كتاب بعنوان: (الرواية السوريّة – التجربة والمقولات النظريّة)، تطرح فيه قراءة جديدة للفكر الذي أنتج الرواية السوريّة في النصف الثاني من القرن العشرين من خلال مفهومين اقترحتهما، وهما: التجربة، والمقولات النظريّة.
يقع الكتاب الصادر عن (دار الفرقان للغات في حلب) في مقدّمة، وتمهيد، وخمسة فصول هي: بين الرومانسيّة والواقعيّة، و وجهان لأزمة المثقّف، وحداثة التاريخ وحداثة النصّ، والرواية والتاريخ، والعصر الذهبي للرواية السوريّة. وقد أتى الكتاب في مئتين وسبعين صفحة من القطع المتوسط.
تقول الدكتورة العجيلي في بسط الفصل الرابع:
«يعدّ النصّ الروائيّ ، بوصفه حاضراً بين يدينا، نصّاً ذاتيّ المرجعيّة، وغير خاضع لمعيار الصدق والكذب، أمّا التاريخ فلا نملك عليه دليلاً سوى الوثيقة التي لن نشغل بالنا في كونها صادقة أو كاذبة، إذ ما زالت إمكانيّة التفسير أو التقويم الموضوعيّ للتاريخ بعيدة المنال، ذلك أنّ قراءة التاريخ في كلّ عصر عرضةٌ للمؤثّرات الإيديولوجيّة لذلك العصر، وخاضعة لمدرسة السلطة التي تُقرئنا التاريخ كما تريدنا أن نقرأه، بل إنّ تدوين التاريخ، أي تدوين الوقائع في عصرها معرّض لمؤثّرات ذلك العصر، وربّما لأهواء المؤرّخين قصداً أو بلا قصد. ولطالما سادت إحدى روايات التاريخ حول شخصيّة ما فعرضتها على غير ما هي عليه من مثل: «قرقوش»، و»كافور»، و»هارون الرشيد»، فتواترت على ألسنة الناس، ولازمت الشخصيّة إلى الأبد، ذلك أنّ التواتر في التاريخ والتواتر في الحياة الفكريّة عموماً، كالعرف والعادة في الحياة الاجتماعيّة، أساس لكثير من المعتقدات وسدّ حائل دون التفكير الصحيح والانطلاق الحرّ. وربّما يكون أحد أسباب تفوّق «اللّيالي العربيّة» هو اختراقها التاريخ الرسميّ، أو تاريخ مدرسة السلطة، فكانت شخصيّة «هارون» مثلاً كما أرادتها الرواية الشعبيّة للتاريخ. ولم علينا أن نقتنع بـ»هارون» الذي يحجّ سنة ويغزو سنة، وألاّ نقتنع بـ»هارون» «ألف ليلة وليلة»!