا أم آجلا، فمن القمر طاقة تثبث في الأرض حياة...