فتفجيرات دمشق وما سبقها من تفجيرات إرهابية، كانت ترجمة واضحة للإحباط والفشل الذي وصلوا إليه بتحقيق أهدافهم في النيل من الشعب السوري، وإظهاراً لحجم الانهيار الذي أصاب مشروعهم الصهيو أميركي لتفتيت سورية وتقسيمها على هواهم ليسهل عليهم السيطرة على الشرق الأوسط.
إن مثل هذه الأفعال الإجرامية محال أن تجري بواسطة جهة واحدة، فمن المؤكد أن عملاء الموساد وراءها مخططاً فلأولئك تاريخ طويل بقهر الشعوب وهم زارعو الموت في كل مكان وطئت فيه اقدامهم القذرة لتكون القاعدة صاحبة براءة الاختراع الاميركي بامتياز أداة القتل، فقد رأينا هول هذا الموت في العراق ولبنان وأفغانستان والصومال، إنه الموت الذي تأسست عليه الامبراطورية الأميركية الوهمية على الجماجم منذ نشأتها عندما أبادت ملايين الهنود الحمر.
إن العقلية النازية الإلغائية الإقصائية لا تريد أن ترى الديمقراطية في العالم العربي إلا من خلال عباءات ملوك الملح ومشيخات النفط في الخليج، الذين لا يجيدون سوى الانحناء لأميركا وإسرائيل حتى كادت وجوههم تلامس الأرض وهم واقفون، وهدف الغرب من ذلك هو توطيد أركان لأنظمة هلامية لا ملامح لها في المجال الديمقراطي أو الإنساني، وتعطي مساحة مفتوحة لكل الموتورين والموبوئين كي يقتلوا مرات ومرات بادعاءاتهم السخيفة التي تنمُّ عن حقد أعمى.
إن المجموعات الارهابية المسلحة وقوى الغرب التي تريد خلط الأمور وإفشال خطة المبعوث الأممي كوفي أنان إلى سورية، ولذلك بانت نياتهم منذ انطلاقتها حيث عمدوا إلى سياسة التشكيك بها، وارتكاب الجرائم لإفشالها وقوى الغدر والعمالة ارتكبت هاتين الجريمتين الإرهابيتين رداً على نجاح انتخابات مجلس الشعب التي تمّت بصورة ديمقراطية.
إنه السقوط الأخلاقي للغرب وعربان الخليج ومن يدور في فلكهم، الذي مهّد لهذه الجرائم لأن اولئك الذين قادوا هذه السيارات المفخخة تغذّوا ونشؤوا فى بيئة الفتنة التي روّجت لأفكارهم السلفية التكفيرية الإرهابية.
سوريا وإن كانت مجروحة اليوم ومدمّاة، ولكنها المنتصرة على المؤامرة، ويوماً بعد يوم يتأكد الشعب السوري أن الأمور أصبحت في خواتيمها وأن الضوء بدأ بالظهور في نهاية النفق المظلم ولابد من رؤية شمس الحق والحقيقة.
daryoussi@hotmail.com