تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معـــنى المقـــاومـة

معاً على الطريق
الثلاثاء 7-4-2009
د. أحمد برقاوي

اعلم ان المقاومة مفهوم يشير الى فعل تحقيق الذات الانسانية حرة.

وبالتالي كل فعل انساني ساع لتحقيق الحرية ضد أي سلب لها هو فعل مقاومة.‏

فمقاومة الاحتلال - وهي الصورة الاشهر للمقاومة - مقاومة عملية ومعنوية حق مشروع جداً جداً. وما كانت لتكون حقاً إلا لأنها دفاع عن حق الحرية. والحرية حق.‏

كل حكم ذمي أو قدحي لمقاومة الاحتلال حكم لا يصدر إلا عن انذال وخونة ورعاديد ولا منتمين.‏

مقاومة الاحتلال: فعل أخلاقي بامتياز. وذمه فعل لا أخلاقي. غير ان مقاومة الاحتلال ليست هي الصورة الوحيدة للمقاومة.‏

مقاومة الجوع الذي تسببه القوى الهباشة من كل الانواع مقاومة مشروعة. لأنها دفاعا عن حق الحياة. وبالتالي ان الجياع الذين لا يقاومون الجوع ما هم إلا مجموعة من الديدان الطفيلية.‏

وعلى شاكلة مقاومة الجوع بوصفها حقا ودفاعا عن الحق تكون مقاومة الاستبداد. فالحاكم المستبد: حاكم يسلب حق الحرية من البشر، وبخاصة حق الاختيار وحق التعبير وحق التفكير. إنه سالب لحق الحرية. ولهذا فمقاومة المستبد مقاومة اشبه ما تكون بمقاومة المحتل. إذ لا فرق بين محتل داخلي ومحتل خارجي.‏

وليس من قبيل التوسع الإشارة إلى مقاومة الركود والتقاليد التي تنزل الإنسان منزلة أدنى.‏

كمقاومة أفعال قتل الأنثى شرفاً، وتزويج المرأة سياحة، ومقاومة الفساد والرشوة وخرق النظام العام. ومقاومة القديم الذي يقف في وجه الجديد باسم الهوية والانتماء وكأن الهوية أعطيت لنا مرة واحدة وإلى الأبد.‏

ومقاومة البيروقراطية التي تفسد الحياة، وبخاصة إذا كانت بيروقراطية قديمة مستمرة في عالم جديد.‏

ومقاومة كل مايعود على الإنسان من أذى في جسده وروحه.‏

والمجتمع الصحي هو المجتمع الذي يظل في حال مقاومة دائمة، وهو إذ يكون في حال مقاومة دائمة يكون في حال تجدد دائم.. ولهذا المقاومة ثقافة متقدمة متجددة. وكل ثقافة غير مقاومة هي ثقافة راكدة، إذ ذاك فاقرأ على الأمة السلام إن هي استسلمت لقدرها ولم تشتعل فيها روح المقاومة.‏

ولو سألتني أيها القارئ العزيز أياً من رموز المقاومة العرب أحب إليك لقلت اذا قصدت الآن من التاريخ لقلت؟‏

يوسف العظمة وهو يواجه المستعمر الفرنسي المتوحش، وعزالدين القسام وهو يقاتل المحتل لفلسطين، وجورج حبش الإنساني جداً وهو يقاوم حتى الرمق الأخير الحركة الصهيونية. وحسن نصر الله الذي يقود مقاومة الأمل للهزيمة والتشاؤم.‏

الإنسان العربي البسيط الذي رغم الذل والهزيمة والاستبداد مازال يشعر بانتمائه، مازال يحلم بالمستقبل، مازال يقول لا في سره وعلنه رغم خطورة اللا.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 07/04/2009 08:42

المقاومة فعل واضح لإرادة وأخلاق في نتزاع حق سليب, والحرية غاية كل مقاومة,والسياسة عمل مموه في مكر يساوم على الحقوق, والمصالح غاية كل سياسة.

متابع |    | 07/04/2009 09:31

جميل أن يتكلم صاحب المقال عن المقاومة بكافة أنواعها وليست المسلحة فقط ونسأل كاتب المقال كيف يعيش هو شخصيا هذه المقاومة في سلوكة اليومي والحياتي ونتمنى أن ما يكتب ليس حبرا على ورق ، وأنه عندما يظهر على الشاشة الصغيرة في بعض البرامج التي تستضيفه للبحث في قضايا اجتماعية أن يكون جلوسه طبيعيا لا أن يضع ساقا فوق ساق بشكل يوحي للمشاهد وكأنه جاء من عالم آخر غير عالم الآخرين الجالسين معه . نحن هنا يا كاتب المقال وليس في أمريكا التي تكتب عنها ما هب ودب من السلبيات وعلى ما يبدو لاتعتبر هذه سلبية عندك ونقول يجب أن تكون السلبيات موضوعية في كل شيء وليس انتقائية .

اماني محمد البوريني  |  alboreneamane@yahoo.com  | 18/09/2010 09:46

إنما هي محاولة للتغير للأفضل ، كسر القيود تحرير النفس من النفس قبل تحريرها من الآخر فكيف تتحرر من الآخر و نفسك رهينة لأهوائك و مطامعك عندما نحرر أنفسنا من أنفسنا سنحرر قيودنا من المستعمر القريب و البعيد .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية