تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحويل الأهداف والمبادىء إلى وقائع معاشة

الصفحة الأولى
الثلاثاء 7-4-2009
كتب المحرر السياسي:

تمر اليوم الذكرى الثانية والستون لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي الذي شكل نقطة انعطاف هامة في تاريخ الأمة العربية ومنطقة الشرق الاوسط بصورة عامة.

ففي نهاية العقد الخامس من القرن الماضي كانت المنطقة العربية تمر بمخاضات سياسية واجتماعية واقتصادية تعكس تصارع القوى الاستعمارية وقتذاك على ثروات البلدان العربية، في وقت بدأت نهايات الحقبة الكولينالية تشق طريقها نحو الافول، في حين بدأت تلك القوى تنمو باتجاه الكارتلات الاقتصادية الكبرى.‏

وجاء تشكيل حزب البعث العربي الاشتراكي في السابع من نيسان عام 1947 استجابة لتطلعات الامة العربية كلها، فبعد سنوات من الاحتلال والتجزئة والتخلف كان طموح الجماهير العربية متمثلا في اهداف الحزب عبر شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية.‏

وكان في إصراره على التحول الى تنظيم سياسي بداية مرحلة لدخول الحياة السياسية المنظمة في سورية، ومنها الى البلدان العربية التي لم تكن قد حصلت على استقلالها في معظمها.‏

وبذلك بدأت الاهداف والشعارات تأخذ طريقها نحو التحقق، فقد بدأ البعثيون يحصدون المقاعد النيابية في اكثر من برلمان عربي وصولا الى تحقيق اول انتصارات حقيقية اوصلت الحزب لاول مرة في حكم بلد عربي، وذلك ماتم صبيحة الثامن من شباط عام 1963حيث استطاع البعث من خلال ثورته الاولى استلام زمام الحكم في العراق. ولم يمض شهر واحد حتى كانت الثورة الثانية تحقق نجاحها الاكبر، ففي صبيحة الثامن من آذار من العام نفسه استطاع البعث من خلال ثورته تحقيق النجاح وإنهاء مرحلة الانفصال التي قضت على اول تجربة وحدوية في العصر الحديث بين سورية ومصر لتبدأ بعدها مرحلة البناء الحقيقي للنموذج الاجتماعي المفترض ان يسود المجتمع العربي. واليوم اذ تحتفل جماهير شعبنا العربي بالذكرى الثانية والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي فإنهم يستعيدون مرحلة البناء الاولى، تلك المرحلة التي شهدت مخاضات النهضة العربية ، فالعرب الذين قادوا مشعل الحضارة الانسانية على مدى سبعة قرون, يجدر بهم ان يستعيدوا ذلك الدور الريادي وكان البعثيون اول من تحسس تلك المهمة الحضارية وذلك من خلال استنهاض المقدرات الكامنة لدى الشعب العربي حيث اثبتت الايام اللاحقة صوابية الرؤية البعثية ، وقدرة حركة البعث والاحياء العربيين على الاضطلاع بتلك المسؤولية التاريخية.‏

واليوم يقدم حزب البعث العربي الاشتراكي النماذج التطبيقية التي تؤكذ صوابية وصحة المبدأ وذلك من خلال مسيرة التطوير والتحديث في بناء الدولة التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد الامين القطري للحزب وفي هذه المسيرة متابعة للبدايات الموضوعية والمنطقية التي تمت صياغتها مع انطلاق الحركة التصحيحية المجيدة في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد الذي نقل سورية برؤيتها العروبية الى مرحلة الاستقرار والبناء وصياغة آليات تنفيذية تحول فكر البعث الى واقع معاش، يسهم في رفع مستوى المواطن العربي ، ويحقق له العزة والكرامة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية