وبينت احصائيات المسح الاجتماعي الذي أجرته الجمعية بهذا الفحص أن 12٪ من المجموع السابق لديهن إصابات لا زالت في مراحلها الأولى وهي غير مكتشفة وقد منح هذا الكشف الباكر لهؤلاء حياة جديدة لان اكتشاف المعضلة في بدايتها بالنسبة لسرطان الثدي بصفة خاصة يعني شفاء تاما وكاملا منه ويشكل حماية للأسرة ، فمرض الأم ألم كبير لكافة أفراد العائلة (الأم تلم الجميع)، كما دلت الإحصائية على وجود 7٪ لديهن كيسات دهنية سليمة.
مع الأمهات
لم تجد السيدة رويدة مزهر 39 عاما، هي أم لـ 3 أولاد إلا العتب على التقصير بحقهن كأمهات حيث لا يذكرهن احد بأهمية الكشف الباكر إلا في ذكرى عيد الأم وتمنت على الجمعية السورية لأمراض الثدي ووسائل الإعلام المزيد من الاهتمام بهن في هذه المسألة وسواها طوال السنة وشكرتهم على الكشف المجاني لما له من أهمية تحفيزية تجعل المرأة تتنبه لنفسها أكثر.
السيدة عفاف الطيب (أم لـ 5 أولاد 44 عاما) قالت: والدتي أصيبت فجأة بسرطان الثدي وقد تأثرنا جميعا بما آلت إليه أمورها ولذلك تجدني الآن أكثر حرصا على وضعي الصحي ووضع بناتي أيضا حيث قمت بالفحص مع ابنتي 15 عاما وأنا أشجع كافة الأمهات على هذا الإجراء الضروري والدائم مرة واحدة في العام.
السيدة ابتهال محمد 43 عاما راجعت الجمعية منذ عامين وتبين أنها تعاني ورما في بدايته فجرى استئصاله مباشرة وهي الآن تتمتع بصحة وعافية.
400 حالة سنوياً
وفي هذ ا الجانب يحدثنا الدكتور ياسر صافي علي أمين عام الجمعية السورية لأمراض الثدي عن أهمية الكشف المبكر بالقول: إن سورية باتت تكتشف يوميا حالات جديدة لسرطان الثدي وهذه النسبة بتصاعد مضطرد ما لم نضع الضوابط والعلاجات الباكرة والاستراتيجيات التي تسمح بتطويق المشكلة ونحن نجد 400 حالة إصابة حديثة في السنة تقريبا.
لذا لا بد من وضع استراتيجية للكشف الباكر عن سرطان الثدي في المرحلة ما قبل السريرية.
في أغلب الأحوال فإن سرطان الثدي لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن تجنبه. الحل الوحيد الممكن اقتراحه اهتمام المرأة بنفسها كاهتمامها بأولادها وإجراء استقصاء دوري ودائم فأفضل فائدة تكون قبل ظهور أعراض الاصابة وبمرحلة تالية منذ ظهور بعض الأعراض السريرية أو بعض علامات الإنذار.
حيث يتم وضع برامج وطنية للاستقصاء الجماعي، تهدف الى تشجيع السيدات للخضوع للماموغرافي (التصوير الشعاعي للثدي) بشكل منتظم ما يسمح بالكشف عن أورام الثدي منذ البداية.
آلية عمل
وأضاف أنه يتم الشروع بالكشف الباكر عن سرطان الثدي بحسب المجتمع-ونظامه الصحي طاقته الاقتصادية . وبالتالي فإن منهجية العمل يجب أن تتلاءم مع المجتمع ووضعه العام.
بعد ذلك لا بد من وضع استراتيجية للكشف الباكر عن سرطان الثدي في المرحلة تحت السريرية.
هذه الفعالية الصحية الهامة تبدأ باستدعاء السيدات للخضوع لفحص الماموغرافي قبل ظهور الأعراض أو العلامات السريرية أي القيام بفحص دوري لسيدات صحيحات بصفة عامة.
-إن برنامج الكشف الباكر لا يمكن أن يرى الضوء.
-إذا لم يخضع لبروتوكول مسبق، دقيق ومفصل.
-إذا لم يحدد طريقة الحصول على المشاركة الفعالة للسيدات المستهدفات
-إذا لم يضع طريقة للتقييم المستمر بحيث تسمح بإدخال التعديلات الضرورية خلال تطبيق البرامج.
-بشكل خاص، إذا لم يكن هناك نظام واضح يسمح-بشكل فعال-التدبير العلاجي المناسب للحالات المستقصاة لسرطان الثدي.
إن البرنامج الوطني للكشف الباكر عن سرطان الثدي لا يمكن أن يكون عفويا بل يجب أن يكون ثمرة تفكير عميق ومطول من قبل فريق عمل متعدد الاختصاصات يشارك فيه اخصائيون بالصحة العامة وممثلون عن مختلف أطياف الاختصاصات الطبية المعينة، وأيضا أخصائيون بالاستقصاء الصحي وممثلون عن الجهات الرسمية والعامة .
أما د. سهيل سمعان رئيس الجمعية السورية لأمراض الثدي فقال:
الهدف هو الكشف الباكر في مرحلة الحجم الصغير جدا أي قبل مرحلة الانتقالات العقدية . في هذه المرحلة المعالجة تكون أكثر فعالية وتقل العقابيل الجسدية والنفسية وذلك بواسطة فحص بسيط، وهو الماموغرافي.
كما أن الاستقصاء عن سرطان الثدي القائم فقط على الفحص السريري وعلى الجس الذاتي ، يؤدي على ما يبدو الى انقاص الوفيات بسرطان الثدي بشكل جيد.
إضافة لذلك فإن وضع برامج وطنية للكشف الباكر عن سرطان الثدي هو أولوية إنسانية اقتصادية واجتماعية يتأثر بموجبها المجتمع بأكمله فالمرأة التي تتمتع بالصحة لن تفيد نفسها فقط بل وعائلتها أيضا على أقل تقدير واكتشاف المشكلة في بدايتها، من جهة أخرى يوفر على الدولة أكثر من 1،2 مليار ليرة سنوياً.