وتتمتع بعضوية مجلس الشعب ومجالس الإدارة المحلية ومجلس الوزراء وتمارس العمل القضائي والدبلوماسي وتدخل معترك الحياة في مجالاتها كافة وتتفوق في الكثير منها بعد أن نالت قسطا وافرا من التعليم في جميع مستوياته ومنها التعليم العالي شأنها شأن الرجل» .
هذا الإقرار البليغ للقائد الخالد حافظ الأسد من خلال الرسالة التي وجهها إلى مؤتمر المرأة في نيروبي تاريخ 16/7/1985بأهمية دور المرأة في التنمية وفاعليتها في بناء المجتمع وتطوره لايختلف عليه اثنان انطلاقا من أن القوى البشرية في أي مجتمع تشكل الدعامة الإنسانية لتحقيق التحرر الاقتصادي من خلال التنمية الاجتماعية، وإذا كانت المرأة في المجتمع تشكل نصف هذه القوى وأكثر فإن اسهامها في عملية البناء وتحقيق التقدم السريع سيجني ثمارا كبيرة لصالح هذا المجتمع لاينبغي تجاهلها أو الاستهانة بعظيم فائدتها خاصة وأن العالم المعاصر يعيش طفرة صناعية كبيرة تحتاج في مواكبتها إلى الاستفادة من كل يد خبيرة عاملة في جميع المستويات تسهم في رفده بكوادر نشطة ومؤهلة علميا وإداريا واقتصاديا .
هذه الحقيقة أدركتها سورية منذ البداية حيث أكد حزب البعث العربي الاشتراكي في منطلقاته النظرية «على أن الممارسة الكاملة للديمقراطية الشعبية ستبقى مبتورة مادامت المرأة بعيدة عن الحياة العامة للمجتمع.. لذلك أصبح تحرير المرأة العربية ضرورة ديمقراطية إضافة إلى كونه ضرورة إنسانية وأن بناء مجتمع عصري ديمقراطي متحرر لايمكن أن يكون تاما سليما إلا إذا واجه قضية المرأة مواجهة مبدئية شاملة جريئة».
وهكذا انعكست بالتالي توصيات الحزب ممارسة عملية على أرض الواقع فكانت المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والمجالس والإدارات التي ورد ذكرها آنفا ما دفع المرأة السورية أن تقطع شوطا بعيدا وخطوات واسعة في خدمة وطنها وبلدها عبر مشاركتها للرجل في بناء المجتمع ووقوفها جنبا إلى جنب معه بعملها في المصانع والمعامل وكامل مؤسسات الدولة مقدمة صورة معطاءة بلا حدود رغم المصاعب التي تعترضها من خلال الجمع بين العمل والأسرة.
لقد خاضت المرأة السورية بامتياز وحدة العمل الصناعي المنظم وأخذت تحتك بالعمل والآلة وتمارسه كقيمة إنسانية ما أعاد تشكيلها وصوغ توجهاتها تجاه الحياة كلها فلم تعد جزءآ من كل وإنما أصبحت ذات مستقلة تملك حقوقا وتؤدي واجبات تسعى من أجل حقوقها وترعى مسؤوليتها كنعصر هام في العملية الانتاجية والتنموية هذا التغيير الذي طرأ على منزلتها ومكانتها ماكان ليتم لولا التوجهات الثقافية والايديولوجية التي أرسى دعائمها وكرس مبادئها القائد الخالد حافظ الأسد تحت مظلة الدستور والقوانين المرعية .