لمعهد «إنغليش تايم» أكبر وأهم معهد لتعليم اللغة الإنجليزية في إسطنبول. وكان تعليم اللغة العربية قد ظل لوقت طويل بيد الجماعات الدينية، وانحصر ذلك في تعليم قراءة القرآن الكريم وبعض القواعد المتعلقة بالموضوع، كما توفر الجهات الرسمية كالبلديات دورات مجانية لتعليم العربية، لكن عدم وجود منهج دراسي معين واكتظاظ الصفوف مع عدم توفر مدرسين أكفاء، يحول دون إعداد جيد.
وفي مقابلة مع مديرة المعهد ملتم كارابابا روت قصة المعهد قائلة إنها تخرجت من قسم اللغة العربية في إسطنبول ثم قصدت دولاً عربية عديدة كسورية ومصر وتونس لتقوية لغتها مما أكسبها خبرة في كيفية تدريسها للناطقين بغيرها.
وتضيف المديرة أنه لطالما راودها حلم شاركها فيه أحد الأصدقاء الأتراك المهتمين باللغة العربية بإنشاء مركز في تركيا لتعليم اللغة بشكل منهجي واحترافي يمكن الطالب من استعمالها في حياته اليومية والتواصل مع العرب.
وتشير كارابابا إلى أنه رغم علاقة اللغات الأخرى بمجال التجارة والإعمار فإن اللغة العربية هي التي تعرف إقبالا أكثر، «فقد تغيرت نظرة الأتراك للغة العربية، طبعاً الجانب الديني يبقى الأقوى والأهم ويليه العلاقات التجارية مع الدول العربية التي قويت مؤخراً». وتوضح أن طلاب المعهد هم «تشكيلة موزاييكية من مختلف شرائح المجتمع»ففيهم المهندس، وطالب التاريخ، والصحفي، وطالب العلاقات الدولية، وطالب الأدب وحتى أجانب مقيمون في تركيا، وهذا إن دل على شيء فهو يدل -حسب كارابابا- على أن اللغة العربية لها ثقلها ووزنها الخاص ليس فقط في الأوساط المتدينة».
وتضيف مديرة المعهد أن «الأساتذة هم أتراك متخرجون من قسم اللغة العربية من الجامعات التركية، وعرب مقيمون في تركيا، نقوم باختبارهم لمعرفة مدى إلمامهم بقواعد اللغة وتدريسها ونشترط بالنسبة للأتراك سلامة اللفظ لأنه الأهم».
وبينت أن في المعهد ستة مستويات لتعلم اللغة، ويمنح الطالب شهادة معترفا بها من وزارة التربية الوطنية التركية بعد أن يجتاز امتحاناً تعده لجنة مكونة من أكاديميين متخصصين في اللغة العربية، مشيرة إلى أن «هذه الشهادة تمنحه فرصة العمل أو متابعة الدراسة في أي جامعة في تركيا».
يشار إلى أن تعليم اللغة بشكل رسمي في تركيا موجود في برنامج ثانويات الأئمة والخطباء إلى جانب كليتي الشريعة واللغة العربية وآدابها.