وفي هذه المسيرة الطويلة إنجازات وإنجازات لاتقف على مستوى القطر العربي السوري بل لها امتداداتها على المستوى القومي والحضاري.
هذا السجل من النضال الدؤوب والتواصل، وقدرة البعث على التجديد والتفاعل الحضاري والإنساني جعله محط أنظار الشعراء الذين أبدعوا قصائد تمجد نضاله الوطني والقومي، وهو الحزب القائد الذي صمد وقاد الأمة في أعتى الظروف وأحلكها.
يراع الشعراء
إذا ماأردنا أن نقف عند ملامح من يراع الشعراء في البعث فإننا سنقع على كمّ كبير من القصائد بل من الدواوين الشعرية ولايتسع المجال لذكرها كلّها ولو تعداداً مع الإشارة إلى أن مداد الشعراء سيبقى يسيل في ألق البعث مخلداً العطاء ومحطات النضال الوطني والقومي.
ولعلّنا نبدأ بقصيدة الشاعر شفيق الكمالي في قصيدته الشهيرة ياشام منك ابتدأنا التي ابتدأها بقوله:
قبلت مروان في عينيك والحكما - وضعت فيك تباريح الهوى نغما
وبعد تحية الشام وألق حضارتها يقول:
- البعث هذا الشهاب الفرد ماارتطمت
بالليل أنصال ضوء مثلما ارتطما
- ولا أطلّ من الصحراء مقتحماً
بعد الرسالة حقّ مثلما اقتحما
- المجد ياجلق الأمجاد ما فُطما
مادام صدرك ثراً يرضع الشمما
- والكبرياء بغير الشام ماغرست
والشعر إلاّ لوجه الشام مانظما
- ياجلق المجد لو وفّى الكلام هوىً
إذن جعلت وريدي خافقي كلما
- يازهو كل شموس العرب ماسطعت
وغيظ كل إباء العرب ماكظما
- عجيبة أنتِ بدء الدهر مولدها
ولم تزل غضة والدهر قد هرما
أما الشاعر نجيب جمال الدين الذي نذر شعره للبعث وأمجاده وللشام ولقائدها الخالد حافظ الأسد، فهو نجيب - يجيب عن تساؤل صاحبه قائلاً:
وقال لي صاحبي: والبعث أين غدا - في زحمة العيد؟ قلت: البعث ماغربا في كل حرف أراه خلف قافيتي - قدّامها عن يساري الباعث السببا
- قد أشعل الأرض زراعاً وتنمية
فأبدع القفر من رمل الغضا عشبا
- حيث السدود تصد الفقر تطرده
من خاطر الناس تلقيه حباً وهبا
- حيث المحاريث خطت في صحائفها
سطور قمح غزت في لونها الذهبا
- حزب توهج في آفاق مطمحنا
أزاح عنا وعن أجيالنا النوبا
- بلى لنا أسد والبعث مربضه
مهما غلا الهوى لايلقى به حربا
- كأنما قدر للشام جيرتها
بوابة القدس ياإخواننا العرب
وكأن الشاعر نجيب جمال الدين يقرأ ملامح العواصف التي ستحيط بالأمة وبعثها ولكن البعث سيخرج منتصراً، ستخرج الأمة منتصرة قوية يقول جمال الدين:
هزّي سألتك رمح البعث وانتقلي
ياجلق النصر من جلّى إلى جلل
وأججي لهب الثورات هادرة
وأشعلي في خطاك الشرق واشتعلي
وراهني الدهر، قولي: البعث منتصر إن يلقَه الموت، مات الموت من وجلِ
وقائد الشام مثل الشام قلت هما
كانا الأماني.. وظلّا معقد الأمل
وكان عيدكم عيدي وعيد غدي
يابعث يا أسد ياجلق الأزل
أمّا الشاعر محمد كامل صالح فيقف عند محطة بارزة من محطات نضال البعث، ثورة آذار وإنجازاتها على المستوى الوطني والقومي، يقول الشاعر:
أشرق ثبيد.. فإن الخيل تنتظر
يقودها الفارسان البعث والخطر
رايات ذي قار رفت في أوائلها
آذار لونها.. والشمس.. والمطر
من كرم آذار حبي يامعاصرنا
ولاتضني..ففي تشريننا السكر
ماكان آذار في التاريخ ذا ثمر
واليوم أصبح وهو الزهر والثمر
فالبعث أشعل فيه كل واعدة
وتلك آياته أشرقن والسور
وفي الجعبة الكثير من قصائد الشعراء الذين شغل البعث مساحة مهمة في إبداعهم الشعري عبر ستة عقود من الزمن وسيبقى البعث ملهماً للمبدعين شعراء وروائيين ونقاداً وفنانين.