فإلى جانب تأمين المعامل والمصانع كانت سلسلة حلقات الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية تأخذ طريقها في كل التجمعات العمالية على امتداد الجغرافية السورية بعد أن استطاع اتحاد نقابات العمال الذي تأسس عام 1938 أن يخوض جميع المعارك النضالية ويفوز بها مما مكنه عام 1968 من إصدار التنظيم النقابي بالمرسوم رقم 84الذي نظم عمل الاتحاد والعام كل ذلك بفضل جهود الحزب والثورة التي أرست دعائم الاستقرار واعتبر عام 1972 عضوا مؤسسا مع ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية.
ولعل الأبرز في هذا المقام جملة المكاسب والعطاءات التي نالها العمال من ناحية قوننة تنظيم العمال بجعلهم يخضعون لقانون العمل الذي يضمن استمرار عملهم ويضمن بقاءهم في العمل ويؤمن لهم الأمان الوظيفي، ووجود صندوق عمالي يساعد العمال على مواجهة الصعاب في المستقبل وبالاضافة إلى تأمين الرعاية الصحية للعاملين وأسرهم من خلال سن قانون الرعاية الصحية والتأمين الصحي وفي هذا السياق لابد من ذكر الفحوص الدورية التي يجريها العاملون وعائلاتهم وتأمين العمليات الجراحية المكلفة للعمال أو لعائلاتهم وأيضا سن قانون الجهد الأكبر لمن يزاول مهنة شاقة وصعبة واعطائه مدة خدمة تصل إلى سنة ونصف عن كل سنة عمل. وإقامة الندوات الصحية والتوعوية حول مخاطر المهن والسلامة المهنية، وذكر السيد حاتم الجغصي أمين شؤون الخدمات الصحية والاجتماعية في اتحاد عمال دمشق دور الحزب الرائد في مسيرة التعليم حيث أولى الحزب الدور الرئيس في تثقيف العمال تثقيفا عقائديا وتثقيفا علميا منهجيا .فكان له دور في إقامة دورات محو الأمية ودورات اللغة الأجنبية ودورات الحاسب ليكون العمال على أحسن دور في مواكبة التطور الحاصل وكذلك وجود رياض أطفال لأبناء العمال والعاملين.
مؤكدا أن حزب البعث الاشتراكي كان له الدور الأبرز في تصعيد نضال الطبقة العاملة وتعزيز مواقفها وتحفيز العمل النقابي على الساحتين العربية والدولية حيث أحبط جميع المحاولات الرامية للمس بوحدة العمال والنيل من حقوقهم ومكتسباتهم وقد ناضل اتحاد العمال في سورية لتجسيد وحدة الطبقة العاملة العربية وأثمرت جهوده مع بعض المنظمات النقابية العربية فكان تأسيس اتحاد العمال العرب 1956 ...
لقد تصاعدت مبادرات التنظيم النقابي انسجاما مع موقعه المتقدم في تحقيق نقلات نوعية هامة في مجال المباريات الانتاجية والطوعية وتعاظم دور الحركة النقابية العمالية في كافة المجالات وخاصة بعد قيام ثورة آذار المجيدة والحركة التصحيحية وفي ظل مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد.