صادر عن سلسلة عالم المعرفة في الكويت، وهو من تأليف الدكتور شاكر عبد الحميد. حوى الكتاب بين دفتيه عناوين في غاية الإثارة والأهمية: الخيال ومفاهيمه، خيال الأطفال، فلاسفة الخيال، الخيال الأدبي، أشباح العقل وأشباح الخيال، الخيال العلمي، خيال العلماء، الخيال التشكيلي، الخيال المسرحي، الخيال السينمائي، صور في فوضى، التربية والخيال.
وعلى حد علمي فإن مثل هذه الكتب قليلة جداً إن لم أقل نادرة في المكتبة العربية، ما يجعل صدوره يشكل فرصة لمن يعنيهم هذا الموضوع الملتبس والمتداخل في كثير من الدراسات التي تُعنى به. فالخيال كما يعتقد المؤلف يؤدي دوراً حاسماً في معظم جوانب الحياة الإنسانية... ويمارس دوره في العلم، في اختراع الأجهزة والأدوات... وفي الفلسفة يمكن للخيال أن يوحي بالتصورات والاستعارات وأشكال التناظر والمجاز... وقد نشأت أمم وحضارات بفعل وجود متخيل معين لدى بعض الشعوب.
غير أن أهم ما في دور الخيال كما يراه الشاعر والمصور الإنكليزي وليم بليك، أنه يخترق أكثر من أي قدرة أخرى، ذلك القصور الذاتي المميز للعادات السلوكية، وكذلك التفكير النمطي الذاتي المميز للعادات السلوكية، وكذلك التفكير النمطي الذي يتحرك فيما يشبه العادات العقلية، حيث يتجاوز الخيال تلك العادات ليصبح جوهر الوجود الإنساني نفسه.
ولذلك فإن عظمة الإنجازات الإنسانية جاءت من الدور الذي لعبه الخيال في اجتراح الجديد في الحياة ومن ثم البحث عن أشكال ومضامين جديدة لها، جعلتها تقفز قفزات نوعية في كافة مجالات الحياة.
من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يلقي الضوء على هذه الكلية الهامة من دورة الكون الذي يلعب فيها العقل المحرك الأبرز في إشادته بما يجعل العالم يتقدم على نحو يجعله أكثر اتساقاً وانفتاحاً وتطوراً .