، لا عون لهم سوى رحمة الله والأيادي البيضاء التي تضمد جراحهم وتخفف عنهم هول المصيبة، هدايا الإرهاب سقطت فوقهم شظايا إن لم تقطع رؤوسهم فقد قطعت أوصالهم وكسرت ظهورهم، فالوالدة لجأت إلى أهلها مع بناتها والأب استنفر بورشة عمل لترميم ما تهدم والأبناء انقطعوا عن مدارسهم وأشغالهم وأصبحوا بلا مأوى متنقلين من مكان إلى آخر.
«الثورة» التقت بعائلة من أهالي حي القزاز المنكوب وعادت باللقاء التالي:
محمد أيمن بلالي / عامل قال: لم نكن نتخيل أن هذا الانفجار الإرهابي قادر على التدمير بهذه الوحشية فلم يبق شيء على حاله قامت الدنيا ولم تقعد وحيث تنظر لا تجد إلا الدمار جدران مهدمة ونوافذ طارت من مكانها وأثاث محترق وأسقف لم تعد موجودة وأرض مشتعلة جراء هذا التفجير والأذى الأكبر كان في الأرواح بسبب الشظايا القاتلة.
بدوره الابن الأكبر محمد عيد / طالب ثانوية قال: أحسست أن جزءاً من كياني قد انتزع حين رأيت الخراب يلحق بمدرستي الثانوية الصناعية الثانية الواقعة خلف مكان التفجير، حتى في منزلي لم يبق شيء بحالة سليمة، دفاتري وكتبي تمزقت، يعتصر الألم قلبي لهول ما حصل في حينا.
أبناء هذه الأسرة محمد عمر ومحمد علي طالبان في المرحلة الإعدادية: تمزقت قلوبنا قبل منازلنا، ارتجت عقولنا نتيجة ما حصل من دمار، حالة ذهول ورعب أصابتنا فبتنا بدون منزل نجوب الشوارع طولاً وعرضاً ونتساءل عمن يحاول سرقة الأمان من قلوبنا.
أم محمد زوجة محمد أيمن منعتها إصابتها بشظيتين في الخاصرة والكتف من الكلام وهي حالياً مقيمة في منزل أهلها ولا تعلم ما حل بمنزلها من دمار، لا تملك هذه الأسرة قوتها اليومي فإن عمل الأب تأكل الخبز وإن لم يعمل لن تجد شيئاً تأكله فما ذنب هذه العائلة التي شردها وحطم حياتها الإرهاب والأعمال الإجرامية والتي يريدها أعداء الحرية باسم الحرية.