وكانت البداية مع الدكتور /محمود قارصلي/ الذي أكد أنه في سورية لم تنقطع الكتابة المسرحية منذ بوابة القرن العشرين حتى يومنا هذا وتتالت أجيال عديدة من الكتاب المسرحيين وكل جيل تفاعل مع زمنه ومع الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي كانت تشغل تلك الفترة فجيل /سعد الله ونوس ومحمد الماغوط ووليد إخلاصي/ مختلف تماماً عن جيل الشباب في يومنا هذا وكل مرحلة تاريخية كان لها وضع معين انعكس على الكتابة المسرحية وهذه النقطة هي من ميزات النص المسرحي في سورية والفريد في الكتابة المسرحية لدينا هو أنه رغم الفورة الدرامية التلفزيونية ورغم وجود إنتاج سينمائي ضئيل بقي هناك أمناء للنص المسرحي إلا أن النص المسرحي يعاني كل ما تعانيه الثقافة فهناك أزمة مادية ومعنوية وكذلك عدم وجوده ضمن تصفيات الأدب بمعنى أنه ليس لدينا أدب مسرحي وهناك فهم خاطئ وهو إن لم يخرج النص إلى عرض فهو ليس موجوداً كما أن قلة الإنتاج المسرحي تؤدي إلى قلة الإنتاج الأدبي المسرحي وهناك أيضاً مشكلة أخرى هي أن المخرجين وأغلبهم ممثلون اعتادوا الاتكاء على نصوص مجربة وبالتالي لا يجازفون بقول كلمة جديدة لا تعرف ما ردود الفعل عليها.
أزمة قراءة
أما الكاتب /فارس الذهبي/ فقال: لا توجد أزمة نص مسرحي بل هناك أزمة قراءة فالنص المسرحي يغيب تماماً كنص ورقي إن لم يقدم على خشبة المسرح ولذلك يعترف بالتجربة المسرحية أنها أنضج على الخشبة أكثر منها على الورق وقضية النص المسرحي غير المقروء لدينا تبلورت بشكل واضح في التسعينيات مع بداية خريجي التمثيل بكتابة المسرح فبدؤوا يخرجون النصوص التي يكتبونها مع الاستغناء عن نصوص الأجيال التي سبقتهم وهذا شكل عبئاً كبيراً على النص المسرحي وأصبحت هناك تجارب أشبه بسينما المؤلف (مسرح المؤلف) حيث نجد في ذلك نوعاً من تبجيل الذات بمعنى أنا مسرحي أي أنا «كاتب وسينوغراف ومخرج ومؤلف» فهذه الفترة الزمنية ولدت فجوة كبيرة في النص المسرحي والذي حدث بعد ذلك هو ظهور جيل بعد عام /2000/ حاول ومازال يحاول ليؤسس لنوع من الكتابة المسرحية التي تعتمد على الكاتب الذي يتعاون مع ممثل ومخرج ونتمنى أن يكون هذا هو الطريق الصحيح لنقدم النص المسرحي بشكل أنسب والنص كقدرة ذاتية لا يمكن أن يقف على قدميه بدون دعم حكومي واضح لأن المسرح فن بحاجة إلى تمويل ودعم.
كتابة خارجية
بدوره الكاتب /عدنان عودة/ طالب بإعلاء قيمة المؤلف وإعطائه حقه وأن تصبح الثقافة ربحية وأن تكون هناك صناعة للثقافة وتلغى الذهنية الاشتراكية بأن ندخل إلى المسرح مجاناً أو بأسعار زهيدة ومن المؤسف الآن أنه من يدير عملية الكتابة المسرحية في سورية هي جهات خارجية كتجربة الرويال كورد التي أقامت ورشة كتابة وورشة كتابة ثانية أكبر كانت على المستوى العربي وهذا أمر خطير والأخطر أن هؤلاء الناس فرضوا علينا شكلاً ما من الكتابة، فهم لا يهمهم كيف نحن نفكر المهم لديهم كيف هم يروننا ويجب أن نفكر بطريقتهم وحتى النصوص التي اختيرت هي النصوص التي تناسب تفكيرهم وإحدى هذه النصوص نص /دمشق/ لويغو كريغ.
ترهل
الكاتب /أحمد اسماعيل اسماعيل/ تحدث عن ترهل النص المسرحي والثرثرة والتقنيات المكررة وقال: إن السؤال الذي يطرح نفسه ما سبب هذه الإشكاليات في الكتابة والنص المسرحي ففي نهاية الستينيات كان الكاتب المسرحي هو سيد المسرح أما اليوم فهو يلطي أمام باب المسرح فكيف نريد من هذا الكاتب أن يكتب مسرحية وهو خارج المطبخ المسرحي والمخرج السبب بالدرجة الأولى في هدر حق الكاتب وجعله منبوذاً ويذهب هؤلاء المخرجون إلى النص الأجنبي للتهرب مادياً ولإلغاء الشراكة بين المخرج والكاتب الذي يجب أن يكون شريكاً أساسياً في العملية المسرحية.